تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الخميس، على ترشح مصر للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2016-2017، وذلك بعد غياب 20 عاما عن عضوية المجلس، بحضور وزير الخارجية سامح شكري. كان شكري وصل إلى نيويورك يوم الإثنين الماضى؛ لحضور جلسة التصويت. وبدأت وزارة الخارجية في الأشهر الأخيرة تكثيف جهودها للحصول على المقعد، وتبادلت مصر التأييد مع دول عدة، أي أعطت مصر وعود التأييد لدول مرشحة لمقاعد في مجالس أخرى مقابل أن يصوتوا لمصر في انتخابات مجلس الأمن. وحسبما ذكر موقع أصوات مصرية، قال مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي السفير هشام بدر، في تصريح له، إنه يتوقع فوز مصر بالعضوية في المجلس بعد أن حصلت على دعم الدول العربية والأعضاء في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول الإفريقية المختلفة بما فيهم نيجيريا وجنوب إفريقيا. وأوضح بدر أن عدداً من كبرى دول العالم مثل روسيا، وأمريكا، وإسبانيا ودول شرق أوروبا، دعموا تصويت مصر إثر الجولات التي قام بها شكري على مدار العام الجاري بحثا عن التأييد لترشح مصر. والجدير بالذكر أنه لكي تفوز مصر بمقعد غير دائم، فلابد وأن تحصل على غالبية أصوات الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، والبالغ عددهم 193 عضوا. ويتكون مجلس الأمن من خمسة أعضاء دائمين (أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين)، وهي الدول التي لها حق الفيتو (حق إجهاض أي قرار يصوت عليه المجلس)، بالإضافة إلى عشرة أعضاء غير دائمين يمثلون خمس كتل إقليمية داخل المجلس، ومن ضمن العشرة أعضاء تنص اللوائح بأن يتم انتخاب دولة عربية من الكتلة الإفريقية أو الآسيوية وعادة ما يتم ذلك بالتناوب ما بين الكتلتين. وعقدت الخارجية المصرية منتدى لمندوبي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة في نهاية أغسطس الماضي بمدينة العلمين لإطلاعهم على جهود مصر حال فوزها. وأصدرت وزارة الخارجية كتيبا يتم توزيعه على الوزراء والسفراء الأجانب أثناء اجتماعهم مع نظرائهم المصريين يتضمن الجهود والمبادرات المصرية مع المؤسسات والدول المختلفة لحفظ السلم العالمي، بالإضافة إلى تكوين فريق مصري بنيويورك لدعم الترشح المصري لمجلس الأمن. وسبق أن نالت مصر عضوية غير دائمة في مجلس الأمن خمس مرات منذ إنشاء المجلس عام 1946، وفي العام الأول من إنشاء المجلس قدمت مصر مقترحًا لإقناع المجلس بإصدار قرار يلزم القوات البريطانية والفرنسية بالانسحاب من الأراضي السورية واللبنانية، وهو الطلب الذي رفضه المجلس. وفي ثاني دورة لها في عامي 1949-1950، كانت مصر جزءًا من المجلس الذي أصدر القرار رقم 83، والذي نص على مساعدة كوريا الجنوبية عسكريًا ضد هجوم كوريا الشمالية، والذي اتضح فيما بعد أنه مجرد مناورة من الولاياتالمتحدة لإعطاء الشرعية لشن هجوم على الشمال، ووقتها لم تشارك مصر في التصويت على القرار. أما في عامي 1961-1962، فكانت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) عضوة في مجلس الأمن وأيدت قرارات المجلس للحد من الحروب الأهلية ودعم استقلال دول إفريقيا آنذاك، وفي المقابل تنحت الجمهورية العربية المتحدة عن التصويت في كل ما يخص انتهاكات الدولة الإسرائيلية لفلسطين والدول المجاورة وذلك لرفضها الاعتراف بدولة إسرائيل بشكل عام، آنذاك. ثم انضمت مصر لمجلس الأمن مرة أخرى عام 1984، ودعمت وقتها جهود المجلس لإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية مرة أخرى، من خلال تصويتها على تمديد عمل قوات حفظ السلام بالمنطقة. وأخيرًا، وفي عامي 1996-1997 دعمت مصر جهود الأممالمتحدة في نشر عملية السلام في يوغوسلافيا، وإنهاء احتلال العراق لدولة الكويت، بينما أيدت جهود المجلس للضغط على المغرب لإعطاء سكان الصحراء الغربية حق تقرير المصير وإنهاء النزاع حول المنطقة، وهو الدعم الذي بدا مثيرًا للجدل كون مصر ممثلة للدول العربية الأخرى ومصالحها داخل مجلس الأمن.