ربطت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، بين ظهور تنظيم داعش بتلك القوة وبين الرئيس بشار الأسد، مؤكدة عبر تقرير لها أن الأخير كانت له العلاقة الأقوى في نشأة التنظيم، موضحة أن الأمر بدأ منذ الغزو الأمريكي للعراق حيث سهلت المخابرات العسكرية السورية نقل الآلاف من الشباب من المحافظاتالشرقية مثل الحسكة ودير الزور عبر المراكز الحدودية إلى العراق. وقالت المجلة الأمريكية التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، إن هناك تقارير تشير إلى أن 5 آلاف من هؤلاء المجندين الجهاديين قد عبروا الحدود إلى العراق خلال ال11 يوما الأولى من أيام الغزو من مخيم اليرموك إلى الجهاد بعد ذلك بيومين، بعد ذلك بوقت قصير، احتجزت القوات الخاصة الجوية البريطانية أربعة حافلات تقل حاملي جوازات السفر السورية بينما كانوا يعبرون من سوريا إلى العراق. وأضافت: بحلول عام 2003، كان «القعقاع» قد اجتذب عددا كبيرًا من الأنصار ما جعل من الصعب على الدولة السورية التحكم به، خلال صلاة الجمعة والتجمعات المماثلة غالبًا ما كان يشن هجوما على الحداثة الغربية والعلمانية وربما الشيعة والعلويون في بعض الأحيان، وقد كان كل ذلك بطريقة أو بأخرى يتناقض مع حكم «الأسد» في سوريا، وبالتالي فإن غزو العراق قد جاء في وقت مناسب تماما، تم تصدير الجهاديين من أتباع «القعقاع» لمحاربة الاحتلال عبر الحدود الشرقيةلسوريا، أصبحت سوريا طريق العبور رقم واحد للجهاديين من جميع أنحاء العالم إلى العراق. وتابعت: دون مساعدة من دمشق، فإن تنظيم القاعدة في العراق، والذي تحول الآن إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لم يكن ليتمتع بكل تلك القوة التي أصبح عليها في وقت لاحق، الأهم من ذلك، أن العشرات إن لم يكن المئات من جنود الولاياتالمتحدة كانوا ليبقوا على قيد الحياة إلى اليوم. وتوصلت المجلة إلى نتيجة مفادها أنه عندما نمت الاحتجاجات ضد حكم «الأسد» في عام 2011، قام النظام السوري بإصدار موجتين من العفو جرى خلالهما إطلاق سراح ما لا يقل عن 1000 معتقل مرتبطين بالأنشطة الجهادية من السجون المشددة. ولم يكن هذا النهج تصالحيا بقدر ما مثل محاولة سافرة لأسلمة المعارضة وتبرير مزاعم «الأسد» أنه يواجه انتفاضة للمتطرفين، الكثير من الذين أفرج عنهم قاموا بتشكيل مجموعات المعارضة الإسلامية الرئيسية مثل جيش الإسلام وأحرار الشام، ولكن ذهب البعض إلى لعب دور أكثر شرا من ذلك بكثير.