انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف مناطق حيوية في تل أبيب وبئر السبع بإسرائيل | فيديو    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    عيار 21 بعد الانخفاض.. سعر الذهب بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    أسعار اللحوم اليوم 3-5-2024 للمستهلكين في المنافذ ومحلات الجزارة    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    طائرات الاحتلال تستهدف محيط مسجد "أبو شمالة" في تل السلطان غرب رفح الفلسطينية    ملف يلا كورة.. قرعة كأس مصر.. موعد مباراتي المنتخب.. فوز الزمالك.. وطلب الأهلي    جمال علام: أناشد جماهير الأندية بدعم منتخب مصر.. والاتحاد نجح في حل 70% من المشكلات    خالد الغندور: محمد صلاح «مش فوق النقد» ويؤدي مع ليفربول أفضل من منتخب مصر    إبراهيم سعيد: مصطفى شوبير لا بد أن يكون أساسي فى تشكيل الأهلي علي حساب الشناوي وإذا حدث عكس ذلك سيكون " ظلم "    أحمد الكأس: سعيد بالتتويج ببطولة شمال إفريقيا.. وأتمنى احتراف لاعبي منتخب 2008    «تغير مفاجئ في الحرارة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر والظواهر الجوية المتوقعة    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    «دفاع الشيوخ»: اتحاد القبائل العربية توحيد للصف خلف الرئيس السيسي    «زي النهارده».. اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 1991    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    تحذير شديد اللهجة حول علامات اختراق الواتساب    ميزة جديدة تقدمها شركة سامسونج لسلسلة Galaxy S24 فما هي ؟    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    ماما دهب ل ياسمين الخطيب: قولي لي ماما.. انتِ محتاجة تقوليها أكتر ما أنا محتاجة أسمعها    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بسعر 829 جنيها، فاكسيرا توفر تطعيم مرض الجديري المائي    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    أمين «حماة الوطن»: تدشين اتحاد القبائل يعكس حجم الدعم الشعبي للرئيس السيسي    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    خطوات الاستعلام عن معاشات شهر مايو بالزيادة الجديدة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نكشف اليد العابثة بأرواح المرضى بالمستشفيات (تحقيق استقصائي)
نشر في المصريون يوم 17 - 09 - 2015

"الدمرداش".. قلعة الإهمال الطبي في مصر.. الاستقبال يرفض تعليق المحاليل لمريض بحجة أنه "ينتظر الموت"
قصر العينى.. الحشرات والصراصير ترافق المرضى وانتشار الباعة الجائلين دون رقيب
معهد ناصر.. بعد شفائه من "السرطان" أحمد يموت بالتهاب رئوي بسبب إهمال الأطباء
معهد الكبد.. رحلة عذاب المواطنين للحصول على سوفالدي
مستشفى إمبابة بدون أطباء.. والمدير: "عندنا عجز في التمريض والأطباء والرعاية المركزة والحضانات" !!
سوق شعبى والقمامة تحاصر "أبو الريش".. ومدير الأمن يمنعنا من تصوير معاناة المرضي خارج أسوار المستشفي
الصرف الصحي والقمامة تستقبل المرضى بمستشفى التأمين الصحي "بالهرم "

"باب النجار مخلع" مثل شعبي لا يمكن بأى حال من الأحوال قبوله على مستشفيات مصر المحروسة، التي تحولت إلى مقابر تشهد خروج أرواح المرضى محمولة على الأعناق بدلاً من خروجهم بسلام من أبواب المستشفيات، لتسجل حالات الوفاة نتيجة الإهمال الطبى أعلى معدلاتها، ناهيك عن حالات التدهور الحاد في الصحة وحالات العدوى وصولًا بفقدان أعضاء وأطراف من أجساد المرضى.
"المصريون" خاضت تجربة ميدانية طرقت فيها أبوب أكبر المستشفيات الحكومية، بالقاهرة أو" مصر" كما يطلق عليها أهل الصعيد والأرياف، باعتبارها منارة التطور والعلم في الجمهورية، رصدنا من هنا وهناك لنضع المشاكل أمام المسئولين على من يتحرك لإغاثة المواطنين.
