أثار قرار تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية موجة غضب كبيرة بين قطاعات المجتمع المصري بلورها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بدعوته المصريين للخروج للميادين لرفض اجتزاء أي قطعة أرض مصريةه وخروجها من تحت سيادتها, مما يمهد لغضب شعبي متصاعد من مختلف الأحزاب المعارضة والقوى الثورية والمجتمع المدني. وأصدر مجلس الوزراء، السبت الماضي، بيانًا رسميًا أعلن فيه أن جزيرتي صنافير وتيران الواقعتين في البحر الأحمر تتبعان المملكة العربية السعودية، موضحًا أن الرسم لخط الحدود بناءً على المرسوم الملكي والقرار الجمهورى أسفر عن وقوع الجزيرتين داخل المياه الإقليمية للمملكة. من جهته وصف زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي, إعلان مصر تنازلها عن جزيرتي« تيران وصنافير» بالقرار الصادم الذي ستظهر تعبيراته على وجه المصريين في الفترة المقبلة' لينعش من جديد الحراك الثوري الذي أخمدته القبضة الأمنية خلال الفترة الأخيرة. وأوضح الشامي في تصريح خاص ل"المصريون" أن الحزب سينظم مع عدد من أحزاب التيار الديمقراطي والقوس الثورية والسياسية المختلفة فعاليات رافضة للتنازل عن أي شبر من مقدرات الأجيال القادمة معتبرا هذا انتهاكا صريحا للقانون وإرادة الشعب,الذي لا يقبل أن ينتزع من أراضيه ولو جزء ضئيل عن طريق الأوراق. وأضاف "يجب على الجميع التوحد من أجل الحفاظ على أرض الوطن, لا سيما أن الحكومة تتعامل بنوع من التكتم الشديد على تفاصيل اتفاق التنازل عن الجزيرتين الذي فوجئ الجميع بالقرار, لافتًا إلى أن القضايا الكبرى لا يمكن أن يتم التعامل معها بهذا الأسلوب الذي يبخس حق المواطن في التمسك بأرضه". وقال إن هناك خبراء عسكريين ودستوريين شاركوا في إثبات حق مصر في أراضي طابا وغيرها, ويعلمون جيدا أن جزيرتي «تيران وصنافير» مصريتان حتى النخاع. وتابع:" لن أضع آمالا كبيرة على البرلمان وإن كان بعض النواب كانت لهم مواقف واضحة تجاه عدم التفريط في أي شبر من أراضي مصر وعلى رأسهم جزيرتي «تيران وصنافير»,لكن الدستور منع تمرير التنازل عن أراضٍ تمارس مصر حق السيادة عليا بواسطة البرلمان إلا بعد إجراء استفتاء شعبي. جانبه قال سعد عبود البرلماني الأسبق, إن توقيت الإعلان عن التنازل عن الجزيرتين أظهر ضعفًا شديدًا لمصر أمام المملكة العربية السعودية، التي تمدنا بالمعونات والمساعدات المالية, وأصبح الأمر وكأنه مقايضة على الأرض بالمال, وهو ما ولد غضبا كبيرا لدي المصريين قد يتضاعف خلال الفترة المقبلة لا سيما وأن الدستور منع التنازل عن أي أرض مصرية حتى ولو كان استفتاء شعبيًا. وأضاف عبود ل"المصريون"، أنه كان يجب على الحكومة أن تتريث حتى لا يوصف تنازلها عن الأرض بأنه بيع وأن الجانب السعودي أظهر حالة الضعف التي عليها مصر. وأشار إلى أن هذا الموضوع أحدث لغطا كبيرا بصرف النظر عمًا له حق السيادة, وأن ترسيم الحدود خط وهمي, وكان يجب أن يتم العودة إلى الوثائق التاريخية منذ عام ،1860 وليس مجرد خط وهمي تنظيمي من الشمال إلى الجنوب يجعل الجزيرتين في إطار المحيط السعودي, لافتًا إلى أن جزيرة تيران أقرب إلى مصر من السعودية, وأن الخلاف ممتد منذ 50عاماَ. تابع :"لا أثق في قدرة المجلس بعدم الموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، لأنه صنيعة السلطة التنفيذية ويأتمر بأمرها, لكن يجب عليه أن يعلم أنه سيحاسب أمام الشعب إذا ما فرط في أرض أبنائه, مضيفا أنه ما كان يؤخذ على الإخوان فيما يتعلق بالحدود يفعله النظام الحالي وهذا موضوع بالغ الحساسية، ويشعر أن مصر في حالة ضعف شديد ويقوم بمقايضة على أرض لا تباع ولا تشترى, مطالبا البرلمان برفض هذا الترسيم وجعله في مرحلة لاحقة ووليد مفاوضات جادة. وتخوف عبود من أن يكون التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، هو بداية لتنازلات أخرى على الأرض لا سيما أن حدود مصر ليست مستحدثة ويرجع تاريخها إلى أكثر من 7000 عام منذ عهد الفراعنة. كما نظم عشرات النشطاء أمس الأحد، مظاهرة بميدان طلعت حرب، اعتراضًا على قرار الحكومة بنقل تبعية جزيرتي صنافير وتيران إلى المملكة السعودية، إلا أن قوات الشرطة ألقت القبض على 4 نشطاء منهم هم "خالد محمود – مهاب الإبراشى – نرمين حسين – نانسى كمال – شيماء عبد العزيز".
كما خرجت دعوات تطالب بتنظيم مظاهرة تحمل اسم "جمعة الأرض هي العرض"، بميدان التحرير ظهر يوم 15 ابريل الجاري، لرفض التنازل عن جزيرتى "تيران وصنافير" للمملكة العربية السعودية.
كما نشر النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي دعوة أخرى للتظاهر يوم الأربعاء المقبل، أمام نقابة الصحفيين، وما زال أعداء استقرار البلاد يسكبون البنزين في النار لإشعال الموقف.