قال السيد المسيح :"لقد قمتم باحتضاني، أنا الغريب". ويعني ذلك أن مبدأ المحبة يلعب دورًا أساسيًا في الفكر المسيحي. وهي القيم التي يجب على أوروبا تبنيها. ومن الضروري بلورة سياسية لجوء تحترم إنسانية اللاجئين. بهذه الكلمات استقبل الأسقف هاينريش بيدفورد شتروم أعلى ممثل للكنيسة الإنجيلية في ألمانيا اطلع قبل أيام قليلة على الطريق الذي يسلكه اللاجئون للوصول إلى أوروبا الغربية عبر دول البلقان. وقادته جولة هناك إلى مقدونيا وصربيا والمجر وخلال رحلته هذه، اطلع الأسقف على معاناة اللاجئين، معتبرًا أن إغلاق الحدود بين صربيا والمجر إجراء "خاطئ". وكان الأسقف هاينريش بيدفورد شتروم قد دعا في حوار للإذاعة الألمانية مزيد من التضامن مع اللاجئين، موضحًا أن قيم الفكر المسيحي والأوروبي يشمل واجب التضامن وذلك ردًا على مخاوف من "أسلمة" أوروبا. وعن سؤاله بعد اطلاعه على معاناة اللاجئين على الحدود الصربية-المجرية، ما هي المطالب التي ستقدمونها للمفوضية الأوروبية، قال هاينرش بيدفورد شتروم: كنا على الشريط الحدودي بالمجر، والذي تمّ الآن إغلاقه بالكامل. شاهدنا عائلات يرافقها أطفال صغار. أناس قطعوا مسافات طويلة وصعبة، سيرًا على الأقدام أو بالسيارات. وهم يأملون بالحصول على ملاذ آمن داخل أوروبا، غير أنهم لا يجدون حاليًا أمامهم إلا جدارًا شائكا. وأكد رئيس مجلس الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا أن الأهم الآن هو أن نتوصل نحن الأوروبيون إلى اتفاق حول القاسم المشترك بيننا، مؤكدا علينا أن نجد تعريفا واضحا لمفهوم "المسيحية". وإذا انغلقنا على أنفسنا كمسيحيين وأغلقنا الباب أمام الآخرين، فيجب القول وبكل وضوح: إن ذلك يتناقض تماما مع مبادئ الدين المسيحي. وأوضح الأسقف أن مبدأ التضامن يعد من القيم الأساسية في الفكر المسيحي، وداخل منظومة أوروبا أيضا. أنه قسم جوهري في بنية القيم المشتركة لأوروبا. التضامن شرط أساسي لتحقيق الرخاء للجميع خصوصا تجاه الدول الفقيرة، وبالتالي فهو يساعد على ضمان الترابط بين الدول داخل أوروبا. وهو أيضًا أمر واجب تجاه الخارج. فالسياسات التجارية الداعمة للفقراء، وضرورة المحافظة على الموارد البيئية لكوكب الأرض، هي سياسيات مرتبطة باللجوء في خدمة المستقبل. وفقط إذا تحركنا في هذا المجال نستطيع كبح حركة اللجوء المترتبة عن التغيرات المناخية مستقبلاً. هاينريش بيدفورد شتروم أسقف الكنيسة الإنجيلية بولاية بافاريا. عين رئيسًا للكنيسة الإنجيلية على مستوى ألمانيا منذ عام 2014 وبذلك فهو أعلى ممثل للكنيسة البروتستانتية في البلاد.