أكد المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، صعوبة وصف العلاقة بين الجماعة الإسلامية وأحد أهم مؤسسيها القدامى الدكتور ناجح إبراهيم، مشيرا إلى أنه خليط عجيب من القبول والرفض.. والرضا والسخط.. والبعد والقرب، متابعا أنه خليط عجيب حقا يستحيل وصفه بكلمات أو عبارات. وقال القيادي بالجماعة الإسلامية المقيم في قطر، إن المعضلة في وصف العلاقة مع الدكتور ناجح إبراهيم لا تتمثل في كونه قياديا ولا مؤسسا ولا منظرا.. فهذه كلها يمكن التغاضي عنها وتناسيها مع إصراره على أن يسير عكس الاتجاه الذي عاش عمره كله يؤسس له ويمضي فيه ويمهده للسائرين ويأخذ بأيديهم إليه. وأشار عبدالماجد الذي قضى 26 عاما في سجون مبارك، إلى أن القضية ببساطة أنه نشأت بينه وبين كثيرين ومنهم كاتب هذه السطور علاقات قلبية أكثر تجذرًا من كل علاقات العمل، كان مبعثها أساسا حسن معاملته للجميع وتواضعه للجميع وحلمه وإحسانه ورفقه.. هذه العلاقات القلبية التي تجذب كلاً من الطرفين للآخر أصبحت تقاومها وتضادها حسابات أخرى ترتكز على المبادئ والقيم التي كان هو نفسه أحد أهم من دشنوها وقرروها!! ولفت عبدالماجد إلى أن هذا الصراع بين المشاعر والمبادئ لم يحسم رغم الابتعاد التنظيمي الكامل الذي حدث منذ أكثر من أربعة أعوام، حيث مضى كل منهما في طريق وحلقا مبتعدين بسرعة كبيرة، قائلا: "شيء مما سبق تستطيع أن تقوله أيضًا عن المهندس كرم زهدي وإن كان بصورة أقل وضوحًا، لأن علاقته كان منشؤها الكاريزما أكثر من الرفق والإحسان والرحمة التي لا أنفيها عنه بالكلية، ولكنها بأي حال لم تك في ذات القوة والحضور عند صاحبه د/ناجح". ووصف أحد أهم منظري الجماعة الإسلامية فراق هذين القياديين المؤسسين للكيان الذين ساهما بقوة في تأسيسه وفي إشارة إلى كل من زهدي وإبراهيم بأنه كان عسيرا على الجميع وعليهما هما أيضًا بكل تأكيد لكن الجميع كان يدرك أنه لا مفر منه وأن لحظته الرهيبة قد حانت. وأضاف: كان فراقا هادئا راقيا كان وداعا فيه من الصمت والجلال الهيبة ما يعجز القلم عن وصفه، مشيرا إلى أنه لكي يصف دقة هذا المشهد وصعوبة فليتخيل أحد من جماعة الإخوان الشيخ حسن البنا رحمه الله لسبب أو لآخر يلملم أوراقه ويودع الإخوان؟! ونبه عبدالماجد لأمرين مهمين، أولهما أن أول انتخابات أجريت لاختيار مجلس شورى الجماعة بعد ثورة يناير احتفظت بمقعد لأحد الرجلين فرفض وظل المقعد شاغرا سنة أو يزيد، فلما عرض على صاحبه رفض هو الآخر أيضًا. "وأما ثانيهما والكلام مازال للقيادي المؤسس بالجماعة الإسلامية، فيتمثل أن محاولات خبيثة عديدة بذلت مع الرجلين من أجل دفعهما للعودة للقيادة عقب انقلاب 3 يوليو وتعرض مجلس الشورى للمطاردة أو الاعتقال واضطرار بعض منهم للخروج من البلاد، ولكنهما كانا أكبر من أن يلتفتا لذلك"، مختتما: "التمسوا للجماعة الإسلامية عذرا".