بدأت لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، فى تنفيذ مشروع «المناهضة الثقافية للممارسات الثأرية من محافظة قنا، كأولى محافظات الصعيد، من أجل القضاء على ثقافة الثأر، ويهدف المشروع الذى يعد أكبر المشروعات التى يتبناها المجلس الأعلى للثقافة، إلى تثقيف وتنوير شباب القرى ذات الطابع الثأرى بمحافظات الصعيد، التى تنتشر بها هذه الظاهرة، عن طريق 3 محاور أساسية وهى برامج ثقافية وفنية ولقاءات إعلامية وقوافل تنويرية». وكانت لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، برئاسة المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، والدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، قد وافقت على مقترح المشروع الذى تقدم بها أحمد سعد جريو، عضو لجنة الشباب، تحت عنوان «المناهضة الثقافية للمارسات الثأرية». وقال أحمد سعد جريو، عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، وصاحب المقترح، فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إن المشروع ثقافى يستهدف شباب القرى ذات الطابع الثأرى، حيث إن هناك قرى عديدة بمحافظات الجمهورية خاصة محافظاتجنوب الصعيد تنتشر بها ثقافة الأخذ بالثأر، تلك الثقافة الموروثة عبر الأجيال والعصور، وتنتقل من خلال المرأة التى تعد من أكثر الفئات حرصا على توريثها وانتقالها من جيل إلى جيل، وهى المحرض والمشجع والدافع للشباب على ممارستها، بينما الشباب هم الضحايا لهذا الموروث الثقافى المتخلف، فهم إما جناة يعاقبون على جرائمهم فى السجون وإما هاربون من القانون وإما مجنى عليهم مقتولون، هذا بالإضافة إلى المنتفعين من تجار السلاح والمخدرات. وأضاف «جريو» أن المشروع يتم بمشاركة كل من المجلس الأعلى للثقافة ووزارات الثقافة والشباب والرياضة والتربية والتعليم والأزهر والأوقاف واتحاد القبائل العربية وأعضاء مجلس النواب ولجان المصالحات الثأرية والفنانين والأدباء والشخصيات العامة والمحافظين والأمن والإعلام تحت شعار «قرى آمنة بشبابها.. تحقق الرخاء لوطنها» و«بالثقافة والفنون نحن الشباب نحقق لقرانا الرخاء والأمن المنشود». ولفت «جريو» أن البيئة الثأرية ذات طابع ثقافى خاص، يغلب عليها الحزن والكآبة ويتغنى فيها بالأشعار والكلمات المصبوغة باللون الأسود، والأمل فيها دائما مفقود فلا غد فيها مشرق ولا ليل فيها ينجلى بصبح يشرق معه الأمل، كما أن الدراسات البحثية لهذه البيئات، أثبتت أن هناك حواجز متنوعة وعديدة تحول بين وصول الثقافات التنويرية لهذه القرى، لذلك تنمو ثقافة الثأر بين الشباب أكثر من أى ثقافات أخرى. وأوضح «جريو» أن الفئات المستهدفة من هذا المشروع هم الشباب من سن 15 إلى 40 سنة، وكذلك المرأة بالقرى ذات الطابع الثأرى، مثل محافظات: «أسوانالأقصرقناسوهاجأسيوطالمنيا مطروح سيناءالمنوفية – الشرقية»، فهناك الكثير من المخاطر من بقاء ثقافة الثأر ومنها زعزعة الأمن العام بالقرى والمدن المجاورة، وانتشار تجارة السلاح والمخدرات، واستغلال شباب هذه القرى فى الأعمال الإرهابية، وهروب المعلمين من مدارس القرى الثأرية خوفا على حياتهم، وأيضا هروب الأطباء والموظفين فى الوحدات المحلية من مقار عملهم خوفا على حياتهم، ولذلك نسرع فى نشر الثقافة المناهضة لهذه العادة الموروثة.