ردود الفعل الإسرائيلية الإيرانية على توتر علاقات مصر – حزب الله
* محمد مصطفى بناية / محمود معاذ عجور
تعددت وتنوعت ردود الفعل الإسرائيلية على التوتر الذي سرى في العلاقات بين مصر ومنظمة حزب الله وقد تنوعت هذه الردود ما بين رسمية وكتاب مواد الرأي ،فقد عبر شيمون بيريز رئيس إسرائيل لما وقع قائلا"إنه لمن الجيد أن يتنازعوا بدوننا " ورغبة منه في تأجيج التوتر أضاف بيريز "سابقا أو لاحقا سيكتشف العالم أن لإيران رغبة وتطلع للسيطرة على الشرق الأوسط وأنها ذات طابع استعماري قائلا في نهاية حديثه "إن الصدام بين بلد عربي سني إلى أقلية إيرانية طبقا لوصفه هو شيئ غير مستبعد" .
وقد صرح خبراء عسكريون في صحيفة يديعوت أحرونوت بأن التنظيم التابع لإيران والذي كشفته مصر من الممكن أن يكون أكبر وأوسع مما يبدو وتوجد جماعات أخرى في سيناء وفي قلب القاهرة وتوقع أحد هؤلاء الخبراء أن هناك خطورة من ضرب السفارة الإسرائيلية في القاهرة مضيفا أن السيطرة الإيرانية في مصر راسخة ومن الصعب التصديق بأن السلطات المصرية قادرة على مواجهتها في الوضع الراهن ،وأضاف المحلل موشيه مرزوق أن مصر لن تقدم علي ما أقدمت عليه المغرب حين قطعت علاقاتها رسميا مع إيران لأن هذا القطع سيظهر مصر كمتعاونة ومقيمة للعلاقات مع إسرائيل
وقال الخبير أخيرا أن المستفيد غير المباشر من نزاع حزب الله – إيران ومصر هي إسرائيل مضيفا أنه كلما ازدادت هذه الأزمة ستزداد مكاسب إسرائيل واعتقد محلل الشئون العربية في صحيفة هاأرتس تسفي بارئيل أن مصر لا تخاف مطلقا من أن يسقط حزب الله النظام فيها لأنه لن يستطيع ذلك ولكن تذمر مصر كان بسبب ضيقها من الحركات المضايقة لها مثل الإخوان المسلمين وحماس وأخيرا حزب الله .
فيما قال رئيس وحدة التحقيقات السابق في المخابرات الإسرائيلية يعقوب عاميدرور أن تبادل التصريحات بين مصر وحزب الله هو صيغة وتعبير علني مجسد للصراع بين القادة السنيين التي تمثلها أغلب الدول العربية والشيعة وإيران ومبعوثيها في المنطقة ،معبرا عن تخوفه من ازدياد تعمق الوجود الإيراني في المنطقة في لبنان والعراق والشيعة في السعودية وقطر وغير ذلك ورأى عاميدرور في النهاية أن قلق مصر يعد مزدوجا فمن جانب تخاف من تغلغل إيران في العالم الإسلامي والعربي ومن جانب تخاف بناء خلايا إرهابية على أراضيها .
قال المفكر العربي و الصحفي المصري الشهير محمد حسنين هيكل "أعتقد أننا ظلمنا بشدة السيد حسن نصر الله ولا أعلم سر الهجوم علي هذا الرجل ". ويبدو أن وجهة نظر هيكل تتفق تماما مع الرؤية الإيرانية للموضوع. حيث صرح رئيس مجلس الشوري الإسلامي علي لاريجاني أن الهدف من تنفيذ المخطط الأخير ضد حزب الله هو التأثير على الانتخابات اللبنانية، مؤكدا أن الرأى العام ليس بهذه السذاجة حتى ينسي المؤامرات الإعلامية لبعض المتعاونين مع الكيان الصهيونى فى الحرب على غزة. ،ويجب أن يكون هذا بالطبع تصريح شخصية إيرانية فهي ترغب في اعتلاء حزب الله منصة الحكم في لبنان تدعيما للسيطرة الشيعية على المنطقة .
وقد بدت الإدارة الإيرانية غاضبة بشدة من الهجوم المصري الأخير على حزب الله وعلى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وهذا أمر طبيعي فإيران الشيعية ترغب في توطيد وضع حزب الله الشيعي، وتعود أحداث القضية إلى اتهام الحكومة المصرية مؤخرا سامي شهاب وأعوانه بالتبعية لحزب الله، والضلوع فى تنفيذ عمليات عدائية، ونشر المذهب الشيعي فى البلاد، وزعزعة الأمن العام فى البلاد. واعتبر لاريجاني أن الهجوم المصري على حزب الله مؤخرا يهدف الى التأثير على الإنتخابات اللبنانية لافتا إلي أن هذا هو الهدف من سيناريو الحصار السياسي ضد حزب الله ورأب الصدع بين الحكومات التى أتهمت بالتعاون مع الكيان الصهيوني اثناء حربه على غزة. كما دعا لاريجاني إلى ضرورة التخلي عن لعبة الإستعمار القديمة للوقيعة بين الشيعة والسنة.
بدوره أعرب عباس خامه يار الخبير الإيراني البارز فى مشكلات العالم الإسلامي عن اعتقاده أن حدة الصراع بين الحكومة المصرية وحزب الله اللبناني تزايدت منذ ان انتقد الشيخ حسن نصرالله موقف حكومة القاهرة الذى لم يسهم فى وقف الإعتداءات الإسرائيلية التى استمرت مدة ثلاثة أسابيع على محيط غزة طبقا لرأيه. مؤكدا وجهة نظر لاريجاني من أن الهدف من افتعال هذه الأزمة فى الواقت الراهن تحديدا هو التأثير على الإنتخابات اللبناينة القادمة، وخوف مبارك من ثورة الشعب المصري.
وأضاف السيد حسن هاشميان استاذ الجامعة والخبير أن هذه الإتهامات جاءت فى الوقت الذى تخشي فيه كلا من مصر والسعودية من زيادة النفوذ الإيراني فى المنطقة، والتى تعتبر من الداعمين لحزب الله.لذا فالهجوم تبرير لخوف الدولتين العربيتين من تغلغل الوجود الإيراني.
ووصف هاشميان تصريح الأمين العام لحزب الله "أنه ليس لتنظيمه أية اجنحة خارج لبنان، ولا يستهدف أى دولة عربية بأنها اتسمت بالهدوء على خلاف السابق رغبة من الطرف الإيراني في تأجيج التوتر بين العرب، واعترافا بالإتهامات المصرية،مضيفا أن الضغوط الإعلامية المصرية على مدى اليومين الثلاثة الماضيين والتى وصفها بأنها كانت شديدة الوطأة أجبرت حسن نصر الله بعد ثلاثة أيام من الصمت أن يخرج عن صمته بهذا الشكل.
* مترجمان وباحثان في الشئون الايرانية والاسرائيلية