قالت أم أنس وسط بكاء وعويل شديدين إن "لي ابناً اسمه أنس اختطفته المليشيات فوق جسر الشعلة شمال غرب بغداد، بعد ساعات من وقوع الانفجارات التي شهدتها مدينة بغداد الجديدة والمقدادية منذ أيام، ولم أعرف مصيره بعد". وأضافت: "بحثت عنه في أغلب مراكز الشرطة والمستشفيات ولم أجد له أثراً، وها أنا أجلس أمام مبنى دائرة الطب العدلي في منطقة الكاظمية، أركض مسرعة كلما أقبلت سيارة إسعاف أو سيارة شرطة تحمل جثثاً لأبحث بينها عن جثة ولدي، لكن دون جدوى". ولفتت إلى أن "أغلب الجثث التي شاهدتها خلال هذه الفترة تعود لشباب في عمر الزهور تتراوح أعمارهم ما بين ال20-30، بعضها فصل رأسها عن الجسد ومكتوفة اليدين ومعصوبة العينين وعليها آثار تعذيب شديد". مصدر أمني يعمل في مستشفى الكاظمية، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لمراسل "الخليج أونلاين": إن "ظاهرة انتشار الجثث مجهولة الهوية ومقطوعة الرأس زادت هذه الأيام"، لافتاً إلى أن "أعداد الجثث التي تصل إلينا يومياً تزيد على ال10 جثث". وأضاف: "بعد كل مجزرة ترتكبها داعش، وترد عليها المليشيات بمجزرة أخرى ترتفع أعداد الجثث المجهولة الهوية والمقطوعة الرأس"، مشيراً إلى أن "تفنن المجرمين بطرق القتل والتعذيب يؤكد أنهم ليسوا من جنس البشر"، واصفاً إياهم "بمصاصي الدماء". وتابع أن "ثلاجات الموتى داخل دائرة الطب العدلي في مدينة الكاظمية ملئت بالجثث المجهولة الهوية التي لا يعرف عنها شيء"، ولفت إلى أن "أغلب الجثث التي لم يحضر أهلها يتم دفنها بعد أسبوع في مقبرة النجف جنوبالعراق". وكان ناشطون قد نشروا عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تسجيلاً مصوراً يظهر فيه بعض عناصر المليشيات وهم يحملون رأسين لشخصين قاموا بذبحهما، وقالوا إنهم انتقموا من تنظيم داعش. من جانبه، قال المراقب للشؤون الأمنية، زياد محمد، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده أغلب مدن العراق، وخصوصاً العاصمة العراقيةبغداد ومحافظة ديالى، وعودة ظاهرة الجثث المجهولة والمقطوعة الرأس بهذا الحجم المخيف، كشفا عدم قدرة القوات الأمنية على حفظ الأمن". وأكد أن "المليشيات هي من تقود الملف الأمني في بغداد وديالى، ولا سلطة للقوات الأمنية في هذه المناطق إطلاقاً"، لافتاً إلى أن "عمليات الخطف والقتل التي تحدث في أغلب مناطق بغداد تقوم بها مليشيات منظمة ومعروفة، وبمساعدة ضباط وجنود متواطئين معها بالقرب من نقاط التفتيش". وأشار إلى أن "أغلب المليشيات لها مجاميع خاصة ومدربة على عمليات الخطف والاعتقال، وأنها تنفذ عملياتها مستخدمة سيارات تحمل لوحات مسجل عليها وزارة الدفاع أو الداخلية". وكانت منظمات إنسانية وحقوقية قد اتهمت في تقارير سابقة مليشيات شيعية بارتكابها جرائم لا تقل عمّا تقوم به عصابات تنظيم داعش في مناطق بغداد وديالى وصلاح الدين.