"الدمرداش" 6 حالات وفاة لحديثى الولادة
مسلسل متواصل يضرب جميع المستشفيات الحكومية بلا استثناء، مشهد ليس بغريب لمن يتردد على مستشفى الدمراداش الجامعى، فالزحمة في قسم الطوارئ الجديد، والنوم على كراسي الانتظار في قسم الأشعة المقطعية، ومشهد الأهالي على درجات السلم في قسم النساء والتوليد ليس بالغريب، ولكن أن يتوفي 6 من الأطفال حديثي الولادة في الحضانات قبل أسابيع وإثبات التقرير الذي أعده أطباء في إدارة مكافحة العدوى بنيابة غرب القاهرة أن غرفة الملاحظة غير مطابقة لمعايير الجودة وأساليب وإجراءات مكافحة العدوى والوحدة غير مستوفية للشروط والإضاءة والتهوية غير كافيين.. كان يحتاج إلى وقفة..
الاستقبال يرفض تركيب المحاليل لمريض.. والسبب "هو كده كده هيموت"
عند دلوفنا إلى قسم الاستقبال بالمستشفى، لم نصدق أعيننا حين وجدنا أحد المرضي مستلقيًا على الأرض وبجواره أحد أقاربه والأطباء والممرضين يمرون عليه ذهابًا وإيابًا وكأن لا أحد هناك، تحدثنا إلى شقيق المريض ويدعى إبراهيم جلال شقيق، والذي أخبرنا بتفاصيل معاناته مع أخيه المصاب بورم في المخ، قائلًا:" أخي قام باستئصال ورم من الدرجة الرابعة في المخ منذ سنة داخل الدمرداش، وبعدها بشهور ظهر ورم آخر بمنتصف المخ، في الجزئية المتعلقة بالتنفس، وعند سؤال الأطباء بماذا نفعل؟ كانت الإجابة صادمة" لا يمكن إجراء العملية فهي مقابل انتهاء حياته"، لم يتمكن أخي من تناول الأدوية والطعام وترددنا أكثر من 4 مرات إلى استقبال المستشفى وعندما طلبنا منهم أن يعطوه الدواء والطعام من خلال محاليل، أو النظر في محاولة علاجه رفضت إدارة المستشفى بحجة أنه ينتظر الموت، ونحن راضين بما كتبه الله ولكن يعطوا لنا حل لنمكنه من الطعام "ليكون هذا الرضا هو ذاته مكمن استهتار الأطباء والمسئولين بهؤلاء المرضي الذين لا يوجد لهم سند يتوسط لتلقيهم العلاج أو إعلامي يخاطب الوزير الرأفة بعلاج هذه الحالة أو تلك.
التأجيل يهدد حياة الطفلة ندى..
وبالتجول داخل أقسام المستشفى التي تعد من أكبر المستشفيات مساحة على مستوى محافظة القاهرة، رصدنا أيضا حالة طفلة الوادى الجديد، صاحبة العام والثمانية أشهر ندي، والتي تعاني من انشقاق في الحلق، حيث قامت إدارة المستشفى بتأجيل إجراء العملية الجراحية لها عدة مرات ما يهدد حياتها ويعيق معيشة والداها المغتربين في شوارع العاصمة.
وواجهنا أنور محمد والد الطفلة ندى قائلًا:" ابنتي لم تتجاوز العامين وتعاني من مشكلة تشقق في سقف الحلق من المفترض تجري عملية وهى تبلغ 6 شهور، وجئنا للدكتور وائل غانم وهو استشاري جراحة وتجميل بالمستشفى عن طريق إعلان في التليفزيون، وبعد الكشف في عيادته الخاصة حولنا إلى الدمرداش، وحدد لنا ميعاد العملية في 22 يوليو الماضي، ولكن مساء هذا اليوم هاتفتنا المستشفى وأجلت العملية لأسبوع آخر بحجة الطوارئ في المستشفى، وبعدها بأسبوع آخر تأجلت للمرة الثالثة.
وتابع:" أنا وزوجتي موظفين، تركنا العمل في الوادي الجديد من أجل ابنتنا ودخلنا محدود، بالإضافة إلى مصاريف الفندق الذي نقيم فيه للانتظار حتى يتم علاج ابنتنا، أنا عاوز يعملوا العملية لبنتى أو يصارحونا بعدم إجرائها حتى نتوجه إلى مستشفى آخر فابنتى تعيش على السوائل فقط وحياتها مهددة إذا لم يتم إجراء العملية الجراحية لها".
