من أجل "نصرة الدين" قتل أحد الإرهابيين المنضمين لمنظمة "أنصار بيت المقدس" عدداً من المسلمين الأبرياء.. كانوا ينطقون بالشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ويصلون الصلوات الخمس التي فرضها الله علي عباده.. ويصومون شهر رمضان. ويؤدون الزكاة إذا كانت واجبة عليهم.. وربما يكون بعضهم قد أدي فريضة الحج. هؤلاء الناس "الغلابة" كانوا يسعون علي رزقهم.. ويكافحون من أجل أسرهم.. ويعلمون أبناءهم.. كانوا "شقيانين" بحق حيث يقيمون في شبه جزيرة سيناء.. حياتهم صعبة بكل معني الكلمة.. لكن هذا الإرهابي بدلاً من أن يتعاطف معهم قتلهم بدم بارد.. من أجل "نصرة الدين" كما يزعم!! لعلك أيها الإرهابي خطفت ومعك آخرون شباباً من أهل سيناء.. وذبحتهم من رقابهم كما يفعل تنظيم داعش الإرهابي. أو قتلتهم بالرصاص.. ثم القيت بجثثهم في الطريق العام أو لعلك قتلت جنوداً وهم صائمون!! بل لعلك أيها الإرهابي هاجمت كميناً من كمائن الشرطة غدراً وغيلة وأوقعت القتل في جنود وضباط هذا الكمين.. أو وضعت عبوة ناسفة في طريق دوريات الجيش فانفجرت إحداها في دبابة أو مدرعة وأوقعت بركابها الخسائر بين قتلي ومصابين.. أو لعلك أطلقت قذيفة من قذائف غدركم علي سكان بيت من بيوت أهل رفح أو العريش فقتلت نساء أبرياء ورجالاً لم يسبق أن ضروك بشيء. أفبعد هذا كله.. وبعد تلك الجرائم التي ارتكبتها تنفعك التوبة وتستغفر الله من كل هذه الآثام؟! أزهقت أرواحاً بريئة بغير ذنب ولم تذكر الله حينئذ.. فهل ينفعك الآن الاستغفار؟! نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري علي "فيس بوك" صورة ضوئية مكتوبة بخط اليد لأحد "أنصار بيت المقدس" يستغفر فيها الله علي قتل الأبرياء بدعوي "نصرة الدين". قال الموقع الإلكتروني لصحيفة "الوطن" الذي نشر الخبر إن المتحدث العسكري قال في بيانه: إنه في مفاجأة من العيار الثقيل وفي رسالة إلي ربه كتب أحد أنصار تنظيم بيت المقدس الإرهابي رسالة يستغفر فيها الله علي قتل الأبرياء. وكانت عناصر تأمين قطاع شمال سيناء أثناء قيامها بمداهمة أحد مقرات العناصر الإرهابية قد ضبطت عدداً من الأسلحة والذخائر والملابس العسكرية.. وعثر في طيات أحد هذه الملابس علي رسالة من إرهابي يبدي فيها ندمه واستغفاره عن قتل الأبرياء بدعوي "نصرة الدين"!! قال الإرهابي إنه يخشي علي نفسه أن يكون بما فعل من الآثام والشرور قد أصبح ممن انطبق عليهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إنهم حدثاء الأسنان.. وسفهاء الأحلام.. ولا يجوز إيمانهم حناجرهم.. أو أنه بما اقترفت يداه قد أصبح من كلاب أهل النار". وتضمنت الرسالة التي كتبها الإرهابي دعاء رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو في بداية تبليغ الدعوة الإسلامية حينما آذاه أبناء بلدة ذهب إليها فعاد وجلس ودعا بقوله: استغفر الله.. استغفر الله.. اللهم إني أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس.. إلي آخر الحديث النبوي الشريف الذي عرفناه جميعاً من السيرة النبوية الشريفة. ثم قال الإرهابي في بقية الرسالة: اللهم إني أتوب إليك من كل فرد سال دمه علي يدي بزعم أنه عدوك أو أنه من الكفرة والطواغيت.. وأتوب إليك من كل فرد بريء قتلته بحجة أنني أنصر دينك.. تبت إليك وندمت علي ما فعلت وعزمت عزماً أكيداً علي ألا أعود!!! بعد إيه أيها الإرهابي؟! أين كان قلبك الذي قد من الحجارة وأنت تقتل وتسفك الدماء لأبرياء لا حول لهم ولا قوة؟! هل تنفعك توبتك الآن وأنت الذي اعترفت بأنك أسلت دماء بريئة لا تحصي ولا تعد؟! هل ينفعك الندم الآن؟ سوف أذكرك بآيتين كريمتين لتعرف أن الله سبحانه لا تخفي عليه خافية: بسم الله الرحمن الرحيم: "ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون". وقال تعالي: بسم الله الرحمن الرحيم "وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون". صدق الله العظيم