قال خبراء ومحللون سياسيون، إن مصر ساومت على إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية، مقابل تمرير تولى أحمد أبو الغيط وزير خارجيتها الأسبق رئاسة الأمانة العامة للجامعة العربية". واتفق الخبراء على تأثير تصنيف حزب الله اللبناني "إرهابيًّا"، في التضييق على نشاط الحزب ومن خلفه إيران. كان وزراء الخارجية العرب قد أعلنوا خلال اجتماعهم في مقر الجامعة العربية بالقاهرة الجمعة، تصنيف حزب الله اللبناني "إرهابيًّا"، وسط تحفظ من لبنان، والعراق، وملاحظة من الجزائر. قرار متأخر قال "زهير سالم"، مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والإستراتيجية بلندن، إن القرار العربي جاء متأخرًا، فحزب الله كان يجب إدراجه ضمن المنظمات الدولية الإرهابية، منذ دخوله اليوم الأول لقتل المدنيين في سوريا. وأضاف أن حزب الله تجاوز كل القوانين المحلية والدولية، مؤكدًا على أن المعركة الدولية ضد الإرهاب هى أبرز المستفيدين من إدراج حزب الله عربيًا على قوائم الإرهاب. وأضاف، أن "القرار بداية عربية جيدة، لوضع حد لأعمال إيران فى المنطقة العربية". واتهم سالم، الدول العربية التى تحفظت على القرار، بأنها "تعادى الربيع العربي، بجانب دول أخرى ساومت على القرار، وستعمل على الالتفاف حوله مستقبلًا وتقييده وعلى رأس هذه الدول مصر"، مضيفًا، "مصر قايضت على القرار بتولى أبو الغيط أمانة الدول العربية". تأجيج الصراع وحذر الخبراء فى تصريحات منفصلة، من تأجيج الصراع الطائفى (سني/ شيعي) بالمنطقة العربية، جراء إدراج حزب الله اللبنانى "منظمة إرهابية"، وتأثير ذلك على القضايا العربية الشائكة، وعلى رأسها الأوضاع فى سوريا، ولبنان، وفلسطين. "يسرى عزباوي"، الخبير بوحدة الرأى العام فى مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية قال إن اعتبار مجلس وزراء الخارجية العرب، حزب الله اللبنانى "منظمة إرهابية"، موجه بالأساس إلى إيران. وبينما يَعُدُّ "عزباوي" فى حديثه ل"الأناضول"، حزب الله كإحدى أبرز الأدوات الإيرانية فى المنطقة العربية، مؤكداً أن "القرار العربى بإدراجه منظمة إرهابية يؤجج لصراع سني/ شيعى فى المنطقة بشكل أساسي". ولم يستبعد "عزباوي" أن يمتد الصراع بين "حزب الله" ومن خلفه دعم إيرانى من جانب، والسعودية من جانب آخر، إلى استهداف مصالح الطرفين فى المنطقة عسكريًّا داخل وخارج محيط أراضيهم، مستطردًا "ذلك سيترتب على مدى اتزان أو تهور حزب الله". وحذر عزباوي، من أن "القرار قد يدفع لعداء واضح بين حزب الله اللبنانى والسعودية، وبالتالى إضعاف للمقاومة العربية المسلحة الموجهة صوب تل أبيب". ويرى الخبير السياسي، إسرائيل، الرابح الأول بشكل أساسى من القرار العربي، باستهدافه أبرز جماعة مسلحة، تسيطر على دولة عربية، تعد إسرائيل كيان احتلال ينبغى مقاومته عسكريًّا. وبشأن الدول التى تحفظت على القرار، قال عزباوي، "العراق أغلبيته شيعية وتؤيد حزب الله، والجزائر لها موقفها الثابت من دعم المقاومة العربية الموجهة فى الصراع العربى الإسرائيلي، وبشأن تحفظ لبنان، فالحزب له اليد الطولى داخلها فى كافة القرارات" بحس وكالة أنباء الاناضول . ويتوافق قرار المجلس الوزارى العربي، مع إعلان سابق لوزراء الداخلية العرب، فى 2 مارس الماضى يقضى باعتبار حزب الله "منظمة إرهابية"، وذلك فى ختام اجتماعهم ال33 بتونس، وسبقه قرار مشابه صدر عن مجلس التعاون الخليجي، الذى صنف حزب الله بكافة قادته، وفصائله، والتنظيمات التابعة له، والمنبثقة عنه منظمة إرهابية. واتفق أستاذ علم الاجتماع السياسى "أحمد التهامي"، فيما طرحه "عزباوي"، مضيفًا أن "السعودية نجحت فى تحقيق هدفها بفرض قرار إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية على المنظومة العربية، رغم المعارضات التى أتت من اتجاهات قومية مثل الجزائر، ولبنان، والعراق". وأشار "التهامي" أن "مصر تراخت فى التعامل مع الملف الخاص بإدراج حزب الله منظمة إرهابية"، موضحًا، "قد تكون مصر ساومت على إدراجه منظمة إرهابية، مقابل تمرير تولى "أحمد أبو الغيط" وزير خارجيتها الأسبق رئاسة الأمانة العامة للجامعة العربية". وتوقع التهامي، "أن تشهد الجامعة العربية تحولًا مستقبليًّا يتماشى مع السياسات السعودية والقطرية فى المنطقة العربية، بجانب قطيعة لدور مصرى فى الوساطة فى الملف السوري". وأضاف، أن "الأمور تتجه نحو تصعيد كبير للغاية بين المحور العربى الشيعى المتحالف مع روسيا مع المحور العربى الخليجي، سينعكس بالضرورة سلبًا على الأوضاع فى سورياولبنان". واستبعد التهامي، أن تصل الأمور إلى استهداف "لمصالح طرفى الصراع الراهن"، مشيرًا أن "لبنان بات محكومًا بتوازنات دولية تخرجه من دائرة الصراع العربي".