عندما يتحول الواقع المرير إلى نكتة سخيفة نكون أمام مهزلة بكل المقاييس .. هذه الكلمات الموجزة هى أصدق تعبير عن الفضيحة التى حدثت داخل مدينة الإنتاج الإعلامى من خلال قيام أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى ومجلس إدارة المدينة بتكريم عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون و شوقية عباس رئيس القطاع الاقتصادى، وذلك - وفقا لما نشر - " تقديرا لمجهوداتهم الكبيرة فى سداد المديونيات المستحقة للمدينة لدى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقد حضر حفل التكريم أعضاء مجلس الإدارة بالكامل والمكرمون، وقام هيكل بإهداء الأمير وعباس الهدايا التذكارية والدروع الخاصة بالمدينة عرفانا منه لما قاموا به من مجهودات رائعه فى هذا الشأن " . وفى كلمته بهذه المناسبة أثنى هيكل على الإجراءات التى تم اتخاذها من قبل المسئولين بماسبيرو لسداد مستحقات مدينة الإنتاج الإعلامى والدور الكبير الذى لعبوه فى سبيل تحقيق ذلك كما قدم هيكل الشكر والثناء نيابة عن أعضاء مجلس إدارة المدينة امتنانا منهم على حل مشكلة المديونيات والتى ظلت قائمة قرابة ال18 عاما الماضية .
وهنا نسأل هيكل : لماذا لم تذكر تفاصيل هذه الإجراءات اذا كان كلامك صحيحاً ؟ وعلى من تضحك عندما تدعى أن ماسبيرو هو من قام بسداد هذه المديونيات ؟ وأعتقد أن أفضل رد عليك هو تصريحاتك أنت نفسك والتى قلتها فى حوارك مع الصديق والكاتب الصحفى المتميز ضياء دندش مدير تحرير الجمهورية منذ أكثر من عام والتى قلت فيها نصاً : ( يتبقي مديونية ماسبيرو للمدينة , ولأنني أعرف حقيقة الوضع المالي باتحاد الإذاعة والتليفزيون ولعدم وجود وزير إعلام قمت بمخاطبة رئيس الوزراء ( ابراهيم محلب وقتها ) لعدة مرات ومعه بعض الوزراء المعنيين للوفاء بالدين وهناك وعود بالسداد قريباً واتمني تنفيذ ذلك بسرعة حتي تستقيم الأمورلأننا شركة مساهمة بنظام المناطق الحرة ولسنا جهة حكومية حتي وإن كان 80% من رأسمال الشركة لجهات حكومية ) وللعلم حدث بعد هذا التصريح وفى بداية شهر فبراير من العام الماضى لقاء خاص بين محلب وهيكل لإنهاء الإتفاق والذى تضمن قيام وزارة المالية بسداد قيمة المديونية كاملة لمدينة الإنتاج وهو ما حدث بالفعل .
وهنا أفجر مفاجأة لا يعلمها الكثيرون بمن فيهم مسئولون فى جهات عليا فى الدولة وهى أن أسامة هيكل يقوم حالياً بمحاولة رد الجميل لإبراهيم محلب من خلال عضوية هيكل فى هيئة مكتب ائتلاف دعم مصر المدعوم من جهات رفيعة المستوى فى الدولة حتى الآن لدعم خطة عودة إبراهيم محلب لرئاسة الحكومة مرة آخرى خلال الأسابيع القليلة القادمة وترك منصبه الحالى كمستشار للرئيس لشئون المشروعات القومية الكبرى .. كما يسعى هيكل وزملائه فى مجلس النواب الذين انضموا – بالأمر المباشر – لإئتلاف دعم مصر بدعم هذا التوجه لدى صناع القرار فى مصر والذين يرتبط معهم هيكل بعلاقة وثيقة منذ سنوات طويلة .
أعود مرة آخرى للخبر المنشور عن حفل التكريم والذى قدم عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون خلاله " خالص شكره للمدينة على هذه اللفتة الكريمة، معربا عن أمنياته العميقة للمدينة ومجلس إدارتها فى المضي قدما لتحقيق كل أهدافها المنشودة، لافتا إلى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون سعى سعيا حثيثا لسداد كافة المديونيات المستحقة للمدينة، والتى كانت تمثل عبئا ماليا كبيرا أمام المدينة وتقف عائقا فى طريق انطلاقتها " .
