قال الدكتور محمد نور فرحات، الفقيه الدستوري، إنه عاصر ثلاثة رؤساء لمصر كانت تجمعهم لقاءات بالمثقفين، مشيرًا إلى أن جميع لقاءات الرؤساء بالمثقفين تجمعه خصائص واحدة. وكتب "فرحات" منشورا على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "خواطر عن لقاءات رؤساء مصر بالمثقفين": «عاصرت ثلاثة رؤساء؛ عبد الناصر في طفولتى والسادات ومبارك في شبابى وكهولتى ثم السيسى». وقال: «أشهد أن لقاء الرؤساء بالمثقفين تجمعه خصائص واحدة: 1- أنها جميعا هدفها توصيل رسالة من طرف واحد أي من الرئيس للمثقفين وليس العكس 2- إن كثرة من المثقفين الذين كان يجرى اختيارهم بعناية للقاء الرئيس كانوا يسعدون بذلك باعتباره في حد ذاته غاية التميز والسمو والرفعة. 3- إنه في المرات القليلة التي كان المثقفون يحاولون ايصال صوتهم الحقيقى للرئيس كانوا لا يلاقون آذانا صاغية وأحيانا يقابلون بالإهانة والسخرية وأحيانا بالكذب البواح استخفافا بالعقول دون أن يجرؤوا على الرد. مرة حاول المرحوم محمد السيد سعيد قول كلمة حق لمبارك فسمع ما لا يرضيه من عبارات نابية. 4- في أحد لقاءات معرض الكتاب حادثت مبارك عن دور مصر في جمع الشمل العربي فاستتدعانى بعد اللقاء، للقاء ضيق بحضور عرابه عبد العظيم رمضان ( وصف مبارك يوما بانه الحاكم العظيم الثانى بعد خوفو ) واخذ مبارك يثرثر ويثرثر ثم يثرثر ويثرثر في حضور وزرائه الصامتين ثم هب واقفا ووراءه وزراؤه وتركنى أحدث نفسى. 5- الوحيد الذي كان يسمح بلقاء متعمق مع المثقفين هو عبد الناصر، ولكن من لا يقتنع برأيه كان يوفده فورا في مهمة شاقة إلى معتقل الواحات. حدث هذا مع كل اليساريين ومنهم لويس عوض. الذي حدثنى انه كان يكلف بحمل الأحجار والصعود بها فلما سقط منه حجر قال للحارس مازحا (شأنى شأن سيزيف) فاعتبرها الحارس إهانة له وركله بقدمه. 6- أما السادات فكان يسمى المثقفين (بالافندية الأرازل )، دعانا يوما كوفد من أساتذة الجامعة بناء على ترشيح رؤسائها في شهر يوليو للقائه في قصر عابدين. دخل إلى القاعة وكوكبته. اخذ يتأفف من حرارة الجو. ذكرنا اننا بفضله نجلس في قاعة الملوك ونحن أبناء البسطاء المغمورين. انصرف زهقا من حرارة الجو على وعد بلقاء ثان». واختتم كلامه موجهًا رسالة للمثقفين قائلًا: «أيها المثقفون: ولاؤكم للشعب».