قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية، إن العواصمالغربية لم تفهم جيدا الانقسام الحاد بين "السعودية السنية", و"إيران الشيعية", ولذا وقع بعضها في أخطاء بالتقارب مع طهران, في أعقاب توقيعها الاتفاق النووي مع القوى الكبرى. وأضاف الصحيفة في مقال لها في 6 يناير أن إعدام الشيعي السعودي نمر النمر, لم يكن سوى بلوغ التوتر القائم بين الرياضوطهران, ذروته. وتابعت " وزير الخارجية السعودي عادل الجبير, في آخر مرة زار فيها بريطانيا, أنه طالما بقيت إيران تتفاخر بنفوذها المتصاعد في بلدان عربية كسوريا ولبنان واليمن والعراق, فإن السعودية لن تهدأ حتى تعود الأراضي العربية إلى السيطرة العربية". وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل وصول العلاقات بين الرياضوطهران إلى طريق مسدود, فإن بريطانيا سترتكب خطأ كبيرا يضر بمصالحها في الشرق الأوسط, في حال واصلت التقارب مع طهران. ونصحت "التليجراف" الحكومة البريطانية بدعم السعودية, الحليف التلقيدي, قائلة :" الخيار الأكثر صوابا فيما يتعلق بالدفاع عن مصالحنا, هو البقاء إلى جانب حليفنا التقليدي المضمون,السعودية", في إشارة ضمنية إلى أن إيران, لها تاريخ من العداء مع الغرب. وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت الأحد 3 يناير قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطالبت أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة. وجاء القرار السعودي على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد السبت الموافق 2 يناير. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي في الرياض مساء الأحد 3 يناير، إن سجل إيران طويل في انتهاك البعثات الدبلوماسية الأجنبية، مشيرا إلى الاعتداء على السفارة الأمريكية عام 1979، وعلى السفارة البريطانية عام 2011. واعتبر الوزير السعودي أن هذه الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية. واتهم الجبير إيران بتهريب الأسلحة والمتفجرات والخلايا الإرهابية إلى دول المنطقة بما فيها المملكة العربية السعودية. وكانت السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد تعرضتا للاعتداء, بعد ساعات من إعلان السعودية عن إعدام 47 شخصا -بينهم الشيعي السعودي نمر النمر- على إثر إدانتهم بتهم تشمل الإرهاب والتحريض. وعلى إثر تلك الاعتداءات, أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وأعلن لاحقا وقف الرحلات الجوية بين البلدين، ثم أعلنت البحرين والسودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد السفراء، كما قررت المنامة بعد ذلك وقف الرحلات الجوية بين البلدين. في السياق ذاته, قررت جيبوتي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، كما قررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران، أما الكويت فاستدعت سفيرها في إيران، ونددت بالاعتداءات التي استهدفت المقرين الدبلوماسيين السعوديين. بدورها، وصفت سلطنة عمان الاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد وطهران بغير المقبول، وقالت إنه يخرق اتفاقية جنيف. وفي 6 يناير, استدعت قطروالأردن أيضا سفيريهما لدى إيران على خلفية الاعتداءات التي استهدفت سفارة السعودية بطهران، والتي دفعت دولا عربية إلى قطع العلاقات مع إيران أو خفض تمثيلها الدبلوماسي فيها. وقالت الخارجية القطرية إنها سلمت السفارة الإيرانية في الدوحة مذكرة احتجاج على تلك الاعتداءات التي وصفتها بأنها "انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية التي تكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية وأعضائها". كما استدعت الخارجية الأردنية السفير الإيراني لدى المملكة مجتبى فردوسي بور، وأبلغته إدانة الأردن الشديدة للاعتداءات التي تعرض لها المقران الدبلوماسيان السعوديان في طهران ومشهد. ووصفت الخارجية الأردنية تلك الاعتداءات بالانتهاك السافر للأعراف والاتفاقات الدولية، خاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، ونددت أيضا بتدخل إيران في الشؤون العربية وبتصعيدها المذهبي، ودعت طهران إلى احترام الأحكام القضائية السعودية الأخيرة. في الإطار نفسه، شجب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 6 يناير الاعتداء على مقار دبلوماسية سعودية في إيران والعراق، وقال في خطاب له إن أحكام الإعدام في السعودية شأن داخلي. ويعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت 9 يناير اجتماعا استثنائيا في الرياض لبحث التطورات الأخيرة. ومن جهته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اجتماعا تشاوريا مغلقا على مستوى وزراء الخارجية العرب سيعقد في دولة الإمارات الشهر الحالي لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية، خاصة دول الجوار.