رغم إعجابى بعدد من القرارات التى إتخذها أسامة هيكل منذ أن تولى رئاسة مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى فى شهر أغسطس الماضى مثل وقف التعيينات الجديدة ومنح الفرصة للشباب لتولى بعض المواقع القيادية وإبعاد عدد من المستشارين و تخفيض أسعار التصوير بالمناطق المفتوحة غير المتوفرة في الاستوديوهات الخاصة بهدف تحقيق عائد أكبر للمدينة . ..الخ .. إلا أننى أصابتنى الدهشة من التصريحات التى قالها منذ أيام فى لقائه الشهرى مع العاملين بمدينة الإنتاج الإعلامى والتى تتعلق بالديون المستحقة للمدينة لدى التليفزيون المصرى والتى تبلغ حوالى 158 مليون جنيه، حيث أكد أنه طالب رئيس الوزراء ووزيرى التخطيط والمالية بسداد هذه الديون عن اتحاد الاذاعة والتليفزيون . وكنت أعتقد عندما قرأت هذه التصريحات أنها ليست جادة وهدفها كسب شعبية فى أوساط (2500 ) شخصاً يعملون بالمدينة .. إلا أنه عاد لتكرار نفس التصريحات فى حواره مع الكاتب الصحفى والصديق المحترم ضياء دندش مدير تحرير جريدة الجمهورية حيث قال نصاً : ( يتبقي مديونية ماسبيرو للمدينة , ولأنني أعرف حقيقة الوضع المالي باتحاد الإذاعة والتليفزيون ولعدم وجود وزير إعلام بدأت مخاطبة رئيس الوزراء لعدة مرات ومعه بعض الوزراء المعنيين للوفاء بالدين وهناك وعود بالسداد قريباً واتمني تنفيذ ذلك بسرعة حتي تستقيم الأمورلأننا شركة مساهمة بنظام المناطق الحرة ولسنا جهة حكومية حتي وإن كان 80% من رأسمال الشركة لجهات حكومية ) . فى هذا السياق أسأل هيكل : ألا تتعارض الأرقام الخاصة بمديونيات ماسبيرو للمدينة والتى وصلت وفقاً لتصريحاتك الأخيرة 158 مليون جنيه رغم أن هناك تصريحات منشورة لك فى بداية توليك منصب رئيس المدينة وقلت فيها إن تلك المديونية تقدر ب 143 مليون جنيه فقط أى أن هناك فارق بين الرقمين يقدر ب 15 مليون جنيه خلال 4 شهور فقط ؟!!! وهل لا توجد أوراق رسمية تكشف على وجه الدقة حجم هذه المديونيات ؟ وبأى حق تطلب من رئيس الوزراء ووزير المالية سداد هذه المديونية نيابة عن ماسبيرو ؟ رغم أن هناك خطة أنت نفسك وضعتها وأعلنت عنها تضمنت جدولة تلك المديونيات وتم بموجبها سداد مبلغ 19 مليونًا و779 ألف جنيه من حجم المديونية حتى الآن ؟ وهل ترى أن الظروف الإقتصادية التى تمر بها الدولة تسمح بأن تسدد مثل هذا المبلغ الضخم رغم أن نفس المبنى خصص له منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى منصب الرئيس ما يقارب ال 11 مليار جنيه كموازنة للعام الحالى 2014 \2015 إلى جانب 837 مليون جنيه تم منحها لماسبيرو فى شهر نوفمبر الماضى لسداد فروق الأجور والمرتبات عن العام المالى 2013 \2014 . والسؤال الأهم : ما سبب الإستعجال لسداد مديونيات ماسبيرو للمدينة رغم أن هناك مديونيات آخرى مستحقة للمدينة أيضاً لدى الكثير من القنوات الفضائية الخاصة المصرية والعربية والتى تقدر بمائتين وخمسة وعشرين مليون جنيه حتى تاريخ 30 يونيه 2014 (من بينها قنوات "الأوربت" وتبلغ مليونًا و208 آلاف جنيه، سيجما للإعلان "قنوات الحياة" 8 ملايين و312 ألف جنيه، قنوات "لايف ستايل" مليونين و142 ألف جنيه، قنوات "المحور" مليونين و426 ألف جنيه، قنوات "النهار" 8 ملايين و561 ألف جنيه، شركة المستقبل للقنوات الفضائية مبلغ 4 ملايين و361 ألف جنيه، قنوات "ميلودى" 5 ملايين و129 ألف جنيه، القناة الزراعية 4 ملايين جنيه، وبالنسبة للتليفزيونات العربية فهناك "تليفزيون الكويت" مليون و529 ألف جنيه، و"تليفزيون السعودية" مليون 408 آلاف جنيه، جولدن آرت اليمن مليون و959 ألف جنيه، وبالنسبة للشركات "كينج توت" مبلغ مليونين و718 ألف جنيه، "سبوت 2000" 827 ألف جنيه ) . فهل قمت بإستعجال هذه القنوات والشركات لسداد تلك المديونيات ؟.