مهاجر: موعد السفر كان يتغير في كل مرة حتى يكون سريًا لدرجة أن البعض يسافر دون أن يعلم أهله خرجوا من بيوتهم لا يعلمون مصيرهم، باحثين عن الرزق في بلد آخر أملًا في مستقبل أفضل، يجمعهم حلم واحد وهو الهروب من مصيرهم المظلم إلى مكان أكثر اتساعًا لهم يمنحهم الكثير، تاركين خلف ظهورهم أسرهم وذويهم وأطفالهم، هاربين من الفقر المدقع الذي يحيط بهم، لا يخشون مصيرهم المجهول، ولايخافون الموت.. هكذا يبدو حال المهاجرين بطريقة غير شرعية، ممن سلكوا الطريق الأصعب من أجل تغيير مستقبلهم من حال إلى حال. "يا صابت يا خابت، وكده ميت وكدة ميت" لسان حال كل من هاجروا إلى الخارج في «قوارب الموت»، حيث أصبحت تلك الوسيلة الأقرب إلى الموت أو الثراء السريع، حيث يخرج الآلاف من المصريين من مختلف القرى بمساعدة سماسرة الموت، متهجين إلى إيطاليا عبر ليبيا، وهم يعلمون أن مصيرهم ما بين الحياة والموت. فجاعة الماُساة التي يعيشها الآلاف من المصريين في بلادهم، ليست ناتجة عن الهرب من ظروف الحروب مثلما حدث في البلدان العربية التى اشتعلت بداخلها الثورات والأزمات، وإنما الفقر الذي يحدق بهؤلاء هو ما يجعلهم يتجاهلون مصيرهم ويسعون لحلم الثراء السريع، هو وحده الذى يشغل كل بالهم بل أصبح الهروب من الوطن للاستقرار فى وطن جديد هو الحلم الأكبر لدى أغلبهم حتى وإن كان سيكلفهم حياتهم. «التحرير» استعرضت حالات عدد من المهاجرين المصريين بطريقة غير شرعية، حول دوافع الهجرة غير الشرعية لدى العديد من المصريين وأسبابها وأبرز الأرقام الخاصة بها، فوجدت أن الفقر وضعف وجود فرص العمل هو أبرز الدوافع وراء تزايد معدلات الهجرة، كما أنه لا توجد احصاءات محددة يمكن الاستناد عليها في أرقام هذه الظاهرة لكونها تتفاقم وتتزايد معدلات من وقت لآخر وتنمو بصورة ملحوظة. والتقت "التحرير" بعدد من المهاجرين غير الشرعيين، ممن دفعتهم ظروف الحياة الصعبة والفقر إلى الرحيل حتى لو كلفهم ذلك حياتهم، حيث اخترقت دائرة المهاجرين بدون بطاقة رقم قومي أو جواز سفر، ممن وجدوا أن ملاذهم الوحيد في الهجرة إلى الخارج لتكوين مستقبلهم وتوفير الأموال اللازمة لاحتياجاتهم، دون ان يعبأوا بمخاطر الهجرة أو الموت أثناء رحلاتهم. محمد السعدني -"اسم مستعار"- الذى يبلغ 29 عامًا، يسرد أسباب هجرته إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية والدوافع وراء ذلك والوسائل التى استخدمها لوصوله للدول الأخرى، موضحا أن رحلته إلى ايطاليا بدأت منذ أن قرر خوض تجربة السفر أملا في الثراء السريع، موضحا أنه مقيم في دمياط وكان طالبا فى مرحلة الثانوي الصناعي ومن أسرة فقيرة ولديه 3 شقيقات، وكان التفكير ملحا عليه فى السفر مثل غيره من شباب بلدته. وأشار إلى أنه التقى أحد السماسرة في قريته ممن يتقاضون أموالا ونفقات مقابل سفر