دعت قوى سياسية وثورية إلى المشاركة في تظاهرات غدًا الجمعة تحت شعار "جمعة الأرض هي العرض"، احتجاجًا على ما وصفوه ب "تنازل" مصر عن جزيرتى "تيران وصنافير" للمملكة العربية السعودية. وأصدرت حركة "الاشتراكيين الثوريين"، بيانًا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دعت فيه إلى المشاركة في مظاهرات يوم غد، قائلة: "ضد تنازل النظام المصري عن جزيرتي تيران وصنافير، وإهداره حقوق الشعب المصري لصالح نظام الرجعية السعودي الذي قاد الثورة المضادة ضد ثورات الشعوب في المنطقة". فيما دعت حركة "6إبريل" إلى النزول للميادين غدًا، احتجاجًا على اتفاق ترسيم الحدود، وطالبت في بيان بعنوان: "على جثتنا"، المصريين بالانضمام لدعاوى التظاهر. وأصدرت الحركة بيانًا وجهته إلي القوات المسلحة المصرية طالبتهم فيه بعدم التزام الصمت تجاه التفريط في الجزيرتين، قائلة: "أعلن كمصري رفضي بيع جزيرتي تيران وصنافر المصريتين للسعودية، وأعلن أن السيسي لا يمثلني في بيعهما". ودعت صفحة تحمل اسم "25 يناير 2011"، للتظاهر تحت عنوان "جمعة الأرض هي العرض"، مطالبة المصريين بالنزول إلى ميدان التحرير، غدًا الجمعة. وجاء في بيان أصدرته: "عشان نحافظ على أرضنا لازم نخرج من كل مساجد وكنائس مصر إلى ميدان التحرير". وانضم إلى هذه الدعوة حتى الآن 43ألف مواطن، فيما أبدى 68ألفًا آخرين احتمالية مشاركتهم. وتحت شعار "جمعة الأرض هي العرض"، دعت صفحة "ثورة الغضب" المواطنين إلى النزول عقب صلاة الجمعة، في أماكن مختلفة، منها نقابة الصحفيين في القاهرة، ومسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، وميدان الأربعين في السويس، وشارك فيها حتى الآن 600 مواطن. يأتي ذلك عقب أيام من دعوات نشطاء مؤيدين ومعارضين، من بينهم "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي" (المؤيد للنظام المصري)، بالتظاهر في ميدان التحرير بوسط القاهرة، بالتوازي مع دعوات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالتظاهر في ميادين مصر، الجمعة، رفضًا لقرار ترسيم الحدود بين مصر والسعودية. ودعا "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي" إلى لهذا الاتفاق عبر كل وسائل الاحتجاج السلمي التي يكفلها الدستور"، معلنًا عن تضامنه مع كل الدعاوى القضائية التي تسعى إلى وقف هذا الاتفاق ويفتح مقراته أمام المواطنين الراغبين في توكيل المحامين في رفع هذه الدعاوي. وناشد الحزب في بيان له نواب البرلمان أن يرفضوا هذا الاتفاق إذا أصرت الحكومة على عرضه أمام البرلمان، و أن يعلنوا ،في مواجهة الحكومة، أن الشعب، و من خلال الاستفتاء هو وحده صاحب الحق في قبول أو رفض كل ما يمس السيادة على أراضي الوطن وفقًا لنص الدستور. واعتبر الحزب أن "هذا الأمر يعد سابقة قد تثير أطماع وشهية دول ترغب في ضم قطعة أو أخرى من أرض الوطن إلى أراضيها". وأضاف أن "ما يزيد من الاستياء والغضب أن الأمر برمته تم الترتيب والأعداد له في ظل غياب كامل لمؤسسات الدولة والرأي العام وكأن من حق مؤسسة واحدة أن تملك حق التعامل مع أمر يمس السيادة الوطنية بصورة منفردة تماما ودون أي شفافية أو تشاور مع باقي مؤسسات الدولة والمجتمع كافة، الأمر الذي يهدد وحدة الدولة المصرية ويثير الفرقة والانقسام بين مؤسساتها المختلفة". وقال زهدي الشامي، نائب رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، أن "الحزب سينظم مع عدد من أحزاب التيار الديمقراطي والقوس الثورية والسياسية المختلفة فعاليات رافضة للتنازل عن أي شبر من مقدرات الأجيال القادمة". واعتبر أن هذا يشكل "انتهاكًا صريحًا للقانون وإرادة الشعب, الذي لايقبل أن ينتزع