كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، الأمريكية، في تقرير لها، الأسباب التي دفعت تنظيم «داعش»، إلى مهاجمة فرنسا مساء الجمعة الماضي وليس الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشارات الصحيفة، إلى أن هجمات الجمعة الإرهابية في باريس مفاده أن تنظيم «داعش» مد نطاق مسرح عملياته فيما وراء الشرق الأوسط، لكن ذلك لا يعني أن التنظيم بصدد شن موجة من الهجمات في الولاياتالمتحدة. وأجابت الصحيفة في تقريرها عن سؤال يدور في خُلد الكثيرين وهو، لماذا هاجم تنظيم «داعش» فرنسا وليس أمريكا؟، وقالت إن التحليلات تشير إلى سبيين وراء استهداف فرنسا، الأول هو أن زعماء داعش يعتبرون فرنسا الدولة الأوروبية الأكثر كرها بالنسبة لهم. وقال أبو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم العام الماضي: “إذا استطعت قتل كافر أمريكي أو أوروبي، لاسيما لو كان فرنسيا حاقدا وقذرا، اقتله بأي وسيلة كان". وتابع التقرير:" فرنسا تشارك بحماس في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، والذي يقصف مواقع داعش في سوريا والعراق.. المسؤولون الفرنسيون بين أوائل من أطلقوا اسم "داعش" الذي يمثل إهانة باللغة العربية على التنظيم". السبب الثاني، هو أن التنظيم يمتلك سببا عمليا للتركيز على فرنسا التي تضم أكبر تعداد إسلامي في غرب أوروبا، ما يجعلها أكبر مصدر محتمل لعمليات تجنيد جديدة بالتنظيم. وذكر المسؤولون الأمريكيون أن عشرات قليلة من مواطني الولاياتالمتحدة ذهبوا إلى سوريا للانضمام إلى داعش، مقارنة بزهاء 500 مواطن فرنسي. وعندما حاورت خبراء إرهاب فرنسيين الصيف الماضي، أخبروني أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يحاول عن عمد إثارة قمع مناهض للمسلمين في فرنسا، كجزء من إستراتيجية تجنيد. وقال خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد "بوليتيكال ساينسيس" جان بيير فيليو: “ما يريدونه هو الانتقام، إنهم يريدوننا، في باريسوفرنسا، أن نقتل المسلمين، ويرغبون في حرب أهلية". لكن ذلك لا يعني أن الولاياتالمتحدة محصنة ضد الخطر، بل فقط يمكن القول إنها بعيدة عنه. هجمت باريس تؤكد أن تهديدات داعش باستخدام العنف ضد الغرب ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد، لكن الخطر المدقع يقع في فرنسا والدول الأوروبية، وليس هنا في الولاياتالمتحدة.