فى حوار لقناة ال "سى بى سى"، قال "توماس فريدمان" إن الانتخابات يجب أن يفخر بها المصريون.. وفريدمان هنا ينقل رأيه الشخصى محلل سياسى أمريكى من جهة، ورأى العواصمالغربية التى راقبت الانتخابات المصرية فى جولاتها الثلاث من جهة أخرى. والحال أن العالم كله أشاد بالانتخابات المصرية، إلا إعلام "غسيل الأموال".. واليساريون المتطرفون فى مصر.. وبعض مثيرى الفتن والمتهمون فى أحداث مجلس الوزراء وشارع محمد محمود من شخصيات سياسية "طفيلية" امتطت جياد الثورة، و"نشلوا" لقب "ثوار" من الثوار الحقيقيين.. بلغت حد اعتبار الانتخابات "جريمة إنسانية" يعاقب عليها القانون الدولى. هذه ال"هلفطة" التى تتعمد الإساءة إلى أول انتخابات نزيهة فى مصر.. تصدر الآن من أسوأ نخبة سياسية فى العالم وابتليت بها البلاد مؤخرًا.. وتعتبر أحد تجليات الفساد السياسى الذى خلفه لنا الرئيس السابق ولا يزال يرتع فى الكثير من المؤسسات الإعلامية والسياسية. مصر بعد الانتخابات باتت أجمل وأروع وأحلى.. بتنا نشعر بمتعة الحرية والديمقراطية.. مصر الجديدة، تشهد حالة "ورع سياسى" غير مسبوق.. ونشتم عبيرًا ونسائم لم نعهدها منذ عقود طويلة.. مصر بعد الانتخابات باتت بلد "الدم الواحد".. و"القلب الواحد".. قد نختلف وقد يحتد الخلاف.. ولكن ثمة روحًا توافقية يستظل بها الجميع.. ونسمع من الإخوان والسلفيين ومن التيارات المدنية الأخرى، ما يثلج الصدور.. فالكل بات على يقين بأن مصر بلد للجميع.. ودولة كبيرة.. أكبر من أية قوة أو جماعة سياسية.. وأنه ليس بوسع أى تيار سياسى أن يتحمل مسئولية إدارتها وحده.. وأن خيار "المشاركة" بات حقيقة موضوعية وسُنة اجتماعية وسياسية فى سبيلها إلى الاستقرار فى ضمير الجماعة الوطنية المصرية. هذه الروح التوافقية الجديدة على مصر وعلى المصريين يجب أن تُستثمر، وأن نحميها ونحصنها من دعاة الفتن السياسية المنتشرين على قعدات السواريه الليلية على الفضائيات. لأول مرة فى مصر يشارك الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية الإخوة الأقباط عيدهم.. لأول مرة يصطفون داخل الكاتدرائية لمشاهدة قداس عيد الميلاد.. لأول مرة يسهر الإسلاميون لحراسة الكنائس وحماية إخوانهم الأقباط.. روح "ملائكية" جديدة.. وعبير حانى ورقيق.. يرقق القلوب وينعش الصدور ويضفى على الأجواء المصرية بعد الانتخابات أجواء احتفالية وادعة أرست لقطيعة جذرية مع ماضى مبارك وأجهزته الأمنية القمعية الملوثة بدماء المسلمين والأقباط على السواء. مصر اليوم بألف خير.. بعد الخطوة الأولى فى رحلة الألف ميل.. يوم 23 يناير سيكون فى مصر أول "شرعية" حقيقة.. بعد عاشت أكثر من 60 عامًا خالية من أية شرعية.. إلا شريعة الغاب والقمع والتعذيب داخل مقار الشرطة.. والاختفاء القسرى والفقر والمرض والجوع.. والخروج "الفاضح" من التاريخ والجغرافيا فى آن واحد. [email protected]