مستشفى قصر العينى.. الحشرات والصراير تشارك المرضي الأسرة.. والباعة الجائلون يتجولون دون رقيب
لا تكاد تدخل مستشفى قصر العيني - القديم- إن كنت مريضا أو حتى زائرًا حتى تجد نفسك وسط القمامة المنتشرة في الطرقات فالقطن الملوث بالدماء والشاش ولوازم العمليات ملقاة على جوانب الطرقات إلى جانب انتشار الباعة الجائلين وكأنك في موقف أتوبيسات أو سوق شعبي.
حصلنا على تذكرة زيارة لنرصد مآسي المرضي ومعاناتهم داخل المستشفى الحكومي والذي من المفترض أن يكون داعما للفقراء والمحتاجين الذين لا يقدرون على دفع الأموال الباهظة للمستشفيات الخاصة ولكن كل شيء له ثمن فكلما قل السعر انعدمت الجودة.
أ ع، أحد المرضي الذي دخل إلى المستشفى قبل 20 يومًا في حادث سيارة ينتظر تركيب شريحة في قدمه المصابة، حدثنا قائلًا:" أنا هنا منذ ثلاثة أسابيع انتظر العلاج ولا أرى الأطباء إلا مرة واحدة يوميًا ولا يوجد ممرضون يقومون بتغيير الرباط على الجرح في قدمى وأدفع أموالا لعمال النظافة حتى يقوموا بتغيير الرباط على الجرح وتركيب الطوق الحديدي وأنا انتظر تركيب الشريحة لأرحل من المستشفي.

وعلى بعد خطوات تجد عدد من الأسر مجتمعة مع مرضاها وحولهم الطعام يفترشون الأرض وسط انتشار الصراصير في سلات القمامة والنمل وكأنك في مشهد لفيلم قديم في محطة مصر حيث تجد من يبيع الطعام ولا تجد كراسي للانتظار فتجلس على الأرض وسط غياب كامل من مسئولي المستشفى والذي يعد "منارة الطب في مصر " فهل هو بالفعل كذلك؟.. سؤال نطرحه ولك أيها القارئ الإجابة.
"معهد ناصر".. الإهمال يضيع حياة المواطنين
"ابنى مات بسبب الإهمال الأطباء "بهذه العبارة واجهتنا" ع. أ" والدة الطفل أحمد صاحب ال 16 عامًا لتحكى لنا صور الإهمال الذي تسبب في وفاة نجلها، قائلًة: "ابنى كان مصابا بسرطان الدم وجئت إلى هنا لعلاجه وسعدت بوجود اهتمام من قسم التمريض ولكن المشكلة كانت في إهمال الأطباء الذين تسببوا في إصابة ابنى بالتهاب رئوي بعد أن انعدمت مناعته بسبب تلقيه لعلاج الكيماوي".
وتابعت: "ابنى حصل على جرعة العلاج الكيماوي الأولى بعد أن دفعت مبلغ 50 ألف جنيه وبعدها تلقى الجرعات الثانية والثالثة والرابعة على نفقية التأمين الصحي لعدم قدرتي على الإنفاق عليه وقبل تماثله للشفاء وبسبب إهمال الأطباء في عدم اتباع قواعد النظافة حين الدول إلى غرفة ابني مثل ارتداء واقي اليد والفم، أصيب ابنى بالتهاب رئوي ولقى ربه".
أما الحاجة أم وليد فتقول: "أنا من الأقصر وجئت للقاهرة لعلاج ابنى وليد – 10 سنوات- مصاب بورم في المخ وتم إجراء عملية جراحية له قبل عامين إلا أن الورم عاد من جديد ولكن بالإضافة إلى نزيف بالأنف والبول والتهابات بمناطق متفرقة من الجسد".

وتابعت: "جئنا للمعهد ولكن الأطباء أخبرونا بأنه لا يوجد أمل لعلاجه وأن العلاج الكيميائي لن ينفعه وعلينا أن ننتظر رحمة الله به ويتوفي وحسبي الله ونعم الوكيل".
مستشفى إمبابة.. بدون أطباء
المتردد على مستشفى إمبابة العام "الموظفين" يرى مشهد واحد متكرر يوميا خارج أسوار العيادات الخارجية والصيدلية التي يصرف منها المرضى من الكبار والأطفال الدواء المدعم، فبدايًة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا تجد نساء يستغيثون طلبًا للحصول على الدواء للرحمة من هول الزحمة إلى جانب بكاء وعويل الأطفال حيث أنهم غير قادرين على تحمل الطوابير والزحمة وارتفاع درجة حرارة الجو التي يعاني منها الآباء.
