لم تكن هذه هي المرة الأولي التي تحصل فيها مصر على عضوية غير دائمة بمجلس الأمن، حيث سبقها خمس مرات في أعوام (1946)(1949/1950) ،(1961/1962)،(1984/1985)،( 1996/1997)، تخللها الكثير من المواقف تجاه العديد من الأزمات التى كانت تواجه المنطقة العربية لا سيما حرب الخليج والصراع العربي الإسرائيلي في فلسطين, والذي كان سببا في الإطاحة ب بطرس غالي من منصبة كأمين عام للأمم المتحدة في آخر مشاركة لمصر, حيث كانت دولة فاعلة في مجلس الأمن في جميع مشاركتها عدا دورتين كانت مصر فيها متحدة مع سوريا فيما يعرف بالجمهورية العربية المتحدة . تسعي مصر في دورتها السادسة بمجلس الأمن، إلى التواجد وبقوة على الساحة الدولية من خلال طرح مبادرات تتعلق بمكافحة الإرهاب, ووضع حلول للأزمة السورية, والقضية الفلسطينية. وبدأت مواقف مصر داخل مجلس الأمن، في العام الأول من تأسيسه سنة 1946 وذلك بتبنيها مقترحا لإقناع المجلس بإصدار قرار يلزم القوات البريطانية والفرنسية على الانسحاب من الأراضي السورية واللبنانية, وعلي أثرها ناقش المجلس القضيّة السوريّة واتخذ في فبراير 1946 قراره بوجوب جلاء فرنسا وزوال الانتداب، وسحبت آخر قواتها من سوريا في 17 إبريل 1946. وفي مشاركة مصر الثانية في الفترة من 1949 – 1950 التزمت الصمت تجاه القرارات التى صدرت تجاه مساعدة كوريا الجنوبية عسكريا ضد هجوم كوريا الشمالية, إلا أنه وقفت بقوة مع القضية الفلسطينية . وفي عام 1961 – 1962 امتنعت مصر عن التصويت علي قرار مجلس الأمن بشأن حث إسرائيل على الامتثال لقرار لجنة الهدنة المشتركة بشأن القدس وكذلك قرار إدانة الهجوم الإسرائيلي على منطقة طبريا، وذلك لرفضها -حينها- الاعتراف بدولة إسرائيل. وفي الدورة قبلة الأخيرة لها في مجلس الأمن (1984 – 1985) أيدت مصر قرار مجلس الأمن رقم 549 بشأن تجديد ولاية قوة الأممالمتحدة في المنطقة, لمراقبة فض الاشتباك وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، كما أيدت القرار رقم 551 لمجلس الأمن بشأن استمرار قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في فلسطين . وخلال الدورة الأخيرة لها منذ 18 عام خلال( 1996 – 1997 ), أيدت مصر قرار المجلس رقم 1042 والخاص على المغرب لإعطاء سكان الصحراء الغربية (البوليساريو) حق تقرير المصير وإنهاء النزاع حول المنطقة، وأكد المجلس في قراره الالتزام بالعمل على إجراء استفتاء حر لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية والتلويح بسحب قوات الأممالمتحدة في المنطقة في حالة عدم إحراز تقدم ملموس, كما تصاعدت مطالبات مصر بضرورة التفتيش عن الأسلحة النووية في إسرائيل وهو ما أغضب الولاياتالمتحدة الحليف الأكبر لإسرائيل . ويضم مجلس الأمن 15 عضوًا منهم خمس دول دائمي العضوية هم ( روسيا, الصين، المملكة المتحدة, الولاياتالمتحدة, فرنسا) بجانب 10 أعضاء غير دائمين يتم اختيارهم على أساس المناطق الجغرافية فهناك 5 مقاعد لبلدان أفريقيا وآسيا، ومقعدان لبلدان أميركا اللاتينية، ومقعدان لبلدان شرق أوروبا وبلدان أخرى ويهدف مجلس الأمن في المقام الأول إلى صون السلم والأمن الدوليين، ويتولى زمام المبادرة في تحديد وجود تهديد للسلم أو عمل من أعمال العدوان. ويطلب المجلس من الدول الأطراف في النزاع تسويته بالطرق السلمية، وفي بعض الحالات، يمكن لمجلس الأمن اللجوء إلى فرض جزاء وصولا إلى الإذن باستخدام القوة لصون السلم والأمن الدوليين. ويجوز للدولة العضو في الأممالمتحدة، ولكنها ليست عضوا في مجلس الأمن أن تشارك دون أن يكون لها الحق في التصويت، في مناقشات المجلس إذا رأى أعضاء المجلس أن هناك ما يمس مصالح هذا البلد. ويُدعى كل من الأعضاء وغير الأعضاء في الأممالمتحدة، إذا كانوا أطرافا في إحدى المنازعات التي ينظر فيها المجلس، كي يشاركوا في مناقشات المجلس دون أن يكون لهم الحق في التصويت. ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية, إن مشاركة مصر في مجلس الأمن لم تكن جديدة وإنما سبقها العديد من المشاركات التى واجهت فيها مصر مواقف قوية مساندة للعديد من القضايا العربية . وأضاف في تصريح خاص ل"المصريون" أن هناك مشاركتين تكاد لا تحسب وذلك أثناء حقبة الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا ثم تلتها فترة تعد هي الأفضل في مشاركات مصر في مجلس الأمن, وذلك أثناء تولي الدكتور بطرس غالي سكرتير عام اللأمم المتحدة, حيث قامت مصر بطرح توجهات جديدة أهمها ضبط عملية التسلح وترتيبات الأمن الإقليمي الخاصة بالملف النووي مع إسرائيل ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وتبنت مصر مواقف إيجابية بل وصعدت من موقفها إزاء هذه القضايا . وذكر أن مصر تبنت مواجهة إسرائيل في المحافل الدولية بشأن القضية الفلسطينية, وكان ذلك في آخر مشاركة لها في مجلس الأمن. كما أن موقف مصر في هذه الدورة كان يظهر تحدي واضح للسياسات الأمريكية خاصة في منطقة الخليج، وذلك أثناء الحروب التي نشبت بعد دخول العراق في الكويت ثم الحرب الثانية والثالثة التى شهدت المواجهة في العراق, مما ترتب علية اتخاذ مصر موقف ضد تدمير أسلحة الدمار الشامل, وهو ما عجل بالإطاحة ب بطرس غالي من منصبة بعد رفض الخارجية الأمريكية التعامل مع مصر وقتها وقاموا بتحدي موقف مصر في مطالبتها بالتفتيش على المنشات النووية الإسرائيلية, موضحا أن مصر صعدت أيضا من موقفها المساند لليبيا في مواجهتها مع الدول الغربية في ذلك الوقت. ولفت إلى أن الحالات السابقة تختلف تماما على ما يمكن أن تقدمة مصر في مجلس الأمن والذي من المتوقع أن يكون تواجدها قويا ومؤثرا عبر طرح ثلاثة ملفات أولهم ملف الإرهاب وتحديد منظوم الشبكات الإرهابية وظاهرة عودة المقاتلين الأجانب من المنطقة العربية إلى أوربا, ثانيها حل القضية السورية, ثالثا تجديد وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة تحت الائتمان الدولي .