أعلنت السلطة الفلسطينية عن تشكيل لجنة تحقيق خاصة لكشف ملابسات مقتل الفلسطيني المطارد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، عمر نايف، في العاصمة البلغارية صوفيا. وأصدر رئيس السلطة، محمود عباس، قراراً بالتحقيق في واقعة العثور على جثة نايف مقتولاً داخل مقرّ السفارة الفلسطينية في بلغاريا، واصفاً ما جرى فجر اليوم الجمعة، ب "الجريمة النكراء". من جانبها، أكّدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أنها تقوم بالتواصل مع سفارتها في صوفيا، وتجري تحقيقات في ملابسات مقتل المواطن الفلسطيني النايف في مقرّها، بعد 25 عاماً على مطاردته من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأشار وكيل الخارجية الفلسطينية، تيسير جرادات، في تصريحات لوكالة "قدس برس"، إلى أن الوزارة لم تتلقَ حتى الآن (08:20 بتوقيت غرينتش)، سوى معلومات أولية حول واقعة مقتل النايف. وكانت عائلة النايف أكدت اغتيال نجلها داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا، والذي يحتمي فيه منذ شهرين، بعد طلب السلطات الإسرائيلية من نظيرتها البلغارية تسليمه. وأوضح أحمد النايف في حديث ل "قدس برس"، أن العائلة تلقّت صباح اليوم، خبر اغتيال عمر عن طريق نجله في بلغاريا، دون معرفة تفاصيل ما جرى، مرجحاً تمكّن "الموساد" الإسرائيلي من الوصول إليه واغتياله، بعد مطالبات عديدة للسلطات البلغارية بتسليمه. وكانت المخابرات الإسرائيلية قد لاحقت النايف (52 عاما)، وهو من مواليد جنين شمال الضفة الغربيةالمحتلة، بعد رفضه تسليم نفسه للاحتلال عام 1985، وجرت مطاردته إلى أن تم اعتقاله في كنيسة القيامة بمدينة القدس في نيسان/ أبريل عام 1986. وقضت محكمة إسرائيلية بإنزال عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة على النايف، على خلفية قومية. وبعد مكوثه في السجن لأربع سنوات، أعلن الأسير النايف خوصه إضراباَ عن الطعام دام أربعين يوماً، نُقل عقبها إلى إحدى المستشفيات في مدينة بيت لحم (جنوبي الضفة)، ليتمكن في تاريخ 20 أيار/ مايو 1990، من الهرب من المستشفى والاختفاء والسفر خارج الأراضي الفلسطينية. وعاش النايف متنقلاً بين الدول العربية منذ هروبه من الأسر حتى عام 1994، حيث سافر إلى بلغاريا التي استقر فيها منذ ذلك الوقت، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال يحملون وزوجته الجنسية البلغارية، في حين أنه يحظى بإقامة دائمة في البلاد. وتوجّهت الدولة العبرية إلى بلغاريا بطلب تسليمها المواطن الفلسطيني عمر نايف زايد النايف قبل أن يعتصم داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا.