في محاولة منه لإبداء استيائه من الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين, قام مواطن أردني برسم العلم الإسرائيلي أمام مدخل محله, حتى يدوس الزبائن عليه. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن صاحب محل تجاري في الأردن أراد التعبير عن تنديده بالممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، من خلال رسم العلم الإسرائيلي أمام مدخل محله، حتى يقوم كل زبون بالدوس عليه. وتابعت " رغم أن التعرض للعلم الإسرائيلي يبدو سلوكا متبعا بالأردن خلال المظاهرات الشعبية المتضامنة مع الفلسطينيين، فقد قامت السلطات الأردنية بمحو رسم العلم الإسرائيلي على الأرض, باعتبار إسرائيل دولة صديقة للأردن". وأضافت الصحيفة "صاحب المحل عبد الفتاح جعرون (ستون عاما) من مدينة أربد قال إن أفرادا من جهاز المخابرات العامة جاءوا لمحله ومحوا صورة العلم وتم استدعاؤه للتحقيق الأمني، وأن مساعد المحافظ أخذ منه تعهدا بعدم تكرار ما قام به تحت طائلة غرامة مالية قدرها ثلاثة آلاف دينار، لأن لللأردن اتفاق سلام مع إسرائيل وتصوير علم الأخيرة بهذه الطريقة فيه إهانة لدولة تعتبر صديقة". وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن مراسلها بالأردن قال إن المواطن الأردني أصر على العودة لما فعل في محله الخاص، لأنه "يعبر عن رفض الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني", ولا يحق لأحد التحكم فيما يقوم به، حتى لو خسر كل ماله، مشيرا إلى أن أصحاب محلات آخرين تضامنوا معه، ورسموا العلم الإسرائيلي أمام مداخل محلاتهم حتى يدوس الزبائن عليه. واستشهد فلسطيني في 31 ديسمبر, بعد أن احتجزه جنود الاحتلال وهو مصاب ومنعوا الإسعاف الفلسطيني من إنقاذه عند حاجز حوارة جنوبي نابلس. وحسب "الجزيرة", ادعت قوات الاحتلال أن الجنود أطلقوا النار عليه بعد الاشتباه في أنه حاول دهسهم، وأن أحد الجنود قد أصيب بجراح. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في تصريح مكتوب إن "محاولة عملية دهس جرت قرب حاجز حوارة، شمالي الضفة الغربية، وأطلقت قوات الجيش النار على المهاجم الذي قتل". وأشار جيش الاحتلال إلى أن جنديا واحدا أصيب بالحادث، ووصف جروحه بالطفيفة. وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية قالت أيضا إن منفذي الهجمات الفلسطينية, الذين يهاجمون الجنود والمستوطنين الإسرائيليين, يحظون بروح عالية للغاية, كما يتلقون الدعم في الشارع الفلسطيني, الذي يسارع للتضامن معهم. ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 29 ديسمبر عن المستشرق الإسرائيلي البروفيسور آيال زيسر, قوله :"إنه في الوقت الذي تتواصل فيه الهجمات الفلسطينية من دون توقف ضد الإسرائيليين, ينشغل الخبراء الإسرائيليون في التسمية المناسبة لهذه الأحداث، فهل هي انتفاضة أم هبة شعبية محدودة؟". وتابع " هناك أيضا من يطرحون تساؤلات بشأن السقف الزمني الذي قد تستغرقه هذه الموجة من العمليات الفلسطينية من الطعن بالسكاكين، ومحاولات الدهس، بين من يقول إنها ستأخذ عدة أشهر، وآخرون يرون أنها ستزيد على ذلك". واستطرد " في الشارع الفلسطيني, هناك من يبدو مستعدا للاستيقاظ صباحا، واستغلال فرصة لتنفيذ عملية طعن أو دهس, وهو ما زاد من حالة الذعر بين الإسرائيليين". وكان موقع "والا" الإخباري العبري, قال إن إسرائيل عاجزة فعلا عن التعامل مع موجة الهجمات الفلسطينية, التي تستهدفها, منذ أكتوبر الماضي. وأضاف الموقع في تقرير له في 29 ديسمبر أن مرور مائة يوم على اندلاع الموجة الحالية من الهبة الفلسطينية ومقتل 24 إسرائيليا, أعطى انطباعا بأن ما سماها هجمات "انتفاضة السكاكين", لا يبدو أنها في طريقها للتراجع، بل إن الشعور السائد بين الإسرائيليين