1.. .. مع الأسف مجتمعاتنا العربية تربت على الدعة والكسل والتأجيل والتواكل والتسويف والإهمال ..لا تعرف سبيلا للانضباط والصرامة ..والوقت عندها كمٌ مهملٌ ..شعارها "كل عطلة فيها خير" الأمم العظيمة سادت بالعمل والجد.. تصل الليل بالنهار وتسرع عجلة الإنتاج لكي تصنع غذاءها ودواءها وسلاحها و لا تعيش عالة على غيرها ..لا سبيل لنا للنجاة والخروج مما نحن فيه من تبعية وتخلف.. إلا بإعلاء قيمة العمل ومكانته ..الأمة التي لا تعمل أكثر من أربع ساعات في اليوم أو أقل هي أمة فاشلة مُعْرضة عن طريق التقدم والفلاح ..2.. نكستنا وخيبتنا وسقوطنا في جميع نواحي الحياة هو إهمالنا لمعنى كلمة " اقرأ"..مع أنها أول كلمة نزلت على النبي محمد عليه السلام ... ننجح ونتطور ونبدأ رحلة الإقلاع العلمي والنهضة الشاملة في حالة واحدة ووحيدة هي إخضاع مناهج التعليم في أوطاننا العربية إلى مراجعة عميقة وكاملة ..مناهجنا بالية و ضعيفة ورثة ولا تستجيب لمقتضيات العصر وصحيح الدين وثوابت الأمة ..لا بد من المراجعة والتصفية والتنقية لكي نخرج من عصر الأمية المتعلمة ..مدارسنا تخرج أميين يحملون شهادات لا تسمن ولا تغني من جوع ..اليوم العالم يتحرك وينتج ويبدع بالعلم.. ويسيطر وينتصر بالعلم ..ويحل مشاكله بالعلم..بلا علم لن نحقق نهضة ولا تطور ولا ازدهار وسنبقى نردد الخيبات والهزائم المتشابهة. ..3.. لا قيمة ولا اعتبار للمعلم في أوطاننا العربية ..المعلم والأستاذ في أسفل السلم الاجتماعي والمهني .. لا راتب محترم ولا قيمة اعتبارية ولا كفالة ولا كرامة ..إنها سياسة الأنظمة القديمة الموغلة في إهانة أهل العلم والمعرفة..والهدف هو الإبقاء على الأمة متخلفة متقهقرة بعيدة عن سبل النهضة ..تحطيم صورة المعلم كقدوة في المجتمع الغرض منه تكسير المثل والنموذج وجعله يعاني الفاقة والفقر والعوز .. ويلهث وراء لقمة العيش حتى ينسى ويهمل رسالته وربما تحول إلى محل سخرية ونكت في المجتمع ...نظرة بسيطة على العالم الآخر ووضعية أهل "التربية والتعليم" يحيلنا إلى فوارق هائلة اجتماعيا واعتباريا ومهنيا .. ناهيك عن الميزانيات الضخمة المخصصة للبحث العلمي وتشجيع المبدعين وتكريم أهل الفضل والسبق في إنارة العقول وصناعة ذكاء المستقبل.. إنه عصر الاستثمار في الذكاء والإبداع الإنساني الذي تخلفنا عليه لقرون ..ولا سبيل لنا للعودة والدخول في السباق إلا بأمر واحد إصلاح منظومة التعليم وعلى رأسها اعتبارية المعلم وقيمته ومكانته الاجتماعية. * الجزائر.. Email.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.