أكد وزير الإسكان والأشغال العامة الفلسطيني، مفيد الحساينة، أن المجتمع الدولي لم يف إلا بثلث المخصصات المالية لعملية إعادة إعمار قطاع غزة التي تعهد بها خلال مؤتمر القاهرة قبل أكثر من عام، مشيرًا إلى وجود قرابة ألف أسرة فلسطينية لا تزال تعيش في منازل متنقلة "كرفانات". وقال الحساينة خلال ندوة عُقدت اليوم الأحد في غزة، "أموال الإعمار والوعودات التي قطعتها الدول في مؤتمر القاهرة مشكورة لم يصل منها سوى 30 في المائة، وهناك قرابة 950 أسرة لا زالت تعيش في الكرفانات، ونحن شاهدنا المعاناة والألم، ومشاهد البؤس أثناء المنخفض الجوي، فهناك أوضاع مأساوية وكارثية". وأضاف "التعهدات الموجودة حتى الآن تشمل إعادة إعمار 5000 وحدة سكنية، وقد تم البدء فعلياً بإعادة إعمار 1465 وحدة منها". واستعرض الحساينة المحطات الرئيسية التي يمر بها ملف إعادة إعمار غزة، وما تم إنجازه من مشاريع تم تمويلها من عدة دول ومؤسسات، مشير إلى جهود حكومة الوفاق التي بذلت بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات العاملة في مجال الإعمار في العديد من القطاعات. وذكر أن "حكومة الوفاق الوطني أعطت أولوية كبيرة لملف إعادة الإعمار وفقا لتوجيهات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث شكلت لجنة وزارية برئاسة رئيس الوزراء رامي حمد الله والذي يتابع شخصيا معهم كل الجهود المبذولة في هذا الإطار"، وفق تصريحاته. وقال "نحن في وزارة الأشغال العامة والإسكان الجهة الحكومية الرسمية التي تتحمل المسؤولية المباشرة في ملف إعادة إعمار قطاع الإسكان، وبالشراكة مع العديد من المؤسسات الفاعلة المحلية والدولية ونمتلك منظومة إلكترونية شاملة ومتكاملة ودقيقة لكافة الأضرار مدعمة بالوثائق والأوراق القانونية، ولدينا سياسة واضحة للآليات اللازمة لإعادة الإعمار". وأضاف "تمكنا من إزالة مليون وثمانمائة طن من الركام، أي قرابة 95 في المائة من الركام تم إزالته (...)، كما تم صرف مبلغ بقيمة 63 مليون دولار كدفعات بدل إيجار أو مساعدات إغاثية لحوالي 29 ألف أسرة من أصحاب الوحدات السكنية المهدمة كلياً أو المتضررة جزئياً". وطالب المجتمع الدولي بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إنهاء الحصار، وفتح كافة المعابر، وتسهيل عمليات إدخال مواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار. ويشار إلى أن دولة الاحتلال هدمت قرابة أربعين ألف وحدة سكنية ما بين كلي وجزئي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في صيف 2014م، حيث تعهدت الدولة المانحة في مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة في أكتوبر من العام ذاته حيث تعهدوا بدفع أربعة ونصف المليار دولار. وتعرض قطاع غزة في السابع من يوليو 2014 لحرب إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك 2324 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل، والمنشآت الصناعية والمساجد والمدارس، وارتكاب مجازر مروعة.