فى مقال بالحياة اللندنية قال جمال خاشقجي، إن مصر متحمسة للعدوان الروسى على سوريا! خاشقجى اعتمد على ما يقوله الإعلام المصري، وهو استناد له مصداقيته، فالإعلام الحالى جزء من السلطة ونظام الحكم.. ناهيك عن تحوله إلى أداة قمع سلطوية للمعارضة، لا فرق بينه وبين وظيفة الأجهزة الأمنية. الكلام الذى قرأته ل خاشقجي، كان مؤلمًا لى كمصري، خاصة وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى لقاءات له فى نيويورك، حذر مؤخرًا من سقوط بشار الأسد، وأنه حال حدث سينهار الجيش السوري، فى إشارة صريحة إلى تعاطف القاهرة الرسمي، مع الديكتاتور الدموى والطائفى فى دمشق، وهى تصريحات سبقها تواتر التقارير الصحفية والإعلامية، عن "تعاون أمني" بينهما، وأن على المملوك رئيس مخابرات بشار، زار القاهرة مؤخرًا، بالتزامن مع تصريحات المجرم السورى "الودودة" عن علاقاته مع القاهرة. فى المحصلة، فإن موقف الرئيس السيسي، غير مفهوم، ولا ندرى مسوغات دعمه لهذا النظام الذى لم يعد موجودًا أصلاً. أين الجيش السورى الذى تحدث عنه الرئيس؟!.. الجزء المتبقى أسميًا تحت ولاية بشار 25% من مساحة سوريا هو الآن تحت سيطرة الجيش الروسى والإيرانى ومليشيات حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية والأفغانية.. فلا يوجد حاجة اسمها -الجيش السوري. ثم إن سوريا ذاتها لم تعد موجودة، فهى مقسمة إلى خمس دويلات، دويلة تحكمها داعش، ومناطق تحت سيطرة الجيش الحر، وأخرى تحت سيطرة الأكراد، ودويلات مقسمة بين الفصائل الإسلامية، ودويلة تحكمها موسكو وطهران وحزب الله اللبناني. بشار نفسه.. لا يستحق المساندة ولا الاحترام.. ولا يستحق إلا أن يحتقره الناس وتلعنه الدول العربية، لا أن تسانده وتدافع عنه. بشار قتل أكثر من 250 ألف من شعبه، ودمر نصف المدن السورية بالبراميل المتفجرة، وأحال شعبه إلى لاجئين، ثم سلم بلده إلى الروس والإيرانيين.. وتجول الآن الطائرات الحربية لأكثر من 70 دولة سماء سوريا، تقصفها بالليل والنهار، على مدار الساعة.. ثم لاذ بشار بالفرار إلى مدرجات المشاهدين، ينتظر النتيجة من شرفة قصره فى دمشق!. أين بشار؟!.. هذا الرجل الذى لا كرامة له ولا عرض ولا شرف.. ولو كان عنده "شوية دم".. لترك الحكم خجلاً وشعورًا بالعار. المدهش أن بشار الذى استدعى الجيش الروسى لاحتلال بلده، لا يخجل من الكلام عن الوطنية وعن أن سوريا "دولة ذات سيادة"!! أية وطنية وآية سيادة.. وهو يصفق ويرقص ويتبادل نخب النصر، مع كل غارة روسية، تسوى مدينة أو قرية سورية بالأرض؟! بشار يمثل رمزًا للهمجية المتجاوزة لكل ما ارتكبته النازية من مذابح وتفوقت عليها.. وملف دعمه ومساندته، سيفتح بعد أن تضع الحرب أوزارها.. وشركاؤه لن يفلتوا.. فعلام تراهن القاهرة؟! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.