علقت الكاتبة أميرة أبو الفتوح على الحملة الشرسة التى يواجهها المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات من جانب الدولة الفاسدة - على حد تعبيرها، معللة مواجهته لتلك الحملة بسبب أمانته التي قادته لمنصبه الحالي خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضافت الكاتبة، في مقالة لها بصحيفة "ميدل ايست مونيتور" تحت عنوان "يحدث الآن في مصر"، أنه تم إطلاق حملة شرسة ضد جنينة لأنه أعلن أن خسائر الفساد في مصر بلغت 77 مليار دولار في 2015، مما أثار مشاكل كبيرة للرجل، لأنه أشار إلى أطراف ذات سيادة مثل الجيش والمخابرات والشرطة والقضاء، وبدلا من محاسبة هذه الإطراف، تم الدعوة لإقالة جنينة، ووضعه في السجن ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى على حد قول الكاتبة . وتابعت أبو الفتوح قولها" الدولة الفاسدة تحاولة تغطية فسادها، وحماية رموز الدولة والتخلص من كل فرد شريف في هذه البلد، ويبدوا أن الدولة تقول لهولاء الأفراد:" لا يوجد مكان لكم هنا.. هذه هي الدولة الفاسدة التي تقف ضد كل من ثار في 25 يناير" على حد وصفها. وتحدث أبو الفتوح عن الاعتقالات التي تشنها السلطات حاليا في صفوف النشطاء معتقدة إنه معارض، مشيرة إلى أن ذلك يظهر أن الدولة في أضعف حالتها رغم أنها لا تظهر ذلك. وأشارت الصحيفة إلى إن هشام جنينة هو من دعا في 2006 لإستقلال القضاء بعد اكتشاف تزوير الانتخابات، هذه الدعوات مهدت الطريق إلى ثورة 25 يناير. وأضافت الكاتبة بأن الحكومة في مصر حاليا في أضعف حالاته، بسبب يد الظلم والقمع الوحشية التى وصلت إلى كل عنصر من عناصر المجتمع، حيث تم اختطاف الشباب من المقاهي ووسائل النقل، مستدلة بحادث اختطاف 5 فتيات من حافلة على أيدي الشرطة، وطبيب من مدينة الفيوم. وألمحت إلى حالات الاختفاء القسري الذي تجاوز ال 300 حالة -بحسب تقارير لمنظمات حقوق الإنسان- حيث قامت السلطات بإعادة الوقت إلى قبل 25 يناير عندما ثارت الأمة بأكملها ضد الطاغية حسني مبارك وتمكنت من الإطاحة به، ولكن للاسف لم يعزل نظام مبارك الفاسد، والدولة العميقة على حد وصف الكاتبة. و أشارت أبو الفتوح أيضا إلى أيضا الدور الذي لعبه المثقفين الذين يعتبرون النخبة، والذين طالبوا مرارا وتكرارا بالحرية والديمقراطية لسنوات طويلة، موضحة بأن الديمقراطية التى جلبت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة- تم تكفيرها وحينما أزيل رأس الدولة فقط، كان هذا أكبر خطأ أرتكبه الشعب المصري، لأنه كله يدفع ثمن ذلك الآن، فقد عادت الدولة نفسها بكل مؤسساتها، ولكن مع رئيس جديد. واختتمت أبو الفتوح مقالاتها قائلة " الآن تعلم الثوار الدرس، فهم يخططون للانتقام منهم (الدولة العميقة ورموز نظام مباك) في ثورتهم القادمة، وهذا هو سبب مخاوف وذعر الإنقلاب الذي يقود الحكومة من الثورة القادمة".