شدد وزير الخارجية الأثيوبي، تيدروس ادحانوم؛ يوم الجمعة، على أن "أفريقيا لا تقبل الوصاية الخارجية، وهي قادرة على حل قضاياها بنفسها"، بينما قالت نظيرته الغانية، هانا سيروها، إن "مؤتمر ميونيخ للأمن فرصة للقارة السمراء لمناقشة تحدياتها مع الغرب". وقال الوزير الأثيوبي، اليوم في تصريح للأناضول، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي انطلق أمس، بعاصمة بلاده أديس أبابا، إن "المناقشات التي شهدها المؤتمر، اليوم، كانت صريحة وإيجابية، لا سيما فيما يتعلق بعمليات حفظ السلام، وإسهام أفريقيا في تعزيز قدراتها المستقبلية". ولفت أن "أفريقيا بحاجة إلى مواجهة التحديات، وإيجاد حل لها، من خلال التحولات والتطورات التي نسعى لتحقيقها في القارة"، داعيًا إلى ضرورة "العمل على حل النزاعات والصراعات في القارة، وتعزيز دور مجلس السلم والأمن الأفريقي، لتمكينه من حل قضايانا الداخلية، لا سيما وأنها تسير في الاتجاه الصحيح لمواجهة تحدياتها". من جانبها أكدت وزير خارجية غانا، سيروها، أن مؤتمر ميونخ للأمن، "يعد فرصة ملائمة لأفريقيا في التحاور مع الغرب حول التحديات التي تواجه القارة مثل الإرهاب، والهجرة، والصراعات". وذكرت في تصريحات خاصة للأناضول، اليوم، أن "أفريقيا غنية بمواردها، وإمكاناتها، وقادرة على إحداث نهضة بداخلها"، مضيفة "المناقشات الجارية مع الغرب، من شأنها تعريفنا بالتباينات والاختلافات فيما بيننا، ولاسيما حول قضايا الأمن؛ التي ترتبط بالتنمية والتطور". وأشارت أن "المؤتمر يعتبر تحولا جديدا من الغرب، من خلال التحاور المباشر مع الأفارقة في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفرصة سانحة ليدرك الغرب ذاته أن أفريقيا ليست قارة مصدّرة للمشاكل فقط، وإنما لديها القدرة على المساهمة في حل مشاكل القارة والعالم أيضا". ودعت الوزيرة، الدول الأفريقية، إلى "ضرورة تعزيز الحكم الرشيد والديمقراطية؛ وأن تكون هناك حكومات شاملة تضم كل أطياف اللون السياسي من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي؛ وأن يكون هناك تنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية في الدول الأفريقية لمحاربة التنظيمات الإرهابية من خلال التعاون البناء بين دول القارة". بدوره أكد وزير الدولة السوداني؛ كمال إسماعيل؛ على أن الهدف الأساسي من مؤتمر ميونيخ للأمن؛ هو "مناقشة القضايا التي تهم القارة الأفريقية والأوروبية على مختلف المستويات". وأفاد الوزير في تصريحات للأناضول؛ على هامش الحدث ذاته، أن "أهم القضايا التي ناقشها المؤتمر، الهجرة، والإرهاب، والتنمية، ومستقبل الدول الأفريقية، وكيفية مساعدة الدول الأوروبية لأفريقيا في مواجهة هذه التحديات". وأشار إسماعيل، أن "الأوروبيين جاءوا هذه المرة لمناقشة القضايا التي تهم القارة مع المسؤولين الأفارقة، على خلاف ما كانوا عليه في السابق؛ حينما كانوا يأتون بأرائهم مسبقا"، مضيفا أن "المناقشات اتسمت بالصراحة والوضوح على مختلف المستويات". تجدر الإشارة أن مؤتمر ميونيخ للأمن، انطلقت أعماله أمس الخميس بالعاصمة أديس أبابا؛ ومن المنتظر أن تُختتم، في وقت لاحق من اليوم الجمعة. ويأتي انعقاد المؤتمر في أجواء يخيم عليها قضايا الإرهاب والتطرف ومنع الأزمات وإدارتها في شمال وشرق إفريقيا، إضافة لقضايا إدارة ومنع تدفق اللاجئين، والتعاون في عمليات السلام الدولية، وتطوير بنية الأمن الإقليمي في إفريقيا، والمخاطر الأمنية التي تشكلها الأوبئة وتغير المناخ. جدير بالذكر أن مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي استضافته ألمانيا في منتصف فبراير/شباط الماضي، أصدر تقريرًا ضم العديد من الملفات الساخنة، على رأسها الملف السوري وتنظيم "داعش" الإرهابي وأزمة اللاجئين في أوروبا. ويعد المؤتمر الذي تحول من التركيز على قضايا الدفاع فقط إلى منتدى للسياسيين والدبلوماسيين والباحثين، ملتقى عالمي غير رسمي يُعنى بالسياسة الأمنية.