أن هذه الهجمات قد تتعاظم. وأشار إلى "أن هناك أيضا حالة من الذعر بين الإسرائيليين من احتمال تطور هذه الهجمات باتجاه أكثر ألما وقسوة، بما فيها اللجوء إلى استخدام إطلاق النار، وربما العودة للعمليات الانتحارية, التي كانت سائدة في الانتفاضة الثانية". وكانت صحيفة "معاريف" العبرية كشفت أن أحدث إحصائية حول الخسائر الإسرائيلية في الهجمات الفلسطينية المتواصلة منذ أكتوبر الماضي, أظهرت أن 25 إسرائيليا، قتلوا وأصيب 280 آخرون، في 120 عملية طعن، و46 عملية إطلاق نار، و75 عملية إلقاء زجاجات حارقة، وثلاثين عملية دهس. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 28 ديسمبر أن هناك ثمانية إسرائيليين قتلوا وأصيب ستون آخرون في مدينة القدس وحدها خلال هذه الموجة من الهجمات الفلسطينية. وتابعت أن الأمر الأخطر أن ثمانية آلاف إسرائيلي, بينهم 1500 في القدس وحدها, أصيبوا بالصدمة النفسية والخوف الشديد, وذلك على خلفية هجمات الفلسطينيين, خلال الأشهر الثلاثة الماضية. واستطردت الصحيفة " بجانب كل قتيل أو مصاب إسرائيلي في أي عملية فلسطينية, يوجد أيضا 27 مصابا بالصدمة النفسية على الأقل, جراء هذه العملية, حسب إحصائية نشرتها الرابطة الإسرائيلية لعلاج الصدمات النفسية". وكان موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي قال إن هناك ثلاثة أسباب ترجح عودة ما سماها العمليات الانتحارية, على غرار ما حدث بالانتفاضة الثانية بين العامين 2001 و2005. وأضاف الموقع في تقرير له في 26 ديسمبر أن هذه الأسباب الثلاثة, هي: زيادة حالة اليأس والإحباط في صفوف الفلسطينيين بالضفة الغربية, وارتفاع مستوى الدافعية لحركة حماس لتنفيذها، وعدم وجود تهديد حقيقي من قبل إسرائيل ضد قادة حماس في غزة. وتابع " إلقاء القبض على أفراد خلية مسلحة تابعة لحماس في بلدة أبو ديس بمدينة القدس مؤخرا لن يمنع الحركة من إعادة المحاولة مجددا لتنفيذ عمليات انتحارية على غرار الانتفاضة الثانية". واستطرد الموقع " الهجمات الفلسطينية الحالية تبقى تحت السيطرة بصورة أو بأخرى، من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع استمرار التنسيق الأمني بينهما, إلا أن إسرائيل تخشى بشدة تكرار سيناريو العمليات الانتحارية". وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت أيضا في 24 ديسمبر أن كافة المؤشرات ترجح أن موجة الهجمات الفلسطينية المتواصلة في الضفة الغربيةوالقدس لن تنتهي قريبا, محذرة من احتمال تطورها إلى "انتفاضة مسلحة", بعد الكشف عن خلية مسلحة تابعة لحركة حماس في القدسالشرقية. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها أن الهجمات الفلسطينية تبدو بعيدة عن نهايتها، في ضوء أنه كل يومين تتم عملية طعن أو دهس, أو محاولة لتنفيذهما, في الضفة الغربية، بينما تحصل عملية واحدة أسبوعيا على الأقل داخل إسرائيل. وتابعت "جزء أساسي من هذه الهجمات تم تنفيذها من قبل فلسطينيين يعملون وحدهم، كمبادرة مستقلة. واستطردت " لكن كشف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن خلية مسلحة تابعة لحماس في القدسالشرقية تضم 25 شخصا, يرجح احتمال عودة الحركة إلى عمليات الانتفاضة الثانية"، في إشارة إلى "العمليات الاستشهادية". وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية زعمت أن أغلب أفراد هذه الخلية المسلحة من طلبة جامعة أبو ديس بالقدس، وتم تدريبهم على كيفية صناعة المتفجرات، وتجهيز الأحزمة الناسفة، حيث وضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يدها على معمل لصناعة المتفجرات في إحدى الشقق بالقدس. وكان استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أظهر تأييد أغلبية الفلسطينيين العودة إلى الانتفاضة المسلحة في