25 ألف عداء يشاركون فى مارثون القدس الدولى

انطلق، صباح اليوم الجمعة، "مارثون القدس الدولي" للعام 2016 في مدينة القدس المحتلة، بمشاركة نحو 25 ألف عدّاء من أنحاء العالم.
تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تنظيمها فعالية" مارثون القدس الدولى 2016" بمشاركة 25 ألف عداء من أنحاء العالم لتحقيق جملة أهداف تخدم الرواية اليهودية حول القدس وشوارعها ومعالمها، من خلال اختيارها لمسارات تاريخية في المدينة تدّعي يهوديتها، رغم كونها لا تدلّل سوى على عروبة القدس وإسلاميّتها.
على الموقع الرسمي الذي دشنته بلدية القدس الاحتلالية للماراثون التهويدي، كُتب هذا النص حرفياً "تمر مسارات السباق بجوار مواقع تاريخية مثيرة تسلط الضوء على تاريخ عمره 3.000 سنة من وجود أورشليم القدس، عاصمة دولة إسرائيل".
ومن المقرر أن يشمل مسار الماراثون الذي ينتهي في تمام الساعة الثانية عصراً بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت غرينتش)، الشوارع الرئيسية المحاذية لسور القدس التاريخي، مروراً بقلب المدينة المقدسة.
ككل عام، تقوم شرطة الاحتلال بإغلاق جميع الطرق المحيطة بمسالك "الماراثون التهويدي"، ما يُعيق حركة الحافلات الفلسطينية أثناء تنقّلها، إضافة إلى أن بلدية الاحتلال تتعمّد تنظيمه سنوياً يوم الجمعة، ما يحرم آلاف المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى، فضلاً عن قيامها برفع الأعلام الإسرائيلية على مقربة من أسوار القدس.
من جانبها، ذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها، أنها أنهت الليلة الماضية كافة استعداداتها لتنظيم "سباق العدّائين الدولي لعام 2016 في القدس"، حيث انطلق الساعة السابعة صباحا ويستمر حتى ساعات ظهر اليوم الجمعة.
وأضافت أن ألف شرطي وضابط احتلالي سيأمّنون نحو 25 ألف لاعب سيشاركون في "ماراثون القدس"، إلى جانب 800 مسئول نظام لتنظيم حركة السير والمركبات.
وأشارت إلى أنه سيتم إغلاق عدد من الطرق التي تصل بين شرق المدينة وغربيها وجنوبها أيضاً، ما سيعيق حركة الحافلات الفلسطينية التي تصل إلى مدن الضفة الغربية، وبالتالي اتخاذ طرق بديلة للوصول إليها.
فيما أعلنت بلدية الاحتلال، عن سلسلة من الإجراءات المرورية التي تستهدف تعطيل حركة سير الحافلات الفلسطينية، خاصة الطريق المؤدية إلى مدينة بيت لحم، مشيرة إلى أن عدداً من الطرق تم إغلاقها منذ الليلة الماضية.
وأضافت بلدية الاحتلال أنه من المتوقّع حدوث تغييرات وتشويشات في حركة السير بالشوارع القريبة من مسارات الماراثون.
وكانت الأوساط المقدسية قد التقت قبل عدة أيام للتدارس حول سُبل الرد على الفعالية الإسرائيلية، مشدّدةً على أنها "تحمل رسائل تخدم مخططات تهويدية"، وفق تأكيدها.
وقام جهاز المخابرات الإسرائيلي العام "الشاباك" بمنع حراك مقدسي يهدف للتصدّي لهذا الماراثون، حيث قامت قواته باستدعاء ثلاثة من النشطاء المقدسيين للتحقيق في مركز شرطة "المسكوبية" غرب القدس.
كما أبعدت شرطة الاحتلال، أمس، أمين عام "اللجنة الوطنية لمناهضة التطبيع" جهاد عويضة، والناشطَين جاد الغول وفادي مطور عن مدينة القدس المحتلة لمدة ثلاثة أيام، لقيامهم بالتحضير لفعاليات مضادّة للماراثون التهويدي.
ويقول مطور في حديثه ل "قدس برس"، "تم استدعاؤنا أمس للتحقيق في مركز المسكوبية، وكان محور التحقيق حول الماراثون"، لافتاً إلى توجيه تحذيرٍ "شديد اللهجة" لهم بالامتناع عن إقامة أي فعالية مقدسية بالتزامن مع الماراثون.
وأضاف أنه أُبعد عن القدس بسبب الماراثون التهويدي، مضيفاً "الاحتلال الإسرائيلي لا يُريد أي حراك شبابي مقدسي في المدينة يُثبت بأن القدس عربية إسلامية - مسيحية، وأضعف الإمكانيات التي يُمكننا القيام بها ماراثون فلسطيني في ذات الزمان والمكان".
ودعا المقدسيين إلى القيام بدور حقيقي في صدّ الماراثون التهويدي، من خلال سباق رياضي مماثل تُرفع فيه الأعلام الفلسطينية، وعلى مرآى من العدّائين، لإثبات "زيف ممارسات الاحتلال"؛ "فهذه الأرض أرضنا نحن الفلسطينيين وحدنا"، وفق مطور.
ويُلفت إلى أن الاحتلال أمر بإبعادهم عن القدس حتى يوم الأحد القادم، حيث سيتم استكمال التحقيقات معهم في مركز شرطة "المسكوبية".