ظاهرة غريبة بدأت تظهر فى المنيا وتهدد بإغلاق التعليم الازهرى لأبوابه حيث يفضل أولياء الامور لحاق ابنائهم بالتعليم العام بدلا من الازهرى مما أدى الى انخفاض أعداد التلاميذ داخل المعاهد الازهرية وذلك بعد أن فقد التعليم الازهرى بريقه الذى كان يجذب العديد من الاسر ولاجله كان يتحمل الطالب مشقة السفر. فهذا العام لم يزد عدد الملتحقين بالمعاهد الازهرية فى المنيا مسقط رأس عميد الادب العربى الدكتور طه حسين والذى تتلمذ على أيادى كبار مشايخ الازهر عن 4آلاف طالب الأمر الذى يهدد باغلاق أعداد من هذه المعاهد وحول الواقعة قال علاء أحمد موظف ولى أمرالطالب عبد الرحمن أن التعليم الازهرى كان حلمى أن الحق ابنى به بعد إنشاء المعهد الازهرى الجديد بطوة ولكن بعد ثلاثة أعوام من التحاقه وجدت مستوى أبنى التعليمى سيئا للغاية بالمقارنة مع زملائه بالتعليم العام وخاصة فى العربى والحساب واللغة الاجنبية لان الاهتمام داخل المعاهد بالقرآن سيئ للغاية فقمت بطلب تحويله. وأكد محمد قاعود موظف ولى أمر الطالب مصطفى أن مشكلة المعاهد الازهرية هى بعد المسافات إليها مما يزيد العبء على أولياء الامور فى توفير وسيلة مواصلات يومية من وإلى المعهد قائلا: أقوم بالاتفاق مع صاحب دراجة بخارية بنقل ابنى من المنزل للمعهد الذى يبعد حوالى 2 كيلو متر عن منزلى ويأخذ يومية 4 جنيهات بخلاف مصروفات ابنى وفى النهاية مستواه الدراسى سيئ. أما محمد رجب سائق فأوضح أن المسئولين عن المعاهد الازهرية لا يحاولون حل مشاكل الطلاب فى تحسين التعليم أو الشرح الجيد داخل الفصل وصموا آذانهم حتى أصبحوا ودن من طين وآخرى من عجين وردهم علينا اللى عجبه التعليم هنا يقعد واللى مش عجبه يحول . وأشار رجب الى أن هناك تناقصا كبيرا فى أعداد الملتحقين بها وأصبحت الفصول خاوية وعدد كبير منهم فى طريقه للتحويل بسبب عدم شرح المدرسين وبعد مسافة المعهد والضغط على الطالب فى حفظ 5 أجزاء سنويا من القرآن الكريم وترك باقى المواد. ذهبنا للمنطقة الازهرية بالمحافظة والمفاجأة بالنسبة لنا أننا وجدنا كل العاملين بالمنطقة يعلمون تماما شكاوى الطلاب وأولياء الأمور ولكن الأمر بالنسبة لهم شيء عادى لا يعنيهم. وأوضح هشام أحمد مدير وحدة المعلومات والتوثيق بمنطقة المنيا الازهرية أنه طبقا للاحصائيات التى يعدها المركز يوجد تناقص فى أعداد المقبولين بالتعليم الابتدائى للعام الحالى يقدر بأكثر من 700 طالب عن العام الماضى. و قام 4200 طالب بباقى المراحل بالتحويل للتعليم العام.. مشيرا الى أن المنيا بها حوالى 400 معهد دينى بها حوالى 80 ألف طالب وطالبة وبقسمة هذا العدد من الطلاب على عدد المعاهد يكون نصيب كل معهد ما يقرب من 200 طالب ولو استمرت تلك الظاهرة بنفس المعدل فأن هناك أكثر من 12 معهدا مهددة بالاغلاق فى ظل تزايد التحويلات وانخفاض نسب القبول لطلاب التعليم الازهرى فان هناك تهديدا لاغلاق عدد كبير منها. وأشار الى أن أغلب الشكاوى التى وردت على لسان الطلاب وأولياء الأمور عند التحويل هو صعوبة الدراسة الازهرية وخاصة أن الطالب فى المرحلة الابتدائية عليه حفظ 18 جزءا من القرآن الكريم . ونفى عونى طه مدير ادارة التدريب بمنطقة المنيا الازهرية أن تكون بعض التحويلات الخاصة بالطلاب أو احجام البعض عن الالتحاق بالتعليم الازهرى بسبب عدم الاهتمام فى الازهر بالمواد العلمية أو الثقافية فكل مادة لها معلموها وهناك دورات تدريبية مستمرة تسير وفق خطة لجميع التخصصات سواء تدريبات إدارية أو تدريبات تربوية وطرق تدريس من خلال التعاون مع اساتذة من كلية التربية جامعة المنيا لجميع التخصصات ويتم تدريب المعلمين ومسئولى المعاهد أيضا على كيفية تحفيز وجذب الطلاب للدراسة بالمعاهد الازهرية.. مؤكدا أن من امتيازات التعليم الازهرى هو عدم وجود تعليم فنى به وكل الملتحقين به يدخلون مباشرة للتعليم الجامعى علاوة على بعض الامتيازات الأخرى من وجود مكافآت للطلاب وهى مكافأة الحضور بالتعليم الابتدائى ووجود تغذية مدرسية. وأكد الشيخ محمود عبد الحفيظ مدير المنطقة الازهرية بالمنيا سابقا أنه على الرغم من وجود عدد كبير من التحويلات من المعاهد الأزهرية إلا أن هناك أيضا الراغبين فى الدراسة وهناك عدد كبير ممن يحولون من التعليم العام للتعليم الازهرى مشيرا إلى أن المشكلة لها أسباب كثيرة منها بعد مسافات المعاهد الازهرية وضعف مستوى الطلاب وعدم رعاية الاسرة لهم من أهم الاسباب التى تؤدى لهروب اعداد من الطلاب فعدد كبير من المعاهد الازهرية على أطراف المدن والقرى. ونفى عبدالحفيظ أن يكون الاهتمام داخل الازهر بالمواد الشرعية على حساب المواد الثقافية أو العربية قائلا نواجه الظاهرة بالعديد من الاساليب من أهمها أن فضيلة الامام الاكبر شيخ الأزهر يدعم الطلاب من خلال مكافآت التفوق لحفظة القرآن الكريم والموهوبين فى الخطابة ومن أهم الاساليب أيضا السعى جديا فى انشاء كليات ازهرية بالمنيا بمنطقة البهنسا لأنها من أهم الاسباب لإحجام البعض عن استكمال الدراسة الازهرية وخاصة بعد موافقة شيخ الأزهر ومحافظ المنيا على انشاء فرع تابع لجامعة الازهر على مساحة 500 فدان . وأضاف عبد الحفيظ أن من أهم امتيازات الدراسة الازهرية أيضا هى قلة الكثافات داخل فصول المعاهد فعدد التلاميذ بالفصل لا يزيد على 35 طالبا مما يساعد الطالب على الاستيعاب بصورة أفضل.