يعد النفط شريان الحياة بالنسبة إلى الاقتصاديات الوطنية والجيوش الحديثة لعدة دول على مستوى العالم ليشكل أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تكرار حروب عالمية على مدار المائة عام الماضية. ولكن ما هو الجيد في نجاحك في السيطرة على أحد حقول النفط بينما يتم تدمير بلادك في هذه العملية. ورصدت صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية 5 حروب جعلت من الدول تدفع مقابل ثمن الحصول على النفط ماهو أكبر بكثير من قيمته ويمكن طرحها كالتالي:- حرب المحيط الهادئ كان لقرار اليابان خوض الحرب ضد الولاياتالمتحدة في ديسمبر عام 1946 أسباب عديدة. من النزعة العسكرية اليابانية، إلى خلافات بشأن السيطرة على الصين الضعيفة، إلى السؤال الجوهري المتعلق بمن سيكون القوة المهيمنة على المحيط الهادي. ولكن الحافز لمباشر للحرب كان هو الحظر الذي فرضته الولاياتالمتحدة وأوروبا على النفط في أغسطس 1941 بسبب سيطرة اليابان على الصين واحتلالها للهند الصينية الخاضعة للسيطرة الفرنسية. تفتقر اليابان إلى النفط المحلي، وفي ذات الوقت فإن لديها اقتصاد صناعي كبير وقوات بحرية وجوية تحتاج إلى النفط. شعر الزعماء اليابانيون أنه يتم حصارهم بين خيارين، إما التراجع في مواجهة الحصار والتخلي عن طموحاتهم الإمبريالية، أو الاستفادة من غزو هتلر لأوروبا الغربية للاستيلاء على حقول النفط في جزر الهندالشرقية الهولندية والبريطانية جنوب شرق آسيا. ومع ذلك، في حين أن الأوروبيين بدو ضعفاء للغاية للدفاع عن ممتلكاتهم، فإن الولاياتالمتحدة كانت تمتلك أسطولا قويا للغاية في المحيط الهادي كان بإمكانه التدخل ما لم يتم تحييده. تدمير الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ في بيرل هاربور لم يحل مشكلة اليابان النفطية. كان التقاط حقول النفط الأسيوية أمرا سهلا، ولكن شحن النفط إلى اليابان لم يكن بذات السهولة. وبحلول عام 1945 كان الحصار البحري الأمريكي إضافة إلى الألغام البحرية الأمريكية قد دمرا أسطول ناقلات النفط الياباني إلى درجة أن اليابانيين كانوا يقعون أشجار الغابات من أجل صناعة وقود خام للطائرات. وبدلا من أن تضمن الحرب لليابان إمدادات النفط غير المحدودة فقد أدت إلى تدمير الإمبراطورية اليابانية. ستالينغراد إذا أردنا أن نصف زعيما ما بأنه كان مهووسا بالنفط، فبالتأكيد إن هذا الوصف سوف يصبح من نصيب «هتلر». الذي اشتكى بالقول أن «الجنرالات بلدي لا يعرفون شيئا عن الجوانب الاقتصادية للحرب». ولكنه في الواقع لم يكن يعرف أكثر من إرسال الدبابات من أجل تمكين جنوده من السيطرة على النفط. فشلت محاولة ألمانيا في هزيمة الاتحاد السوفييتي من خلال حرب خاطفة في صيف عام 1941. وبحلول شهر يونيو من عام 1942، كانت الجيوش الألمانية المستنفذة قوية فقط بما فيه الكفاية لشن هجوم في قطاع واحد فقط من الجبهة الروسية الشاسعة. ركز «هتلر» قطاعاته الأفضل في جنوبروسيا، بهدف السيطرة على حقول النفط الغنية في القوقاز. ورغم أن العملية قد بدأت بشكل جيد ونجح «هتلر» في بلوغ ستالينغراد بحلول شهر أغسطس ، إلا أنه سرعان ما واجه الألمان معضلة أن عليهم الاختيار بين تكتيل قواتهم والذهاب إلى الجنوب بهدف السيطرة على حقول النفط، أو مواصلة الزحف نحو الغرب للقبض على ستالينغراد للتحصن ضد القوات الروسية التي كانت تواصل التجمع في داخل روسيا. حاول «هتلر» الحصول على كل شيء. قام بتقسيم الجيوش الألمانية، حيث