ظل غياب أي أفق للعملية السياسية. وبحسب الاستطلاع، الذي نشرته "الجزيرة" في 23 ديسمبر, فإن أغلبية وصلت إلى 67% من بين الفلسطينيين تؤيد استخدام السكين في المواجهات الراهنة مع إسرائيل على الرغم من أن نحو ثلاثة أرباع الجمهور يعارضون مشاركة الفتيات الصغيرات من تلميذات المدارس في عمليات الطعن. ويرجع مراقبون ازدياد نسبة التأييد للانتفاضة المسلحة إلى عوامل ترتبط بالجانب الإسرائيلي، وأخرى داخلية ترتبط بالجانب الفلسطيني. فالاعتقاد العام لدى الفلسطينيين هو أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز احتلالها للضفة الغربية ولم تعد معنية بحل الدولتين، إذ أظهر الاستطلاع أن 90% من الجمهور الفلسطيني يعتقدون أن إسرائيل غير ملتزمة باتفاق أوسلو، وأيد نحو 68% منهم التخلي عنه. لكن الاستطلاع أظهر -في المقابل- أن نسبة مماثلة بين الجمهور تصل إلى 67% تقريبا تعتقد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير جاد في التخلي عن الاتفاق. وقال مدير المركز خليل الشقاقي إن "هذا التزايد في نسبة التأييد للانتفاضة المسلحة لم يتجل إلا في حالات نادرة منذ أكثر من عشر سنوات، كان أبرزها خلال العام الماضي حين شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة". وأضاف في حديث ل "الجزيرة" أن الفلسطينيين أعطوا بعد انتخاب الرئيس عباس فرصا لتقدم العملية السياسية، لكن ذاك التأييد بدأ يتراجع منذ عام 2011. وأوضح الشقاقي أن "هناك حالة من الاغتراب يشعر بها الشباب الفلسطينيون والجمهور الفلسطيني ككل عن النظام السياسي الفلسطيني"، مشيرا إلى أن الإحساس العام هو أن النظام السياسي الفلسطيني فقد مشروعيته، وأن هناك حاجة لتجديد الدماء وإجراء انتخابات جديدة. وقد أظهر الاستطلاع تراجع ثقة الجمهور بالرئيس عباس، وطالبه نحو الثلثين بالاستقالة، كما عكس الاستطلاع أزمة ثقة عموما تجاه الفصائل الفلسطينية التي أظهرت نتائج الاستطلاع تراجعا لتأييدها. وأظهر الاستطلاع أنه لو جرت انتخابات برلمانية جديدة بمشاركة كافة القوى السياسية فستحصل قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس على 33%، وتحصل حركة فتح على نسبة مماثلة، في حين بلغت النسبة قبل ثلاثة أشهر 35% لكل منهما. ويعلق الشقاقي بأن الاستطلاع أظهر أن هناك تراجعا في شعبية حركتي حماس وفتح، وهو ما تعزز بفعل العجز عن إنهاء حالة الانقسام التي يعيشها الفلسطينيون. ومن جانبها, بثت القناة الإسرائيلية العاشرة في 23 ديسمبر تسجيلا مصورا لأحد أعراس المستوطنين يظهر تحول العرس إلى مهرجان احتفالي بقتل الفلسطينيين، خاصة حرق عائلة دوابشة. ويظهر التسجيل عشرات المستوطنين المتطرفين في قاعة للأفراح في القدس يرقصون في حفل زفاف وهم يحملون البنادق والمسدسات والسكاكين والزجاجات الحارقة. ويظهر التسجيل المصور أحد المستوطنين وهو يغرز سكينا في صورة يحملها للطفل علي دوابشة الذي استشهد حرقا مع والديه في عملية إرهابية نفذها المستوطنون في يوليو الماضي. وقالت القناة العاشرة إن حفل الزواج لمستوطنين معروفين في وسط اليمين الإسرائيلي المتطرف، وإن العشرات من المحتفلين هم أصدقاء المعتقلين الثلاثة المشتبه فيهم بحرق عائلة دوابشة. وكان مستوطنون قد حرقوا نهاية يوليو الماضي عائلة دوابشة من بلدة دوما جنوب نابلس، مما أدى إلى مقتل الرضيع علي دوابشة على الفور، ووالديه في وقت لاحق. ولم تقدم سلطات الاحتلال أي لائحة اتهام بحق مستوطنين في جريمة الحرق على الرغم من الإعلان أكثر من مرة عن تقدم في التحقيق على هذا الصعيد. وبحسب القناة، فقد كان حفل الزفاف قبل ثلاثة أسابيع في قاعة بالقدس، وقد صادر جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك "شريط الفيديو", وفتح تحقيقا في الحادث, على حد زعمها.