خلال زيارته إلى أفريقيا الوسطى، قال بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني، اليوم الأحد، إنّ طريق خلاص هذا البلد يكمن في احترام شعاره الجمهوري "الوحدة والكرامة والعمل". وأضاف البابا، في خطاب ألقاه بقصر النهضة (القصر الرئاسي) في العاصمة بانغي، بحضور القوى السياسية في البلاد، إنّ "شعار جمهورية أفريقيا الوسطى، الوحدة والكرامة والعمل، يعبّر عن اهتمامات وتطلّعات كلّ المواطنين، وبالتالي، فهو يشكّل بوصلة ثابتة بالنسبة للسلطات التي تقود هذا البلد". وأعرب البابا عن قناعته بأنّ حلول المشاكل التي تواجهها أفريقيا الوسطى تكمن في احترام شعارها الجمهوري، لافتا إلى أنه "يكفي إعادة الاعتبار إلى هذا الشعار من أجل الحصول على مفاتيح التسامح والغفران والسلام". وشدّد بابا الفاتيكان، في ختام خطابه، على أنّ "الوحدة هي القيمة الأساسية لانسجام الشعب"، مضيفا: "لقد جئتكم رسولا للسلام". من جانبها، دعت الرئيسة الانتقالية لأفريقيا الوسطى، كاترين سامبا بانزا، في كلمتها الترحيبية بالبابا فرانسيس، مواطنيها إلى "طلب الغفران"، متّخذة من نفسها مثالا على ذلك، حيث طلبت الصفح باسم جميع القادة المتعاقبين على هذا البلد، على حدّ قولها. ووصل بابا الفاتيكان "فرانسيس الثاني"، صبيحة اليوم، إلى بانغي (عاصمة أفريقيا الوسطى)، في أوّل زيارة له للبلاد، في إطار جولته الأفريقية. ويقوم بابا الفاتيكان، بجولته الأولى في أفريقيا، منذ توليه منصبه، في 13 مارس عام 2013، استهلّها، الأربعاء، بزيارة إلى كينيا، قبل أن يتوّجه، أمس الأول الجمعة، إلى أوغندا. وأفاد مراسل الأناضول، أنّ حشودا كانت في استقبال البابا في مطار "بانغي مبوكو"، في مقدّمتها السفير البابوي ومطران المدينة، إضافة إلى الزعماء الدينيين البروتستانت والمسلمين، علاوة على الرئيسة الإنتقالية للبلاد، "كاترين سامبا بانزا" وأعضاء حكومتها، ممّن كانوا في الصفّ الثاني للحشود. وبحسب المصدر نفسه، فقد توجّه البابا، إثر وصوله، إلى "قصر النهضة" (القصر الرئاسي في بانغي)، حيث التقى الرئيسة الإنتقالية، قبل أن يقوم، منتصف اليوم، بزيارة إلى مخيّم للاجئين ذي الأغلبية المسيحية، حيث كرّر دعوته، على مسامع بضعة آلاف من الحاضرين، إلى الوحدة والتسامح. وبعد ظهر اليوم، توجّه البابا إلى "كلية اللاهوت البروتستانتي"، ومن المنتظر أن يحيي، في وقت لاحق، قداسا عاما في كاتدرائية مدينة بانغي. ومن المتوقّع أيضا أن يخصّص صبيحة يوم غد الاثنين للأقلية المسلمة في العاصمة بانغي، والمحاصرة في حي "الكيلومتر 5"، أكبر تجمّع للمسلمين بالمدينة، خوفا من أحداث العنف الطائفي التي تستهدفهم، وإقامة قداس عام ثان في ستاد بانغي الذي يتّسع ل 20 ألف شخص، بحسب مراسل الأناضول. وتأتي زيارة البابا فرانسيس إلى افريقيا الوسطى في سياق يتّسم بتجدّد العنف الطائفي في البلاد، على خلفية مقتل شاب مسلم يوم عيد الأضحى الماضي، ما نجم عنه اندلاع حوادث انتقام بين المسلمين والمسيحيين. ولتأمين زيارة البابا فرانسيس الثاني، كثّفت سلطات افريقيا الوسطى، من التدابير الأمنية، حيث حشدت الآلاف من جنود البعثة الأممية في البلاد، إضافة إلى قوات الأمن المحلّية، حيث تمركزت الوحدات الأمنية في مختلف شوارع وأزقة مدينة بانغي، وخصوصا في محيط الستاد وحي "الكيلومتر 5".