الشباب للخارج بطريقة غير شرعية للاستفسار منه عن نفقات السفر ووسائل الهروب ومدى درجات الأمان. وتابع السعدني ل"التحرير"، أنه طرح الفكرة على والديه، ولكنهم رفضوا فى بداية الأمر خشية عليه وخوفا من تعرض حياته للخطر، وبعد الحاح مستمر وضغط على أسرته وتأكيده أن فرص الحصول على العمل في مصر تكاد تكون مستحيلة عكس الخارج وافقوا فى النهاية وقرروا مساعدته. ولفت إلى أنه قرر السفر مع عدد من أصدقائه بعد أن استطاع تكوين نفقات السفر والمبلغ المتفق عليه من السمسار، موضحا أن السفر للعمل بالخارج كان بمثابة حلم وأنه لم يفكر فى المخاطر واعتبر أن الموت لن يلاحقه فقط اثناء الهجرة وإنما يلاحقه أيضا فى بلده. وأكد السعدني، أنه كان يخشى فى البداية من أعمال النصب من بعض السماسرة غير الموثوق فيهم حيث سيدفع كل ما يملك هو وأسرته من أجل تحقيق حلم السفر، مشيرًا إلى أنه قام بدفع مبلغ له قيمته 30 ألف جنيه. وقال "هذا أقل شيء يمكن دفعه أثناء الوقت الذي سافرت فيه ولكن القيمة تضاعفت حاليا مع تشديد الاجراءات لتصل إلى 50 ألف جنيه فى بعض الأحيان"، لافتا إلى أنه حصل على المبلغ الذى دفعه للسمسار بصعوبة حيث جمعه من خلال أقاربه وأصدقائه على وعد بأن يتم تسديد المبلغ بعدما يصل إلى إيطاليا. وأردف، أن الكثيرون لا يرفضون منح أموال لمن يريد السفر لأنهم دائما على يقين أنه بمجرد وصوله الى أوروبا سيسدد المبلغ فى أقل من شهر، مشيرًا إلى أنه بعد ذلك تم ابلاغه بموعد السفر، وبالفعل انتقل الى ميناء دمياط واستقل مركب صيد، وطلب قائد المركب من الجميع القفز فى المياه بالقرب من الشاطئ المؤدى إلى ايطاليا وبالفعل قفز الجميع وتم مساعدة من لا يستطيعون السباحة وبالرغم من ذلك فُقِد ثلاثة شباب وتم إبلاغ أسرتهم بذلك. واستطرد، "الأمر حياة أو موت، وحسب حظ كل واحد يا صابت يا خابت"، مضيفا أنه بعد الوصول إلى الشاطئ فوجئ الجميع بأنهم فى منطقة جبلية تشتت الجميع بحثا عن طريق يؤدى بهم إلى داخل إيطالياولكن تم القبض على الجميع وإيداعهم بالصليب الأحمر، موضحا أن المعاملة فى الصليب الاحمر كانت جيدة للغاية ويتم منح الجميع الطعام والشراب وكل ما يطلبونه، مشيرًا إلى أنهم أبلغوا الشرطة بأنهم لاجئين من فلسطين وبالفعل تم عمل أوراق والسماح بالبقاء في البلد. وأضاف، "في أحيان كثيرة كان الطعام والشراب الذي تحمله المركب لا يكفي، وهناك من يموت من الجوع والعطش، ويتم إبلاغ اسرته وترحيل الجثة إلى مصر، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان يكون هناك تخوفات من شرطة حرس السواحل لأنهم يطلقون النيران على المركب حين تتجه للمياة الإقليمية الخاصة بالبلد التي تعمل بها، وكثيرا ما يتم القبض على الشباب الذين يسافرون بطريقة غير شرعية وترحيلهم إلى بلدهم، وبالتالى يفقدون فرصة السفر وأموالهم