دخلنا من بوابة خاصة لقسم ابن خلدون، فلم نجد فرد أمن واحد فقط داخل غرفته عند البوابة فقد كانت فارغة والأفراد يقفون بالخارج لا يسألون هذا وهذه عن سبب الدخول، لنتوجه إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى لنجد بالغرفة عددا من الأطباء الجدد يتعرفون على الغرفة وسط المرضى المتواجدين ولكن مع كثرتهم تسببوا في ضوضاء شديدة فهم لا يحسبون أنهم بمكان مفترض الهدوء التام فيه.
القطط.. وسلالات القمامة
بالطرقات تنتشر القطط، التي تجد سلالات القمامة ومهملات العمليات والمرضي مكانًا جيدًا لتناول الطعام المتبقى من المرضي وسط مرور الأطباء العادى وكأن لا شيء لا فت للنظر في هذا المنظر المقزز، والذي تسبب في نقل وإقالة أطباء معهد القلب المجاور قبل عدة أسابيع على يد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزرا ء.
وسط كل هذا الصخب لجأ إسلام حسن، أحد المرضى إلى مدير المستشفى ليشتكي من عدم تواجد الدكاترة في العيادات الخارجية قائلاً: "جئت للكشف على يدي لا استطيع تحريكها بعد عملية وتر، ذهبت إلى عيادة العظام بالعيادات الخارجية ردوا بلا مبالاة "عيادة العظام إجازة " يدي تحتاج للعلاج ولا أحد يهتم بي رغم معاناتي وذهبت للمدير لم استطع الدخول إليه أنا بشتكي المدير للمسئولين عن الصحة في الدولة، وتساءل إسلام متعجبا "المريض مثلي والمصابين بكسور يموتون؟ أين حق المستشفيات العام؟ أين حق المواطنين الغلابة؟ عايز مكان أشكي فيه وشكوتي توصل ورفع روشتة الكشف ساخرا قطعناها ومكشفناش إيه لازمتها يعني خسرنا فلوس وخلاص!!".
مدير المستشفى: "عندنا عجز في التمريض والأطباء والرعاية المركزة والحضانات!!"
توجهنا لمدير المستشفى دكتور محمد صلاح، للحصول على تصريح حول تدهور الرعاية الصحية بالمستشفى حيث واجهناه قائلًا: "لدينا عجز في غرف العناية المركزة حيث يخدم المستشفى 350 ألف نسمة بمنطقة إمبابة وضواحيها في حين أن لدينا 15 سريرًا للعناية المركزة وتحتاج أجهزتها إلى صيانة دورية وهى عملية مكلفة جدًا نظرًا لارتفاع قيمة الأجهزة لمئات الآلاف وانشغال الغرف بالمرضي باستمرار".
وتابع مدير المستشفي: "الخدمة عندنا مجانا ولكن لدينا عجز في التمريض لاعتمادنا على الفتيات واللاتي يتعرضن لظروف مثل الحمل والزواج ليمتنع عدد منهن عن العمل وهو ما يؤثر على عدد التمريض بالمستشفي، إلى جانب عجز في عدد الأطباء".

وعن الحضانات قال صلاح،: "لدينا 23 حضانة وهو أكبر عدد حضانات بمستشفى على مستوى محافظة الجيزة، يخدم نحو نصف مليون مواطن ودائمًا مشغولة ونحتاج إلى زيادتها لاستيعاب الإقبال من قبل المواطنين".
الصرف الصحى والقمامة يستقبلان المرضى بمستشفى التأمين الصحى "بالهرم"
عندما تحل بالمكان تشم رائحة وترى مشهدًا غير لائق بالمرة، وليس هذا حالي فقط بل كل من يتردد إلى مستشفى التأمين الصحي بنزلة السيسي بالهرم والذي يواجهه محطة صرف صحي "الحلزونية" وصناديق القمامة.
إنها من الطرائف المصرية أن يلتقي مستشفى تأمين صحي بمحطة صرف صحي، مستشفى مفترض أن يكون موقعه مناسب لتلقي خدمة علاجية سليمة لكن تم بناؤه- ولا نعرف هذا محض صدفة أم ماذا ؟ فلم يكن الصرف السبب في معاناة الأهالي المترددين على المستشفى فقط بل صناديق القمامة المتطايرة حولها الحشرات والذباب هي الأخرى معاناة جديدة للمرضي والمواطنين.
