لم يبد الإسلاميون تعاطفًا مع هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، مثلما أبداه المحسوبين على التيار "الليبرالي". بل استنكروا موقفه بعد أحداث 3 يوليو، وبقائه في منصبه في ظل نظام يصفونه بأنه غير شرعي، مكتفين بالتعليق على الحرب الدائرة ضد جنينة، قائلين:"لا يلومن إلا نفسه". منذ أن صرح جنينة بأن الفساد بلغ 600 مليار في عام 2015، وهو يلقي حملات ممنهجة ضده، لاسيما عقب قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتشكيل لجنة عرفت باسم "لجنة تقصي الحقائق حول قضايا الفساد" والتي انتهت نتائجها ب"عدم صحة" ما ذكره جنينة، وهو ما يمهد لإقالته من منصبه وملاحقته قضائيًا. وأعلن النائب مصطفى بكري، أنه تم تسليم طلباً لرئيس مجلس النواب موقعاً من 90 نائبًا، للمطالبة بمناقشة تقرير لجنة تقصى الحقائق ردًا على ما أورده "جنينة، فى تقريره بإهدار 600 مليار جنيه خلال 2015" وطلب النواب الموقعون، إحالة تقرير لجنة تقصى الحقائق إلى النيابة العامة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ضد المستشار هشام جنينة. من جهته أعرب المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، عن استيائه لما يلقاه، "جنينة"، من حملة هجوم ممنهجة يقودها أنصار النظام ضده؛ لكنه قال في نفس الوقت موجهًا حديثه للأول "لا تلومن إلا نفسك". وأضاف شيحة: "لا يلومن المستشار هشام جنينة إلا نفسه "، متسائلاً: "ماذا كان ينتظر من نظام "لصوص" أعطاهم شرعية يفتقدونها ببقائه فى منصب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات". وتابع شيحة: "أعلن عن مخالفات قيمتها 600مليارجنيه، فقام رئيس النظام بتشكيل لجنة من أتباعه للتحقق، وأطلق عليه أنصاره تمهيدًا للإطاحة به"، مختتمًا: "طبيعى جدا في ظل نظام 3 يوليو". من جانبه رأى محمد السيسى، عضو جماعة الإخوان المسلمين، "جنينة" لا يستحق التعاطف كونه داعمًا لنظام 3 يوليو. وقال السيسي: "أحاول أن أبلع محاولة هشام جنينة أنه يحارب الفساد وأتعاطف معه فى كشف الفاسدين خصوصا أجهزة سيادية متورطة فى الفساد، لكن مش قادر أبلع موافقة هشام جنينة لنفسه ومطاوعته بقاء نظام السيسي بدعوى سهرة 30 يونيو وبقاءه طوال هذه المدة رئيسا للجهاز".