حالة من الترقب والقلق تخيم على العاملين بقطاع السياحة، وذلك بعد حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء، وتداعياتها والتى آلت إلى طلب بعض الدول الأوروبية من رعاياها ضرورة مغادرة مصر، والتحذيرات من السفر لها فى الوقت الحالى. وفى هذا السياق أبدى مجموعة من العاملين داخل الفنادق, تخوفاتهم، حيث قال أشرف سعيد، مهندس زراعي بأحد الفنادق السياحية بشرم الشيخ، فى تصريحات لموقع أخبار مصرية التابع لوكالة رويترز، إن الجميع هنا في حالة من الخوف والقلق على وظائفهم، نخشى أن نعود للركود الذي شهدته المدينة عقب ثورة 25 يناير". يعمل سعيد كمهندس زراعي في فندق بشرم الشيخ ، ويقول "في أيام الأزمات الكبرى التي مرت بها السياحة في المدينة، كان حظي جيدا حيث كان الفندق يعطينا 15 يوما إجازة مقابل 15 يوما عمل، وهو أمر جيد بالنسبة للكثيرين ممن فقدوا وظائفهم خلال السنوات الأخيرة". نفس الأمر تكرر مع باسم حمدي، رئيس وردية بقسم الاستقبال بأحد الفنادق الخاصة بمدينة الغردقة، والذي يقول "الوضع غير مفهوم حتى الآن، والجميع يخاف من فقدان الوظيفة". يعمل حمدي في مجال السياحة منذ 3 سنوات ويقول لأصوات مصرية إن "بعض الفنادق استغنت بعد الحادث عن عاملين لم يكملوا نحو 3 أشهر معهم، وهو أمر سيئ". يضيف حمدي "نعمل حاليا باليوم، في كل صباح نتصل بشركات السياحة للتأكد من إلغاء حجوزات التي كانت مقررة سابقا، ولا نعلم هل سنستمر على هذا الحال خلال الأيام القادمة أم لا". يصف حمدي العام الحالي بالأنجح للسياحة منذ 3 سنوات، "لو لم يحدث ما حدث لتخطينا ما عانته السياحة خلال الأعوام الماضية". بينما يتوقع الأمين العام للنقابة المستقلة للعاملين بالسياحة، حمدي عز، "تسريح للعمالة كرد فعل طبيعي يحدث مع كل أزمة سياحية في مصر، مثلما حدث منذ حادث الأقصر عام 1998، مرورا بكل الحوادث التي أثرت على السياحة". ويضيف عز أن القطاع السياحي "رأسمالي"، يتحكم فيه رجال الأعمال وهو أمر يجعل مصلحة صاحب العمل أهم من العامل. ويقدر عز عدد العاملين في القطاع بنحو 3 مليون عامل في حال كان النشاط مستقر، إلا أن هذا العدد انخفض كثيرا خلال الأعوام الماضية. وقدر هشام زعزوع، وزير السياحة، في مقابلة سابقة لأصوات مصرية الذين خسروا وظائفهم في القطاع بما بين 10 إلى 15% من العاملين خلال الأربع سنوات الماضية بسبب الأزمة العاصفة التي ضربت السياحة، من أصل نحو 4 ملايين عامل، يعملون بالسياحة، بحسب زعزوع. وتختلف تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بدرجة كبيرة عن تقديرات وزارة السياحة لعدد العاملين في القطاع، حيث يقدر الجهاز عددهم بنحو من 95 ألف عامل، بحسب آخر بيانات متاحة في منتصف 2013. وطبقا لنفس المصدر وصل عدد العاملين إلى 131ألف عامل في 2011، قبل الهزة التي تعرض لها القطاع في أعقاب أحداث ثورة يناير. وسجلت محافظة جنوبسيناء أعلى نسبة للعاملين في قطاع السياحة، ووصل عددهم فيها إلى نحو 37.7 ألف عامل، تبعا لبيانات المركزي للإحصاء في 2013، تليها محافظة القاهرة ثم البحر الأحمر. وأضاف عز "قطاع السياحة كان يعتمد الحالي بشكل كبير على شرم الشيخوالغردقة في السنوات الاخيرة، لكن ما حدث سيؤثر على العاملين هناك". مع انعقاد المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في مارس الماضي، ألزمت الجهات الأمنية، الفنادق والمنتجعات السياحية بإصدار كروت أمنية للعاملين بها، وهذه الكروت لم تصدر إلا للعمالة المؤمن عليها، وأعقب هذا القرار تسريح عدد من العمالة الموسمية والمؤقتة، وفقا لعز. ويرى وسيم محي الدين، الرئيس السابق لغرفة المنشأت الفندقية باتحاد الغرف السياحية، أن حجم الضرر الذي سيقع على قطاع السياحة قد يمتد لمدة عام كامل جراء الحادث. وأضاف لأصوات مصرية "هذا الوقت من العام هو الموعد السنوي لتسويق السياحة مع انعقاد مؤتمر بورصة السياحة العالمية في لندن، وإتمام التعاقدات للموسم السياحي الجديد"، موضحا أن هذا يعني أن القطاع قد يتضرر حتى موعد انعقاد المؤتمر في نوفمبر المقبل. ويقول محي الدين إن "الأمور قد تنصلح في حال تدارك أمر الحادثة والكشف عن أنها ليست عملا إرهابيا، مع انعقاد مؤتمر برلين للسياحة في مارس المقبل". وكانت كل من بريطانيا وروسيا وتركيا قد أعلنت عن وقف رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، كما قررت بريطانيا وروسيا إجلاء رعاياهما منها على خلفية حادث سقوط طائرة روسية في 31 أكتوبر، أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، مع وجود شكوك بتعرض الطائرة للتفجير.