توجه نصفها إلى القوقاز وواصل النصف الآخر الزحف نحو ستاليتغراد. وكان كلا الفريقين على مقربة من النجاح إلا أن أيا منهما لم يكن يمتلك قوات أو إمدادات كافية لإنجاز مهمته. لم يتمكن النازيون من السيطرة على مراكز النفط في غروزني وباكو على الرغم من تباهيهم بزرع العلم الألماني على جبل البروس وهو أعلى جبل في القوقاز. وفي الوقت نفسه كان الروسيون يحشدون قواتهم من أجل شن هجمات مضادة في ستالينغراد. في غضون ستة أشهر، كانت الحملة الألمانية في القوقاز قد تراجعت بشكل كامل، بينما استسلم أكثر من 100 ألف من الألمان في ستاليغراد، ما شكل نقطة تحول في مسار الحرب العالمية الثانية. حرب الناقلات العراقيةالإيرانية استمرت الحرب بين العراقوإيران لثماني سنوات دامية وأدت إلى تدمير كلا القوتين. مدفوعين بالإحباط بسبب الجمود على الأرض، فقد سعى الجانبان لضرب بعضهما البعض عن طريق النفط. بدأ العراق حرب الناقلات في عام 1984 من خلال مهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية والسفن التجارية. ردت إيران بهجمات جوية وبحرية ضد السفن العراقية ومواقع النفط والأهم من ذلك، فقد قامت بزرع الألغام البحرية في الخليج. استهدفت الهجمات حوالي 450 سفينة، ومع ذلك فلم يكن أي من الطرفين قادرا على تدمير الآخر أو إجباره على الاستسلام. لكن حرب الناقلات كان لديها نتيجة رئيسية واحدة أنها قادت الولاياتالمتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران بعد أن بدأت سفن حربية أمريكية ترافق حركة الملاحة التجارية في الخليج. يفعل الألغام والصواريخ الإيرانية، تضررت حركة المرور المدنية، في حين قامت المدمرات والسفن الحربية الأمريكية باستهداف السفن والمرافق البحرية الإيرانية. غزو «صدام حسين» للكويت في عام 1991، قام العراق بغزو الكويت المجاورة بسبب نزاعات حول ديون الحرب العراقية، وإفراط الكويت في إنتاجها النفطي والمطالبات العراقية بأن الكويت هي جزء من أراضي العراق. وربما الرغبة في الاستيلاء على احتياطيات النفط في الكويت. لم يجد الجيش العراقي صعوبة تذكر في اجتياح الجارة الصغيرة، ولكن الغزو وضع العراق سريعا في مواجهة الولاياتالمتحدة التي كانت قد دعمت العراق خلال حربها ضد إيران. وعلى الرغم من مهلة الأممالمتحدة للانسحاب من الكويت، فقد رفض «صدام حسين» التحرك. وكانت النتيجة هي دخول 500 ألف جندي أمريكي إلى المملكة العربية السعودية والحرب الخاطفة التي خاضتها الولاياتالمتحدة تحت مسمى عاصفة الصحراء وتدمير القوة العسكرية العراقية. وكان العراق فيما سبق واحدا من أكبر القوى في العالم العربي، ولكن سعي «صدام» نحو النفط قد تركها منعزلة ومكسورة. حروب الولاياتالمتحدة في العراق ظل النقاش حول ما إذا كانت حروب الولاياتالمتحدة في العراق عامي 1991 و2003 بدافع النفط قائما لسنوات. حتى إذا كانت هناك أسباب أخرى للتدخل العسكري واسع النطاق في الخليج، فمن الصعب أن نصدق أن أمريكا قد ترسل نصف مليون جندي لغزو نيجريا أو الكاميرون. وجود القوات الأمريكية في السعودية ساعد على تحفيز ظهور «أسامة بن لادن» وتنظيم القاعدة وأحداث 11 سبتمبر في النهاية. ويتم دفع التكلفة الكاملة للغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 من قبل دافعي الضرائب الأمريكيين منذ عقود. بالنسبة إلى القادة الأمريكيين، والكثير من غيرهم عبر التاريخ، فإن سعر السيطرة على النفط قد أثبت بالفعل أنه أعلى مما يمكن تصوره.