وأضاف محمد على، يعمل سائق ميكروباص، ويتردد على المستشفى "إحنا متضررون في نزلة السمان من انتشار القمامة، ولا نستطيع من الرائحة الكريهة أن نسير بالشارع ونصاب بالأمراض ووضع المستشفى أمام الصرف غير سليم وغير حضاري بالمرة، نطالب بنقل المستشفى لمكان نظيف، خاصة وأن الأطباء ليسوا متخصصين ولا يلتزمون بمواعيد الكشف".
مستشفى أبو الريش الجامعى
إذا أصيب ابنك لا قدر الله وكان لابد من تلقيه العلاج فلا ننصحك أبدًا أن تذهب به إلى مستشفى أبو الريش الجامعي للأطفال، فلا نعدك أنك سوف تسلم من المتاهة وسط الطرقات الطويلة الواسعة التي تتقاطع مع بعضها، وخاصة أن المقاعد ليست متوفرة في كل الأدوار، إلى جانب طوابير الانتظار لتلقى الكشف والعلاج.
سوق شعبى يحاصر المستشفى.. والقمامة أمام الباب
قبل أن تدخل إلى المستشفى تجد نفسك في سوق شعبي على أسواره، فلا سيارة خاصة تستطيع المرور ولا حتى سيارة الإسعاف، وإذا قدر الله لك أن تجتاز هذا السوق في برهة من الزمن، لن تفاجأ حين ترى القمامة تحاصر الباب الجانبي للمستشفى.
دخلنا من الباب الجانبي للمستشفى لنجد أحد أفراد الشرطة المعينين لحراسة المستشفى يسألنا "رايح فين يا أستاذ أنت وهي؟!!" لنرد: "الناس كلها داخلة مسألتهاش رايحة فين بتسألنا احنا ليه" فيجيب: " لو معاك طفل مكنتش هسألك، أنت عاوز إيه دلوقتي؟".
المدير.. أنا مش موجود بكرة !!
أخبرناه بأننا نريد لقاء السيد مدير المستشفى لإجراء حوار صحفي، فاصطحبنا في جولة داخل المستشفى ضمن رحلة البحث عن المدير، حتى نصل بعد نحو ساعة وعشر دقائق إلى المدير والذي بدوره قابلنا قائلًا: "أهلًا وسهلًا أنا مش موجود بكره ممكن تيجوا للدكتور أحمد ليسلم علينا مسرعًا وينصرف بينما ترسم ملامح الدهشة وجوهنا ونسأل فرد الأمن " لم نطلب موعدا غدًا وإنما نريد حوارًا اليوم ؟!" فيرد مبتسمًا من الموقف الكوميدي الذي تعرضنا له "معهلش ممكن يكون مشغول شوية لكن أنا عاوزكم تتكلموا عن الباعة الجائلين حول المستشفى وسرقة التيار الكهربائي تحت أعين الحي وانتشار القمامة في محيط المستشفى ياريت والنبي وكمان العربيات المحيطة بسور المستشفى ممكن يتم وضع سيارة مفخخة ويتم تفجير المستشفي" لتكون هذه رسالة فرد شرطة إلى جهاز الشرطة.
انطلقنا في جولة داخل المستشفى بعد أن منعنا فرد الأمن من ذلك بحجة عدم موافقة مدير المستشفى، قبل أن يتركنا ليمارس مهام وظيفته على باب المستشفى.
أمام إحدى غرف قسم العناية المركزة، تنتظر إيمان محمد، ابنتها التي تبلغ من العمر سنة ونصف داخل العناية المركزة، وشعور الأم لا يوصف خاصة عند تبليغها بأن حالة ابنتها غير مستقرة فهي تعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي منذ ولادتها وقالت إيمان "أخبرني الطبيب المسئول عن العناية بأن حالة ابنتي غير مستقرة ومن يدخل العناية المركزة من الطبيعي أن يحدث معه هذا تستقر الحالة وتتدهور مرة أخرى، ولكن الانتظار دون معرفة نتيجة أو تحسن حالة ابنتى هو الموت البطيء".
وتابعت:" بنتى ممش عارفة أعملها إيه ومش عارفة هي عندها إيه والدكاترة مفيش حد بيقول الحقيقة أو يعرفنا نعمل إيه".
