أثار قرار جماعة "الإخوان المسلمين" بالمشاركة في التظاهرات التي دعت إليها قوى وحركات ثورية، غدًا تحت اسم "الأرض هي العرض"، اعتراضًا على تسليم جزيرتي "تيران" و"صنافير" إلى السعودية، تخوفات من تعامل الأمن بعنف مع المتظاهرين، خاصة مع تحذيرات وزارة الداخلية من أنها ستتعامل بكل حسم مع المتظاهرين. وقالت الجماعة في بيان لها، إن السلطة الحالية "ترتكب أكبر عملية بيع لتاريخ وأرض وعرض مصر"، مضيفة: "ليكن يوم الجمعة القادم بداية لشرارة غضب جديد وحقيقي متصاعد لا يوقفه شيء سوى تحرير مصر"، وذلك على حد تعبيرها. وأعلنت صفحة "25 يناير 2011"، الداعية لدعوة "جمعة الأرض هي العرض"، رفضها لمشاركة الإخوان . وقالت: "نعلن نحن الداعون لجمعة "الأرض هي العرض" رفضنا لمحاولات بعض من أعضاء جماعة الإخوان وغيرهم من القوى الأخرى القفز على فاعليتنا غدًا الجمعة، كما سبق وفعلوا على مدار ثورتنا المجيدة". وأكدت الصفحة أنها لن تسمح لأي تيار سياسي بتوظيف هذه الفعالية لمصلحته و الابتعاد بها عن هدفها الرئيسي وهو الحفاظ على الأرض والسيادة المصرية. ونحذر كل المشاركين من رفع شعارات الإخوان أو أي من التيارات الأخرى أو غيرهم خلال المسيرات. ورفض زيزو عبده القيادي بحركة "6أبريل"، التعليق على مشاركة جماعة "الإخوان المسلمين"، في تظاهرات جمعة "الأرض هي العرض" قائلاً: "لايوجد لدي تعليق على مشاركتهم"". وكانت الحركة قد أصدرت بيانا أمس تحت عنوان "هي أشياء لا تشترى" أعلنت فيه عن مشاركتها في الدعوات الاحتجاجية ضد ما أطلقت عليه "بيع جزيرتي تيران وصنافير". وقالت: " لقد دفع أبناء الشعب من دماءهم للدفاع عن جزيرتي تيران وصنافير ضد العدو الصهيوني، واليوم نجد السيسي يجرؤ على بيعها بجرة قلم بالمخالفة للدستور ولكل الأعراف والقوانين، ثم يخرج علينا بعد إتمام البيع ليقول مش عايز كلام تاني في الموضوع ده". وقال خالد داوود، القيادي بحزب الدستور، إن جماعة الإخوان تحاول استغلال الحراك الثوري لصالحها، مشيرًا إلى أن نزولهم في نفس اليوم الذي دعت فيه بعض القوي السياسية التظاهر ضد قرار التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مرفوض. وقال مجدي حمدان المحلل السياسي، وعضو جبهة الإنقاذ السابق, إن "الإخوان أعطت الداخلية ذريعة لتخويف الناس, فبمجرد صدور بيان الإخوان قامت الداخلية بإصدار بيان قالت فيه إن دعوة الغد هي دعوة للشغب والتخريب ومهاجمة السجون". وأضاف ل"المصريون": "أنني أرى أن الإخوان أعطوا قبلة الحياة لبيع الجزرتين ببيانهم, فلماذا لم يخرجوا بصمت, سوى أنهم يثبتون وجودهم فقط, ففي حالة نجاح اليوم فهم أصحاب الفضل وهم الأولي بالتفاوض مع المكلف بالسلطة, مثلما حدث في 25 يناير وإذا فشل اليوم فهو ليس بالجديد". وأوضح أن "بيان الإخوان لا يوجد له أي تفسير سوي إعطاء الأمن ذريعة لمهاجمة التظاهرات وتخويف حزب الكتبة ويبدو أنهم أدمنوا لعبة الطرف المجني علية لاجتذاب التعاطف". من جهتها، حذرت وزارة الداخلية من الدعوات التي انطلقت للتظاهر، غدًا الجمعة، مشيرة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تقف وراء تلك التظاهرات. وأضافت: "في ضوء ما توافر من معلومات مؤكدة لدى الأجهزة الأمنية بإطلاق جماعة الإخوان الإرهابية دعوات تحريضية منظمة وتوزيع نشرات تدعو لتنظيم مسيرات تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع والميادين واستثمارها في خلق حالة من الصدام بين المواطنين وأجهزة الأمن". وتابعت "الداخلية"، في بيان لها، إنها رصدت قيام عناصر جماعة الإخوان بالإعلان عن تنظيم مسيرات تحريضية تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع غدا، مؤكدة أنها ستواجه كل الدعوات بحسم وقوة وستتخذ الإجراءات القانونية لردع تلك التظاهرات.