الوقفة ال 20 للأهالى أمام مجلس الوزراء للمطالبة بمعرفة مصيرهم مر عام ونصف على فقدانهم أبنائهم، بات أهالى المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا في سبتمبر 2014 أياما بلياليها، يستنجدون بأى مسؤول في مصر يخبرهم ببادرة أمل عن مصير ذويهم. لم يكن يعلم الأهالى أن مساعدتهم أبنائهم ليتمكنوا من الهجرة برهن منازلهم أو بيعها وبيع المواشى واقتراض المبالغ المالية الضخمة سيأتى يوم يخسرون فيه كل شىء ويطرقون فيه باب كل مسؤول ليخبرهم: أين اختفى أبناؤهم؟ ويطلعهم على معلومة عن مكان تواجدهم. أهالي المهاجرين غير الشرعيين نظموا قرابة 20 وقفة احتجاجية أمام النائب العام ووزارة الخارجية ومجلس الوزراء، للمطالبة بعودة ذويهم المختفين، رافعين لافتات: "ابنى فين يا ريس، الرحمة فين يا حكومة، ارحموا قلوب أكثر من 61 أب وأم يرحمكم من في السماء، والتهمة هجرة غير شرعية".
الأهالى يسردون بالتفاصيل: التهمة هجرة غير شرعية قال الأهالي إن المحتجزين من قبل قوات حرس الحدود المصرية قرابة 450، يوم 6 سبتمبر من عام 2014، أثناء محاولتهم الهجرة إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية وبعدها تم احتجازهم بمركز شباب الأنفوشى بالإسكندرية وتم نقلهم لمعسكر الجلاء ثم سجن العزولى بالإسماعيلية، وأخيرا متواجدون داخل معسكر عزت شرف بالتل الكبير بالإسماعيلية"، على حد أقوالهم. وسرد حمدى محمود خال عماد حمدى من محافظة القليوبية والذي يبلغ من العمر 19 سنة عندما هاجر، قائلا إن "الأهالى كل ما ينظموا وقفة أمام مجلس الوزراء وينووا الاعتصام يفضهم الأمن". وأضاف أن ابن أخته هاجر من ميناء دمياط يوم 6 سبتمبر 2014 عن طريق السمسار فتحى شوقى دفع له 20 ألف و10 آلاف عند وصوله إيطاليا، قائلا: "الدولة شايفة المهربين أولادنا اللى بيسافروا أعمارهم من 12 سنة لغاية 20 يعنى أطفال وشباب، ولما حررنا محاضر ضد المهربين في قسم بنها كانت بتتحط في الأدراج، للأسف الشباب بيهاجروا برعاية الدولة". وأكد حمدى أن أملهم الوحيد رؤية أبنائهم بأى طريقة ليعرفوا إذا كانوا أحياء أو أمواتا، وناشد الدولة باليقظة أمام أصحاب المراكب الذين يقومون بتهريب الشباب بدون تأمين. كما قال أيمن أبو علم المقيم بأسيوط والذي يفقد ابن عمته البالغ من العمر 19 سنة، إنهم قدموا شكاوى إلى وزارة الداخلية والخارجية ولكن لا أحد يجيب، مضيفا أن المركب التي هاجر عليها الشباب كانت تضم جنسيات متعددة من فلسطين وسوريا والسودان، ومن مصر 27 فردا من أسيوط و17 من القليوبية و17 من الغربية، أي كانت تحمل ما يزيد عن 480 فردا. وأشار إلى أن سماسرة تهريب الشباب إلى الخارج يتمركزون في الإسكندريةودمياط وجزيرة مالطة واليونان وإيطاليا، نظرا لاحتواء هذه البلدان على موانئ. وقال إن ابن عمته هاجر بواسطة سمسار يدعى ممدوح مقابل 30 ألف جنيه، 20 يتم دفعهم قبل الهجرة و10 بعد وصولهم إيطاليا، وكان قد دبر هذا المبلغ عن طريق رهان منزل والدته. وأضاف أيمن أن المركب التي كان على متنها المهاجرون كانت تحتوى على أسلحة وأجهزة تجسس، حسب أقوال رجال الأمن لهم.
هجرة من الإسكندرية ب4 آلاف جنيه وقالت سميرة عابد شقيقة ياسر عابد المهاجر المفقود الذي يحمل الجنسية الفلسطينية والمصرية معا، إن أختها هاجر عن طريق ميناء الإسكندرية عن طريق السمسار فؤاد الجمال مقابل 4 آلاف لكل فرد، وبعد أن فقدوا الاتصال بذويهم تنصل فؤاد ومشاركوه من المسؤولية. وأضافت باكية: "أخويا اتمسك مع زملائه المهاجرين عن طريق قوات حرس الحدود المصرية يوم6سبتمبر2014 ومنعرفش طريقهم فين"، مخاطبة السيسي: "عايزة أعرف اخويا حى ولا ميت يا ريس". وفي حالة هي الغريبة من نوعها، قالت صباح والدة المهاجر عبد الله إبراهيم، والذي يبلغ من العمر 16 عاما من القناطر الخيرية، إن ابنها سافر عن طريق سمسار يدعى محمد سليمان دون أي مقابل، حيث أخبرهم السمسار أنه سوف يتقاضى 25 ألفا أجره عند وصول ابنهم إلى إيطاليا، مضيفة أن السمسار طمأنهم بأن المركب سليمة ومرخصة وسوف يصلون بأمان ولكن لا يعلمون بأنهم من أرسلوا بأبنائهم إلى التهلكة.