قال الحقوقى الدولى براين دولى تعقيباً على مظاهرات اليوم الاثنين، إنه من المحتمل ألا يحدث الكثير من الأمور، إذ أن المظاهرات المتوقع اندلاعها ستكون صغيرة أو سيتم سحقها، لكن من الواضح أن حكومة الرئيس السيسى مهزوزة وخائفة من أن يؤدى رد الفعل تجاه تسليم الجزيرتين للسعودية إلى إثارة اضطراب على نطاق واسع عبر أنحاء مصر. وزعم المسئول بمنظمة "هيومن رايتس فيرست" التى يقع مقرها بواشنطن، فى مقال نشره موقع هافينجتون بوست الأمريكى الأحد، إنه بالرغم من دعم واشنطن ودول الخليج، لحكومة السيسي، لكن يبدو أن أيامه فى السلطة معدودة، على حد زعمه. وتابع دولى إن الأكثر شؤمًا بالنسبة للسيسي، هو ترديد المتظاهرين هتاف 2011 “الشعب يريد إسقاط النظام"، فى محاكاة لثورة يناير التى أسقطت الرئيس حسنى مبارك. وقال، إن اتفاق السيسى على التنازل عن الجزيرتين غير المأهولتين بالسكان طرق على وتر حساس فى مصر، حيث تظاهر آلاف الأشخاص فى القاهرة فى أعقاب الإعلان عن القرار الأسبوع الماضي. وأردف أنه تم إلقاء القبض على ما يزيد على مائة شخص، وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين. وأشار إلى أن السلطات المصرية قلقة على نحو واضح من أن يشهد اليوم الاثنين تكرارًا لاحتجاجات فى الشوارع، لافتاً إلى أن رد فعلها كان هو إلقاء القبض على أشخاص فى الإسكندرية والصعيد، بالإضافة إلى اعتقالات عشوائية فى مقاهى القاهرة التى يعتقد أنها مقاصد لتجمع النشطاء. وأردف أن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان يتخذون إجراءات احترازية خوفا من تعرضهم للاعتقال أو الاختفاء القسري. ومثّل باللجنة المصرية للحقوق والحريات، التى يقع مقرها بالقاهرة، والتى وثقت المئات من حالات الاختفاء القسرى العام الماضي، حيث إنها أغلقت مقرها الرئيسى مؤقتا، واتخذت مكانًا سريًا تمارس نشاطها من خلاله. وأشار إلى أوامر الضبط والإحضار بحق المحامى الحقوقى مالك عدلى يوم السبت 23 أبريل. ونقل قول أحد النشطاء : “ربما لن يحدث الكثير يوم الاثنين نفسه لكنه قد يكون "كرة ثلج”، فى مصطلح يعنى تحريك المياه الراكدة. وقال إن سناء سيف، التى أطلق سراحها من السجن فى سبتمبر 2015 بعد قضائها أكثر من عام فى السجن لتظاهرها سلميًا، صدر ضدها أمر استدعاء إلى النيابة فى 27 أبريل بذات التهمة التى يواجهها القط. وتابع أن الأجهزة الأمنية المصرية خائفة للغاية من كيفية الرد على احتمال اندلاع مظاهرات كبيرة الاثنين، لا سيما وأنها تقع تحت ضغط متزايد لتفسير أسباب وفاة الطالب الإيطالى جوليو ريجيني، الذى وجدت جثته، وعليها علامات تعذيب فى 3 فبراير. وأردف أنه فى يوم الثلاثاء الماضي، اندلعت اضطرابات فى شرق القاهرة بعد قتل شرطى لبائع، بعد رفضه أن يدفع ثمن الشاي، حيث تظاهر مئات الأشخاص فى الشوارع. وتابع أنه فى اليوم اليوم التالي، أجرى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى زيارة موجزة إلى القاهرة. وقال إنه بالرغم من زيادة وتيرة الاعتداءات على نشطاء حقوق الإنسان، واستهداف منظمات المجتمع المدني، لم يذكر كيرى كلمة حقوق الإنسان على الإطلاق فى بيانه، بل آثر استخدام كلمات مغلفة وصياغة ملتوية حول كيف "تحدث مع نظيره سامح شكرى والرئيس السيسى عن سبل حلحلة بعض الاختلافات والتساؤلات التى أثيرت بشأن السياسات الداخلية واختيارات الشعب المصري". وأوضح أن كيرى ليس غافلاً عن أزمة حقوق الإنسان فى مصر، لكن فشله فى الاعتراف بذلك على الملأ عندما كان فى القاهرة يضر بمصداقية الولاياتالمتحدة، ويشجع القمع. وقال إنه فى يناير 2016، نشرت "هيومن رايتس فرست" تقريرًا عن مصر قال: “هذا العام سيتسم بالتطرف العنيف والصراعات الإقليمية، وسوء الإدارة السياسية والاقتصادية التى تهدد مصر". وتابع إن هذا العام سيكون اختبارًا رئيسيًا بالنسبة للسيسي، إذ أن الاقتصاد المصرى مستمر فى حالته المتداعية، كما تتزايد الهجمات الإرهابية. واختتم بالقول:"25 إبريل قد لا يسفر عن شيء أو قد يكون بمثابة بداية نهاية ديكتاتوريته".