التى قدموها للسماسرة ولا يحصلون عليها بعد ذلك، خاصة أنه لا يوجد شيء يثبت أن هناك أموال لدى هؤلاء الأشخاص. ويكمل، الذي يتساءل ما الذي يجعلنا نضحي بحياتنا ونعرضأنفسنا للمخاطر، هناك إجابات عديدة جميعها مليئة بالمرارة فكل شاب من حقه أن يكون لديه مستقبل أقل ما فيه أن يحقق حياة كريمه له ولأسرته ويقوم بتجهيز منزل ليتزوج به. وأشار إلى أن أغلب من يحاولون السفر بطريق غير شرعي قاموا فى البداية بالبحث عن عمل يجلب لهم الرزق المناسب فى مصر ويحقق لهم طموحاتهم ولكنهم لم يجدوا ذلك فبحثوا عن السفر ولأن الحصول على تأشيره للعمل بالخارج صعب فلم يجد هؤلاء الشباب سوى السفر بطريقة غير شرعية مع العلم أن لديهم الخلفية الكاملة عن المخاطر التى سيتعرضون اليها ومع ذلك يحوضون التجربة. وأوضح أن هناك من صنع مستقبله من السفر بالخارج وضمن حياة كريمة له ولأسرته قد تكون الغربة مؤلمة وصعبة ويجد الإنسان نفسه تائها فيها ليس له مأوى أو عائلة أو أصدقاء ولكنه دائما يضع أمامه المستقبل وأن العمل فريضة وأنه يجب على كل إنسان أن يبحث عن رزقه فى المكان المناسب والبعض يقارن بين الموت أثناء محاولة السفر للعمل بالخارج وبين الحياة البائسة التى كان يعيشها دون عمل أو أي مصدر رزق. "التحرير" التقت أيضا أحد الشباب ويدعي "محمد كمال" اسم مستعار، 33 عامًا، الذى سرد تفاصيل حكاية هجرته إلى الخارج بطريقة غير شرعية، حيث بدأ حديثة، قائلا "حلم السفر كان يراودني منذ الصغر فكنت أرى فيه أقصى طموحاتي وأمنياتي"، متابعا أنه بمجرد تخرجه من الجامعه قرر البحث عن طريق للسفر إلى الخارج بأى وسيلة. وأكد كمال أن السفر بالطرق الشرعية للحصول على تأشيرة حينها كان أمر صعب للغاية، فلم يجد سوى البحث عن طريقة غير مشروعة، والتى ينتهجها أغلب الشباب بحثا عن فرصة عمل بالخارج، لتكوين مستقبلهم. وأضاف أنه بالفعل وجد أحد سماسرة الهجرة من المشهورين بمحيط محافظته وتوجه له، ليسأله عن تفاصيل الهجرة، فطلب منه جزءًا من المبلغ فقام بدفع 10 آلاف جنيه ومضى على شيك على بياض بالمبلغ الباقي وهو 30 ألف جنيه، مستطردا، "بعد ما يقرب من شهر بدأ السمسار في إبلاغه بموعد السفر من ميناء الإسكندرية ولكن الموعد كان يتغير فى كل مرة حيث يستعد الشباب للسفر، ولكنهم يتفاجئون بأنه تم تغيير الموعد مع العلم بأن السمسار، يطلب منهم أن يكون السفر فى سرية تامة لدرجة ان البعض يسافر دون أن يكون لدى أهله علم بموعد السفر، وبالرغم من صعوبة الموقف على الأسرة، إلا أن الشباب يستجيبون لتعليمات السمسار حتى لاتضيع عليهم فرصة السفر". ويكمل، أنه قام بالتوجه ليلا إلى ميناء الإسكندرية حسب الاتفاق، للالتحاق بمركب صيد لتحمل المسافرين إلى الدولة المتفق عليها، ولكن المركب أحيانا تكون صغيرة ولا تتحمل الأعداد المسافرة، مما يعرضها