من أراضيه ولو جزءًا ضئيلاً عن طريق الأوراق". ووصف الزهدي ل"المصريون", إعلان مصر تنازلها عن جزيرتي "تيران وصنافير" بالقرار الصادم الذي ستظهر تعبيراته على وجه المصريين في الفترة المقبلة، لينعش من جديد الحراك الثوري الذي أخمدته القبضة الأمنية خلال الفترة الأخيرة. وأعلن حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، والمرشح الرئاسي السابق تأيده للتظاهرات التي ستنطلق غدًا الجمعة احتجاجًا على توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة السعودية، ونقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة. وقال صباحي إن "التظاهرات ستنطلق من 30مسجدًا عقب صلاة الجمعة بجميع أنحاء مصر لرفض اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي تقضى بتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة". وأعرب حزب "الدستور" عن رفضه القاطع للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، معلنًا مشاركته فى المظاهرات التي تنطلق، غدًا الجمعة تحت شعار "الأرض هي العرض". وتواصلت على مدار الساعات الماضية حالة الغضب في الشارع المصري لاتفاقية إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، التي تم الإعلان عنها يوم الجمعة الماضي، والتي تنص على "حق" السعودية في ضم جزيرتي "صنافير" و"تيران" إلى أراضيها. في المقابل، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس خلال كلمة أمام سياسيين ومثقفين وإعلاميين، نقلها التليفزيون الرسمي، إن حكومته "لم تفرط" في حق مصر عندما وقعت على اتفاق إعادة ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، الذي تضمن أن جزيرتي "تيران" و"صنافير" في البحر الأحمر سعوديتان، ورفض الاتفاق يضعف موقف مصر. من جهتها، قالت وزارة الداخلية إنها "رصدت قيام عناصر جماعة الإخوان بالإعلان عن تنظيم مسيرات تحريضية تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع غدا مؤكدة أنها ستواجه كل الدعوات بحسم وقوة وستتخذ الإجراءات القانونية لردع تلك التظاهرات". وأضافت في بيان أنها "تعرب عن تقديرها واحترامها الكامل لحقوق المواطنين في حرية التعبير عن الرأي تجاه مختلف القضايا القومية في الحدود التي رسمها القانون". وأشارت إلى أنه "فى ضوء ما توافر من معلومات مؤكدة لدى الأجهزة الأمنية بإطلاق جماعة الإخوان الإرهابية دعوات تحريضية منظمة وتوزيع نشرات تدعو لتنظيم مسيرات تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع والميادين واستثمارها في خلق حالة من الصدام بين المواطنين وأجهزة الأمن". وأهابت بالمواطنين ب "عدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة وتحذر من أي محاولات للخروج على الشرعية وانطلاقا من مسئوليتها في الحفاظ على أمن الوطن سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية الحاسمة حفاظاً على حالة الأمن والاستقرار".
وتقع جزيرة "تيران"، فى مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم مربع، أما جزيرة "صنافير" فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها حوالي 33 كم مربع. وتمثل الجزيرتان أهمية استراتيجية كونهما تتحكمان في حركة الملاحة في خليج العقبة، وكانتا خاضعتين للسيادة المصرية؛ فهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل. ومبررة موقفها من القول بحق السعودية في الجزيرتين، قالت الحكومة في بيان سابق، إن "العاهل السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر في يناير 1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له، وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ".