يتعرض التعليم الأزهرى فى مصر، لمؤامرات خفية تسعى للقضاء على أعداد الطلاب الدارسين به خلال السنوات القليلة المقبلة، ليصبح الأزهر الذى يحمل على عاتقة نشر الدعوة فى جميع أنحاء العالم بلا طلاب . تراجعت أعداد الطلاب المتقدمين للالتحاق للدراسة بالأزهر، فى مراحله الأولى لهذا العام وتوجه جميع الطلاب للدراسة بالتعليم العام, ففى محافظة سوهاج عزف العديد من أولياء الأمور عن إلحاق أبنائهم بالتعليم الأزهرى رغم أنه كان المفضل لديهم, فى حين واصلت أعداد الطلاب المحولين إلى التربية والتعليم فى التزايد وسط غياب تام من قيادات الأزهر لمنع إصابة الطلاب بظاهرة التصحر التى ستقضى على الأجيال. وقام نحو 7 آلاف طالب وطالبة بالمعاهد الأزهرية بالشرقية، خلال العام الماضى بالتحويل إلى التعليم العام، بالإضافة إلى انخفاض أعداد المقبولين بشكل عام مما اضطر لخفض كثافة الفصل الدراسى فى العديد من المعاهد إلى 10 طلاب وامتد إلى جميع المحافظات. و قال محمد على، ولى أمر طالبة, إنه قام بسحب أوراق ابنته من المرحلة الإعدادية وتحويلها للدراسة بالتربية والتعليم حرصا على مستقبلها التعليمى وذلك بعد تدنى مستوى التعليم بالأزهر سواء من خلال عدم توفير المعلمين ذوى الكفاءة العالية أوعدم توفير أماكن مناسبة لتلقى الدروس, كما أن ترويج الإعلام المصرى بأن الأزهر وطلابه هم منبع الإرهاب, أعطى سمعة سيئة لكل من يدرس فى الأزهر. وأضاف علي, أن تراجع نسبة النجاح فى الأزهر لنحو 28% خلال العام الدراسة الماضى، يدل أن الأزهر على وشك الانهيار ولن يجد من يسانده من الدولة أو من أبنائه المنغمسين فى التصريحات السياسية, هذا فضلا عن انعدام الخدمات التعليمية المقدمة للطلاب مما ينبئ بتخريج دفعات من الطلاب غير المؤهلين لسوق العمل. وأوضح مصطفى محمد، خريج كلية التجارة جامعة الأزهر, أن هناك محاولات يلاحظها الجميع للقضاء على التعليم الأزهرى من خلال تشويه صورته وبيان عدم فاعليته قائلاً: " للأسف أبناء الأزهر هم من يحاولون هدمة". وقال إن هناك عددًا من المعاهد الأزهرية أغلقت فى حلوان بسبب انخفاض أعداد الطلاب فى حين تم إدماج بعد المعاهد, وأكد أنه من أسباب عزوف أولياء الأمور عن إلحاق أبنائهم بالأزهر، المواقف المخزية التى ينتهجها الأزهر تجاه القضايا الدينية والإسلامية مما أدى إلى اهتزاز الثقة والمصداقية. وأضاف ناظر أحد معاهد التعليم الابتدائى بالأزهر، أن هناك تراجعا كبيرا فى أعداد الطلاب المتقدمين للالتحاق بالتعليم الأزهرى، مشيرًا إلى أن المعهد أصبح عدد الملتحقين به 30 طالبًا وطالبة يمثلون فصلاً دراسيًا واحدًا بعد أن كان عدد الفصول يتعدى 7 فصول بكثافة تقدر بنحو 45 طالبًا. وأوضح فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن المسئولين فى الأزهر قاموا بتأخير نتيجة الشهادة الابتدائية للعام الدراسى الماضى لحين إغلاق باب التحويل, وذلك لقطع الطريق على أولياء الأمور الساعين إلى سحب أوراق أبنائهم والتحويل إلى التربية والتعليم. وأكد الشيخ عبد الحميد خضر داعية إسلامى، أن هناك أزمة خطيرة بالمعاهد الابتدائية الأزهرية، تتمثل فى أن معظم المدرسين الذين يعملون بالأزهر لم يحصلوا على مؤهلات عليا وهو ما أثر سلبيًا على التعليم الأزهرى، وأدى إلى تدنى المستوى الدراسى للطلاب مما دفع أولياء الأمور إلى نقل أبنائهم إلى التعليم العام. وطالب خضر القائمين على الأزهر الشريف بالاهتمام بالتعليم الابتدائي، باعتباره مرحلة التأسيس الأولى للطالب الأزهرى وذلك بوضع سياسات جديدة من خلال تعيين خريجى مؤهلات عليا متخصصين للتدريس بالمعاهد من أجل بناء أجيال قادرة على خدمة دين الله وتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم بالطريقة الوسطية التى تربوا عليها فى الأزهر الشريف.وأوضح خضر، أن من ضمن أسباب تراجع التحاق الطلاب بالمعاهد الهجوم الإعلامى المستمر على الأزهر.