أحيانا للغرق، أو يضطر قائد المركب للتخلص من بعض الأعداد الزائدة بأن يطلب منهم القفز للمياة والوصول لأقرب شاطئ وهو ما ينشب معه العديد من الخلافات بسبب أولوية الركوب، وأحيانا يضطر الجميع للسباحة حتى أقرب شاطئ، لأن المركب أحيانا ما تتعرض للغرق بسبب وجود نوه، لاسيما في فترات الشتاء لأن أحوال البحر تكون متقلبة ولا يتم مراعاة الأحوال الجوية بشكل كبير من جانب السماسرة وكل هدفهم البحث عن الأموال. وأضاف، أنه تعرض للموت أثناء سفره في مركب الصيد متجها إلى إيطاليا، حيث نفذ الأكل والطعام والشراب من المركب وعندما اقتربت المركب من الدولة والشاطئ المؤدي لها، وطلب قائد المركب أن يقفز جميع من فيها ويستكملون طريقهم بالسباحة إلى الشاطئ وبعدها يستقبلهم أحد السماسرة. كما طلب منهم إلقاء كافة المتعلقات الشخصية حتى لايتم التعرف على هويتهم اذا ما تم القبض عليهم، مشيرا إلى أنه أنهك حتى وصل للشاطئ خاصة أنه لم يأكل خلال يومين، ثم التقى بالشخص الذى ينتظرهم والذى بدوره قام بحجز الشباب، الذين تمكنوا من الوصول إلى الشاطئ فى مكان ما ومنع خروجهم او تسليمهم لأقاربهم فى نفس الدولة حتى يتم تسديد باقى المبلغ، حسب قوله. ولفت إلى أنهم قاموا بإعطاء السمسار أرقام أسرهم، وأخبرهم بأنه لن يترك أبنائهم إلا بعد تسديد باقي المبلغ وهناك من خرج بعد يوم وآخرون خرجوا بعد 10 أيام حتى يستطيع أهلهم تسديد المبلغ، وخلال هذه الأيام يتم تقديم القليل من الطعام. أشار أنه بعد الوصول إلى اليونان تمكن من الحصول على عمل والاستقرار إلى حد ما، مشيرًا إلى أنه قد يتفاجئ البعض بإلقاء القبض عليه من قبل السلطات اليونانية للتعرف على هويته، وهنا يضطر البعض لإخبار الحكومة بأنه لاجئ وهم يستقبلون اللاجئين بشكل جيد، وإعطائهم أوراق للتحرك داخل الدولة، ويتم ذلك من خلال محامي، متابعًا "أحيانا يتم ترحيل البعض ممن يتم التأكد من هويتهم الحقيقية. "حلم السفر كان يرادوني بإستمرار أثناء دراستي وحاولت بالسفر مرتين فشلت ونجحت فى المرة الثالثة".. هكذا يقول سعد يوسف، اسم مستعار، أحد الشباب المهاجرين إلى اليونان، موضحًا أنه ظل لفترة طويلة يحلم بالسفر إلى أوروبا والاستقرار والعمل فى إحدى البلدان، لافتًا إلى أنه اتخذ قرار السفر منذ أن كان عمره حينها 26 عاما، مضيفا أنه حاول 3 مرات السفر إلى الخارج وفشل مرتين بسبب ظروف السفر والاقامة، ونجحت فى المرة الثالثة بعد معاناة طويلة. ويكمل، بمجرد أن اتخذت قرار السفر إلى الخارج وكان ذلك فى أواخر عام 2005، اقترحت الأمر على أسرتي، فوافق والدى وقرر مساعدتي فى أيه نفقات مالية، فقمت على الفور بالاتفاق مع أحد الوسطاء فى بلدتي، ودفعت له المقابل المادي الذى طلبه حينها وكان يقدر ب20 ألف جنية، مشيرًا إلى أن الوسيط حصل على المال المتفق عليه، وبدأت الرحلة