وهنا أقول للأمير : كنت أتمنى أن تكون مهتما بتطوير ماسبيرو الذى تترأسه بقدر الإهتمام الذى أبديته بتطوير مدينة الإنتاج الإعلامى .. واذا كان ما قاله هيكل صحيحا حول قيامكم بسداد مديونية ماسبيرو لمدينة الإنتاج فإننى أسالك : لماذا لم تقم بمطالبة مجلس إدارة مدينة الإنتاج بسداد مبلغ ال 50 مليون جنيه بفوائدها وهو المبلغ المستحق لماسبيرو لدى المدينة منذ سنوات ولم يسدد حتى الآن ؟ ..ولهذا المبلغ الكبير حكاية أنشر تفاصيلها من واقع (بوست ) نشره خالد السبكى المدير العام بالقطاع الإقتصادى على صفحته بالفيس بوك و قال فيه : " قيادات ماسبيرو يتجاهلون أن مدينة الانتاج الاعلامى مديونة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون بمبلغ 50 مليون جنيه كقرض حسن بدون فوائد منذ نشأة المدينة وتتحمل موازنة الاتحاد كافة الفوائد الناشئة لتلك المديونية لبنك الاستثمار القومى ولم يتم تحميل تلك الفوائد على المدينة ؟؟؟؟؟ ويتجاهلون أيضاً أن لاتحاد الاذاعة والتليفزيون ايرادات من حصيلة الديكورات التى تم انشائها من موازنة الاتحاد فى مناطق التصوير المفتوحة داخل المدينة التى يتعين على المدينة سداداها وبالتالى اذا أردنا ان نتكامل مالياً فيجب ان يتم عمل مقاصة للمديونيات والأرصدة الدائنة المطلوبة لكلا الطرفين وتحميل المدينة بالفوائد التى تحملها الاتحاد " .
وهنا أكشف لكم عن الصفقة التى أبرمها الأمير مع هيكل مقابل المساعدة فى سداد مديونية ماسبيرو للمدينة والتغاضى عن ال50 مليون جنيه قيمة القرض المشار اليه ؟ المقابل ياسادة هو قيام هيكل بدعم الأمير لدى الأجهزة العليا فى الدولة سواء لضمان بقاءه فى منصبه لأطول فترة ممكنة أو تصعيده لشغل منصب رئيسى فى المجلس الوطنى للإعلام عند تشكيله أو تعيين الأمير وزيرا للإعلام فى حال الاستقرار على عودة الوزارة مرة آخرى , خاصة أن هيكل على يقين تام باستحالة عودته مرة آخرى لكرسى الوزارة وذلك لأسباب قانونية تمنع تعيينه فى أى منصب وزارى أو حكومى طوال مدة عضويته فى مجلس النواب حيث تنص المادة 45 من القانون رقم 46 لسنة 2014 الخاص بمجلس النواب على انه " لا يجوز الجمع بين عضوية مجلس النواب وعضوية الحكومة، أو المجالس المحلية، أو منصب المحافظ أو نائب المحافظ، أو مناصب رؤساء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية أو عضويتها، أو وظائف العمد والمشايخ، أو عضوية اللجان الخاصة بهما. وإذا عُين أحد أعضاء المجلس فى الحكومة أو فى أى منصب آخر مما ذُكر، يخلو مكانه من تاريخ هذا التعيين ما لم يتقدم عضو مجلس النواب باعتذار مكتوب عن قبول التعيين إلى مكتب المجلس خلال أسبوع على الأكثر من تاريخ التعيين " .
وفى النهاية أسأل : هل رأيتم ياسادة كيف يستخدم المال العام فى ( تظبيط ) الأكابر ومصالحهم الخاصة ؟ وهل ما تزال هناك أجهزة رقابية فى مصر ؟ وإلى متى يظل رئيس الجمهورية مغيباً ب ( بفعل فاعل ) عما يحدث على أرض الواقع ؟!!! .