قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن المستوطنات في الضفة الغربية أصبحت مستهدفة أكثر من السابق, وإن هناك خشية إسرائيلية من تزايد عمليات التسلل إليها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 20 يناير أن قيادة المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي, المسئولة عن الضفة الغربية, قررت تنفيذ إجراءات أمنية مشددة بالمستوطنات لمواجهة عمليات التسلل إليها, بعد عملية "عتنيئيل". وتابعت " أول هذه الإجراءات منع دخول العمال الفلسطينيين، بمن فيهم الحاصلون على تصاريح رسمية، والسماح لكل مستوطن بحمل سلاحه واستخدامه في مواجهة أي هجوم". وأشارت إلى أنه من الإجراءات أيضا إجراء فحوصات أمنية لكل العمال الفلسطينيين, الذين يعملون داخل المستوطنات والمناطق الصناعية، وتعزيز التدريبات العسكرية، واستدعاء المزيد من الوحدات العسكرية لزيادة الحماية للمستوطنات. وأوضحت الصحيفة أن معظم مستوطنات الضفة تحيط بها جدران حماية، وبعضها جدران كهربائية، لكن هناك تجمعات استيطانية لا تتوفر على جدران أو لديها جدران جزئية. وكان موقع "والا" الإخباري العبري قال إن الجيش الإسرائيلي ما زال يواصل البحث عن منفذ عملية "عتنيئيل" جنوب الخليل, التي أسفرت عن مقتل مستوطنة. وأضاف الموقع في تقرير له في 19 يناير أنه في ضوء الدلائل التي عثر عليها ضباط الأمن الإسرائيليون من ساحة العملية، يتضح أن المنفذ خطط لعمليته جيدا, بما في ذلك طريقة الانسحاب. وتابع أن هذه العملية زادت من رعب المستوطنين في الضفة الغربية, خاصة أنها نفذت هذه المرة داخل أحد المنازل, وهو ما أدى إلى شعورهم بفقدان الأمن الشخصي في منازلهم. وأشار الموقع إلى أن الضابط ليئور كارملي -أحد الضباط الإسرائيليين المسئولين عن الضفة الغربية- أوصى المستوطنين بحيازة بنادق عسكرية لمواجهة العمليات الفلسطينية. وكانت مستوطنة إسرائيلية قتلت في 17 يناير بعد تعرضها لعملية طعن داخل منزلها في مستوطنة عَتنِئيل جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية. وقد اقتحم منفذ العملية منزل المستوطنة ونفذ عملية الطعن وبعدها لاذ بالفرار, في حين هرعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال للموقع وطوقت المنطقة بالكامل وطالبت المستوطنين بالتزام منازلهم وعدم الخروج. وذكرت "الجزيرة" أن قوات الاحتلال بدأت عمليات تمشيط واسعة بحثًا عن المنفذ. وتشهد الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق 1948 هبّة فلسطينية منذ مطلع أكتوبر الماضي تضمنت عمليات إطلاق نار وطعن بالسكاكين واحتجاجات ضد جيش الاحتلال، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين وساسة إسرائيليين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية. وسقط في هذه الهبة المتواصلة نحو 160 شهيدا فلسطينيا, فيما قتل حوالي 30 إسرائيليا.