موجة اعتقالات تشنها وزارة الداخلية في أوساط النشطاء الداعين إلى التظاهر يوم الاثنين 25أبريل، استكمالاً لتظاهرات جمعة "الأرض هي العرض"، احتجاجًا على "التنازل" عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وعلى الرغم من أن الرئاسة نفت الخميس تقريرًا صحفيًا عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب من القيادات الأمنية بمنع تكرار ما حدث في "جمعة الأرض" يوم الاثنين، إلا أنه سرعان ما تأكد صحة ذلك، مع اعتقال عشرات النشطاء في أماكن متفرقة بالقاهرة وبعض المحافظات. وخلال ال24 ساعة الماضية، تم القبض على أكثر من 40شخصًا من رواد 3مقاهي بوسط القاهرة ومصر الجديدة، بل وامتدت الحملة لتشمل مهاجمة منازل عدد من النشطاء واعتقالهم، بينهم الناشط هيثم محمدين القيادي بحركة "الاشتراكيين الثوريين" وشريف الروبي عضو حركة "6أبريل" والناشطان مالك عدلي وعبدالرحمن زيدان. وأعلنت صفحة "طلاب مصر القوية"، مساء الجمعة، عن اعتقال 12طالبًا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة أثناء تواجدهم في محطة مترو المعادي. وأشارت إلى أنه تم اعتقال 12 طالبًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة من محطة مترو المعادي، أثناء عودتهم من رحلة تابعة للكلية لوادي دجلة . حركة شباب 6 إبريل، وصفت الحملة ب"الاعتقالات المسعورة" وقالت إنها كشفت عن "الوجه القبيح للنظام وأكاذيبه وفساده"، وأشارت إلى أنها تقف أمام "تفريطه في أراضي وثروات البلاد مقابل الدعم المالي والسياسي من الأنظمة التي تدعمه". وقالت الحركة في بيان لها تعليقًا على الاعتقالات: "لقد بات واضحًا للجميع أن النظام الحاكم يحاول تصفية الشباب والكيانات المنحازة للشعب وحقوقه والتي تكشف أكاذيبه وفساده ووجه القبيح وتقف أمام تفريطه في أراضي وثروات البلاد مقابل الدعم المالي والسياسي من الأنظمة التي تدعمه". وتابع "يندد شباب 6أبريل باعتقال الشباب المصري الرافض للتفريط في الأرض وتدين عودة زوار الفجر بهذا الشكل الفج كالعصابات التي تعمل خارج القانون وتطالب بالإفراج الفوري عن كل من تم اعتقاله وتحمل النظام الحاكم مسئولية سلامتهم". وأضافت: "الشباب لن يخضع لتهديدات وإرهاب النظام وسنصعد بكل الطرق السلمية وسنتمر في مقاومة الفساد والاستبداد ولن نقبل التفريط في ثروات البلاد ولابيع أراضيها". واستدركت: "نؤكد أن غطاء الحراك السياسي هو السخط الشعبي الواضح في كل مصر، لأن النظام الحاكم تجاوز كل الحدود الحمراء في مقابل الحفاظ على أركان حكمه المتهاوية". وأكدت أن "التحرك الشعبي الرافض لبيع أرض الوطن مستمر وأصبح النزول يوم 25 ابريل واجب وطني على كل مصري ولن نهدأ ولن نصمت ولن نتوقف عن قول الحق في وجه نظام ديكتاتوري فاشي مستبد يفرط في أرض الوطن وثرواته". ووصف جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان، حملة الاعتقالات والاستعدادات الأمنية ب "الإجراءات البوليسية، التي لن ترهب المشاركين والثوار أو كل من شارك بجمعة الأرض". وأضاف عيد ل "المصريون"، أن "الحملة العشوائية والقبضة الأمنية ستزيد من إصرارهم واستعدادهم لبذل المزيد من التضحيات في مظاهرة الاثنين المقبل للمطالبة بعدم التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير والإفراج عن المعتقلين". وعيد أحد الموقعين على بيان حملة "مصر مش للبيع"، التي تناقش سبل التصعيد وتجديد الدعوة للنزول، مؤكدة عدم تأثر أي من الشخصيات المشاركة بالبيان مما حدث من اعتقالات عشوائية ومداهمة منازل البعض منهم على إثر مشاركتهم بالبيان. وطالب حمدين صباحي، مرشح الرئاسة السابق، بالإفراج عن الطلاب والشباب المحبوسين. وكتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم: "أفرجوا عن شباب مصر وطلابها، سلامتهم وأمنهم مسؤولية السلطة وأجهزتها الأمنية، بدلاً من قمع حريتهم وكبت حقهم في التعبير السلمي عن رأيهم". وأضاف: "كفاية قبض كفاية حبس كفاية ظلم، متضامن مع شباب مصر وطلابها".