رأت صحيفة "الفاينشال تايمز" البريطانية إن الإسلاميين أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم أقوى التيارات في العالم العربي والإسلامي، فرغم سنوات القمع الطويلة التي تعرضوا لها من مختلف الأنظمة بمساعدة غربية، إلا أنهم ظلوا أقوياء ومترابطين ومتماسكين، وصعدوا بسهولة إلى سدة الحكم في دول الربيع العربي التي أزال قطار الثورات حكامها الديكتاتوريين، ووجد الغرب نفسه أمام معضلة، وهي أن أعداء الأمس أصبحوا حكام اليوم، ولابد عليه أن يتعامل معهم. وقالت الصحيفة إن الإسلاميين في مصر ساهموا بشكل كبير في ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك فقد كان يلاحظ تواجدهم في الميدان بصفة مستمرة ، فالنساء يرتدين الحجاب، والشباب يتولوا مسئولية نقاط التفتيش، وفي غضون تسعة أشهر أخذت الجماعة وضعها كقوة سياسية في مصر أقوى بعد عقود من القمع، وفي أول انتخابات برلمانية فاز حزب "الحرية والعدالة" التابع للجماعة ب40% من الأصوات في الجولة الأولى، وأكثر من ذلك قليلا في الجولة الثانية. ونقلت الصحيفة عن جون الترمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قوله:" هذه هي الثورة الحقيقية المصرية.. في فبراير أزال الجيش حسني مبارك.. وهذه هي الثورة التي سوف تعيد توجيه السلطة في مصر". وأوضحت إنه لعقود من الزمان سعى حكام المنطقة لتخويف الغرب برفع فزاعة شبح استيلاء الإسلاميين على السلطة باعتباره البديل الوحيد لهم، واعتبر أي احتمال من الولاياتالمتحدة أو غيرها من الحلفاء الغربيين لإجراء حوار مع الإسلاميين "إهانة". من جانبها ، لعبت الحكومات الغربية دورا كبيرا في قمع الإسلاميين المعتدلين بسبب خوفها على مصالحها، وخاصة فيما يتعلق بمنع السياسات العدوانية المفرطة تجاه إسرائيل.