قابلنى رجل فى العقد الرابع من عمره... وجدته يتحدث بلهجة انفعالية شديدة وهو يوجه شتائم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكذا التيارات الإسلامية التى وعلى حد وصفه خدعت الشارع واستحوذت على أغلب مقاعد البرلمان.. وصل حديثه إلى حد جذب الانتباه ومحاولة استقطاب أكبر عدد من الناس إليه.. بفضولى الصحفى، سألته حضرتك بتشتغل إيه؟ رد على قائلا .. أنا مهنتى ناشط سياسى.. بالطبع كانت إجابته غريبة.. جدًا إلى حد مستفز .. ولولا أننى لازلت أعيش فى مصر، لقلت إن هناك مؤسسة حكومية أو وزارة تعطى الحق للعاملين فيها أن يمتهنوا هذه المهنة.. لكن كما تعودنا فإن النشاط السياسى ليس مهنة لكنه نشاط تطوعى أو أن يكون الشخص صاحب رؤى وأفكار سياسية فى المجتمع .. لكن المهنة معناها أن يقوم الإنسان بعمل ويحصل من خلاله على دخل مالى.. فمن أين يأتى صاحب مهنة ناشط سياسى بالمال؟! علامات استفهام تحتاج إلى إجابة شافية عنها .. ومطلوب من الأجهزة الأمنية المعنية بجمع المعلومات أن ترصد أصحاب هذه الأنشطة مادامت توصف بالمهنة .. لأنها إذا تحولت إلى مهنة يصبح هناك مقابل مادى.. ومن الجهة التى تعطى الأجور لأصحاب هذه المهنة؟ للاشك أن عبء الكشف عن هذه العناصر بات أمرا حتميا يقع على عاتق جهاز الأمن الوطنى وكذلك الأمن القومى فى وقت تشتعل فيه مصر بالأزمات وتخرج من أزمة إلى أخرى.. هؤلاء الأشخاص يخرجون علينا كل يوم بمشكلة جديدة فمنذ بضعة أيام انهالو شتما على الشرطة واليوم انقلبوا على المؤسسة العسكرية، وبعد ذلك سينقلبون على بعضهم البعض والنتيجة يدفعها الشعب المصرى من إشعال فى حياته اليومية وتراجع فى اقتصاده وإنهيار فى مؤسساته.. فمن يصدق أن معتصمين المفروض أنهم يطالبون الدولة بما يصفونها بمطالب مشروعة هم أنفسهم الذين يحرقون تراث مصر بالمجمع العلمى وهم يلعبون الكرة أمام مجلس الشعب.. من يصدق أن الثوار الذين من المفروض أنهم منشغلون بحال البلد هم أنفسهم الذين يتجاهلون مستقبلها ولا يسعون إلى بناء ما تهدم منها وإعادة ما فاتنا على مدى ثلاثين عاما من حكم مبارك. لاشك أن مهنة ناشط سياسى تلعب دورا خطيرا فى العبث بمستقبل الوطن .. بمجرد مبالغ مالية يتقاضاها البعض ينفذ أجندات خارجية تجعله يدوس بقدميه على هذا البلد.. سعيد فؤاد [email protected]