وقع معارضون للسلطة الحالية على بيان أسموه "بأي انتخابات تنتظر؟!!"، يدعون من خلاله المصريين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي تنطلق جولتها الأحد والاثنين المقبلين، بدعوى أنها "ليست إلا مجرد مسرحية هزلية يريد من خلالها النظام في مصر أن يتفاخر بها أمام الحكومات الغربية". ومن الموقعين على البيان الدكتور أيمن نور، الدكتور ثروت نافع، المهندس حاتم عزام، الدكتور سيف عبد الفتاح، الدكتور طارق الزمر، الشاعر عبد الرحمن يوسف، الدكتور عمرو دراج، الدكتور محمد محسوب، يحيى حامد. وحدد البيان الذي حصلت "المصريون" على نسخة منه، أربعة أسباب لإقناع المصريين بضرورة مقاطعة الاستحقاق الثالث من "خارطة الطريق" التي أعلنت عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وتتمثل في الآتي: "أولاً: في أقل من 30 شهرا تبخّرت إيرادات الدولة التي لا يعلم الشعب كيف تُجبى ولاكيف تُنفق، بالإضافة إلى تبديد كل ما طالته يد السلطة القائمة من معونات أو أموالٍ جُمعت قهرا من جيوب الشعب، إما في صفقات مشبوهة أو مشروعات غير مدروسة أو لرفع مرتبات أجهزة أمنية تقهر الشعب أو تسربت في شبكة فساد غير معلومة". ونتيجة لذلك، قال: "فأصبحت الدولة مدينة لشعبها بما لا طاقة لها بسداده؛ ومدينة لدول أجنبية بما يهدد استقلال إرادتها ومستقبل أجيالها، ومازلت سلطة القمع تلهث خلف قروض دولية بشروط تعسفية لن يعاني منها سوى الشعب ارتفاعا لأسعار الغاز والكهرباء والغذاء والمواصلات وغيرها وهدرا لحقوق الأجيال القادمة". واستطرد: "وتراجعت فرص الاستثمار فأصبحت البلاد طاردة لكل مستثمر، وارتفعت معدلات البطالة لتصبح مصر بلدا بلا وظائف ولا فرص عمل ولا مدخرات ولا إنتاج؛ بل وبلا سياحة وهي أم الدنيا!! وواصل البيان: "وصدرت تشريعات تقيّد حريات المصريين وتفرض عليهم السكوت عن المطالبة بحقوقهم، وتفرض عليهم ضرائب تحت ألف مُسمى، بل وتنتقص مما بقي لهم حقوق؛ وتُعاقب من يعارض إما باتهامه بالإرهاب أو بتشويه سمعته أو بقتله تصفيةً والتفاخر بذلك. فأي انتخابات تنتظر!! وجاء في ثاني الأسباب لمقاطعة الانتخابات، أنه "يعاني الوطن العربي من فلسطين إلى سوريا ومن اليمن إلى ليبيا ومن العراق إلى لبنان تدخلاتٍ إقليمية واحتلالٍ أجنبي بدرجة أو بأخرى بينما تنشغل سلطة القمع بقهر الشعب في الداخل متبجحة بالانحياز لأعدائه في الخارج. فأصبحت مصر بين مخاطرٍ لا سابق لها بعد التفريط بأمن أشقائنا ومحاصرة أهلنا بفلسطين واستباحة أمننا القومي من كل غريب؛ وأصبحت البلاد لأول مرة في تاريخها بصف الغزاة والمعتدين لا بصف الإسلام والعروبة وتاريخ مصر المشرف". في حين يقول الموقعون على البيان في ثالث الأسباب التي دفعتهم لدعوة المصريين لمقاطعة الانتخابات، أن "الشرط الأول لأي انتخابات نزيهة هو تهيئة الأجواء السياسية لإجرائها يبدأ بشرعية السلطة التي تُديرها، ثم بإطلاق حرية التعبير وحرية تداول المعلومات وحرية تناول كافة القضايا وحرية الأحزاب وقبل ذلك وبعده رد حقوق دماء آلاف من زهرة شباب مصر جرى إهدارها دون محاسبة أو محاكمة. بينما كل صغير وكبير من شعب مصر يرى بعينيه ويسمع بأذنيه كيف أن عشرات آلاف المصريين في السجون وأن السياسة ممنوعة وأن الحرية أسيرة وأن حياة المواطنين أمست بلا ثمن. فأي انتخابات تنتظر"!! أما رابع الأسباب التي أشار إليها البيان، فهو أن "كل شباب مصر الذي اندفع للشوارع والميادين في يناير 2011 للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ورفض تزوير إرادة الشعب في انتخابات عصر مبارك أمسى إما في القبور أو في السجون أو مطارد؛ وهي رسالة بأنه لا مكان لحقوق الشعب ولا قبول بمن يدافع عن تلك المطالب. فأي انتخابات تنتظر؟"!