بمقابلتي بعدد من الشباب المهاجرين ويبلغ عددهم 8 أشخاص من محافظات مختلفة. بدأت الرحلة حينما اتجهنا إلى ليبيا، قائلا "لم نكن نشعر بالخوف حينها وكان نتحدث مع بعضنا البعض طوال الرحلة التى استمرت على مدار 3 أيام فى الطريق"، متابعا: وصلنا إلى ليبيا، وتفابلنا مع أحد المصريين، الذى وفر لنا فرصة الاقامة داخل مساكن فى طرابلس وجلسنا بها فترة معينة، حتى يتم تأمين انتقالنا إلى المرحلة الأخرى وضمانا لعدم مراقبتنا من أى جهة من الجهات. ويكمل، توجهنا بعد ذلك من طرابلس حتى زوارة، والتى تعد بمثابة انطلاق العشرات من المهاجرين، بطريقة غير شرعية، وأقمنا فيها لمدة يومين فقط، وكان المكان ملئ بالأفارقة من كل الجنسيات بالإضافة إلى بعض الجنسيات العربية، ولكن أغلب المتواجدين كانوا من المصريين. وأضاف أنه بعد مرور يومين تحديدا اتجهنا بسيارات ناحية الصحراء، مشيرا إلى أن الدليل الذى كان يرشدنا كان يضع ضوابط صارمة على الكلام وكانت الأماكن سيئة للغاية التى مكثنا فيها وتعاملنا فى بعض الأوقات بصورة سيئة للغاية خلال الرحلة، منوها أننا ظللنا فى السير لمدة تقارب 3ساعات متواصلة، متابعا: وصلنا إلى مركب "ذوديق" فى البحر، حتى نستقلها ونصل إلى المركب الكبير، وبعد مرور الوقت شعرنا جميعا بدوار البحر، فإمتنعت عن الطعام والشراب أنا وغيرى بسبب هذا الدوار، كما أن "شكمان" المركب اشتعل حريقا قبل وصولنا إلى المكان المحدد بدقائق، فشعرت بالخطر للغاية حينها، وسرعان ما استطعنا الوصول إلى المكان المراد. ويضيف، بدأت حياتى من هنا فى اليونان، وقمت بالعمل فى أحد المطاعم وذهبت للعمل فى المعمار، مشيرا إلى أنه الازمة الكبرى لديه كانت تتمثل فى تعلم اللغة الايطالية، فدخلت مدرسة هناك لتعلم اللغة، ولم تكن تشترط أوراق جنسية، بل كانت لتعليم المهاجرين غير الشرعيين وكانت تتطلب فقط اثبات جنسية فى القنصلية المصرية، وبدأت من حينها فى العمل حتى حصلت على الاقامة فى 2011 بعد 6 سنوات من السفر، وأصبح راتبي الشهرى يصل إلى ألف ونصف يورو شهريا ويختم كلامه قائلا "لم أهاجر إلى اليونان من أجل المال، لاننى ميسر الحال، ولكننى غادرت بسبب حلم السفر، ليس فقط بسبب حلم السفر فقط أو الرغبة فى جني المال لدى البعض الذى قام ببيع كل ما يملك من اجل السفر حتى وصلت إلى بيع المواشى" ويشير، مغامرة السفر إلى الخارج كانت تستحق حجم المعاناه، ولكن درجات الخطر في هذه الرحلات تكاد تكون نسبتها أكثر من 70%، لأن هناك أكثر من مرحلة يتم المرور إليها حتى الوصول إلى الدولة المرادة، بدءا من الانتقال من مكان إلى آخر بعيدا عن الأجهزة الأمنية أو ضمان السماسرة الذين تلتقيهم طوال الرحلة، وصولا إلى الاجراءات الرقابية التى تقوم بها الدولة المراد السفر إليها، وجميعها محاولات قد تعرض حياة أى شخص للخطر-بحسب قوله