تبدأ لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، خلال أيام في تنفيذ مبادرة "المناهضة الثقافية للممارسات الثأرية" والذي سينطلق من محافظة قنا، كأولى محافظات الصعيد المستهدفة، وذلك من أجل القضاء على ثقافة الثأر التي تنتشر بالمحافظة، حيث تستهدف المبادرة التي وافقت عليها الدكتورة أمل الصبان، أمين المجلس الأعلى للثقافة، بناءً على المقترح المقدم من أحمد سعد جريو، عضو لجنة الشباب بالمجلس. وقال جريو، إن البيئة الثأرية ذات طابع ثقافى خاص، وقد أثبتت الدراسات البحثية لهذه البيئات أن هناك حواجز متنوعة وعديدة تحول بين وصول الثقافات التنويرية لهذه القرى، لذلك تنمو ثقافة الثأر بين الشباب أكثر من أي ثقافات أخرى، مؤكدا أن مؤسسات الدولة المختلفة لا تقوم بواجباتها نحو هذه البيئة، إما خوفا من المخاطر التي قد يتعرض لها أبناء هذه المؤسسات، أو لعدم وجود رغبة حقيقية في تنمية هذه البيئات لأن المستفيدين من هذه الصراعات كثر، حيث تنمو زراعة المخدرات وتجارة السلاح بها، فضلا عن أن مؤسسات الدولة خاصة الثقافية والتعليمية منها ليس لديها رؤية واضحة لتنمية هذه القرى ثقافيا وتعليميا. وأكد "جريو" أهمية تنفيذ البرامج الثقافية لمناهضة قضايا الثأر، خاصة أن البيئة الثأرية في ظل عدم الالتفات لها تصبح هي الملجأ الآمن للإرهابيين، وهي المصدر الأساسي لكوادره المقاتلة، حيث تجد أن الشاب الذي اعتاد على سفك الدماء يصبح هدفا سهلا ومتميزا لمن يريد زعزعة الأمن، فهو المنفذ للعمليات الإرهابية وفي نفس الوقت البيئة الثأرية هي مصدر أساسى لتجارة السلاح المستخدم في الإرهاب وتهديد أمن الآمنين. واستطرد: "الشاب في هذه البيئة اعتاد سفك الدماء وعليه من الأحكام ما يقتله أو يبقيه بقية عمره خلف القضبان، وبالتالي فلا شىء لديه يحافظ عليه، فالاهتمام بالبيئة الثأرية ثقافيا هو في الواقع اهتمام بالأمن والسلامة للوطن والمواطنين، حيث يسعى المقترح إلى تحقيق الوعى الكاف بالثقافة والفنون لشباب القرى، ذات الطابع الثأرى، ليصلوا إلى المفاهيم الصحيحة من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية، التي تحس على تحريك المشاعر الإنسانية والدينية والوطنية لدى شباب القرى ذات الطابع الثأري للحد من ثقافة الثأر.