أما فاتن سيد، والدة الطفل محمد البالغ من العمر 8 سنوات، كانت تجلس على الأرض ومعها ابنها نائم على قدميها في قسم باطنة أطفال، تنتظر الدور للكشف فقد استيقظت من الساعة ال 6 صباحًا لتاتى إلى المستشفى، حيث يعاني الابن من زولال على الكبد منذ ولادته، وفي سؤالها لماذا تنتظري هذا الوقت الطويل؟ كانت الإجابة "ليس بيدي شىء سوى الانتظار على الأرض حتى يأتي دور الكشف على ابني، ليست المرة الأولى ولكن كما ترين لا توجد مقاعد أساسا في كل الأقسام وانتظر الدور الذي قد لا يأتي قبل وفاة ابنى بين يداي".

لم تنته جولتنا بالمستشفى حتى نفاجأ بالكلاب البوليسية المخصصة للحراسة داخل قفص كبير في نهاية المستشفى بعيدًا عن البوابات حيث المفترض أن تكون هناك للكشف عن المتفجرات بينما يجلس أفراد الأمن على الباب الرئيسي كل يمسك بهاتفه ولا يكلف خاطره حتى بسؤال المواطنين الداخلين والخارجين من المستشفى والسيارات التي تدل دون تفتيش في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد.
" المصريون" على أسوار "أبو الريش".. فى جولتنا الميدانية داخل مستشفى أبو الريش الجامعي للأطفال، رصدنا معاناة الأهالي ليس فقط داخل أروقته بل وخارج أسواره.
هنا القسم الياباني، على بعد خطوات، أمتار من مستشفى الأطفال الجامعي، وإن كان لا تبدو عليه أية ملامح الفن الياباني ولا حتى الكوري، لا يختلف المشهد حدة عن داخله، عائلات تفترش الرصيف جاءت من محافظات مختلفة، وجدنا عائلة جاءت بابنتها التي تبلغ سنة و 8 أشهر من محافظة المنيا لإجراء عملية لعلاج فتاق في فتحة الشرج، وعن معاناة الرحلة العلاجية والنوم في الشارع حتى يتم فتح باب الحجز حكي والد الطفلة ما حاول أن يشفي صدره به مؤكدًا أن الخدمة داخل الياباني بالواسطة ولا يوجد أي اهتمام بالفقراء.
عائلة أخرى تحدث معيلها، الحاج محمد السيوفي، قائلاً "الواسطة هي اللي خربت البلد، نصل إلى المستشفى في الساعات الأولى من الصباح ولكن لابد ننتظر حتى الظهيرة ليأتي دورنا" معقبا هذا لا يرضى الله "وطالب" نريد الدخول كأبناء الأطباء ومن لديه واسطة بقالنا أيام بنيجي ومش عارفين نعالج ابننا".

الأمن يستولى على الكاميرا ويقتادنا إلى داخل "المستشفى"
لم ينه السيوفي حديثه لنا قبل أن يقوم مسئول كبير بأمن المستشفى أبو الرئيس "الياباني" بالاستيلاء على الكاميرا من الزميلة واقتيادنا إلى داخل المستشفى وكأننا إرهابيون يحاولن تفجير المستشفي.
بدأ المسئول حديثه لنا قائلًا: "أنتوا مين وتبع إيه شكلكوا تبع الجزيرة ؟!"، لنرد:" نحن صحفيون ونقوم بإجراء تقرير عن إهمال المستشفيات "، فيعقب: "نعم إهمال إيه أنتوا عاوزين تخبطوا في الحلل يعني بتهجموا الحكومة، فين الكرنيهات بتعتكم".
أبرزنا له بطاقات الهوية وتفويض الجريدة، ليضعهم في جيبه ويقول:" الكارنية ده ملوش لزمة وتفويض الصحافة ده كمان ملوش لزمة "، لنرد:" ممكن حضرتك نكلم متحدث وزارة الصحة الدكتور حسام عبد الغفار للتأكد من هويتنا"، فيعقب:" وزير الصحة كمان ملوش.. وليس له سلطة علي، المستشفى ده جامعي يخضع لجامعة القاهرة ووزارة التعليم العالى و80 % من مستشفيات الجمهورية لا تخضع للوزارة لأنها مستشفيات تعليمية تتبع الجامعات".
وتابع: "سمعوني الفيديوهات إللى سجلتوها وما إن سمع جزءًا من حديث الحاج السيوفي حتى واجهنا قائلًا: " أهلا ده تحريض على التجمهر وإثارة الرأي العام ضد الحكومة دى قضية أمن دولة ".
لم ينته من الكلمة الأخيرة حتى ينصرف عنا ليعود بعد دقائق، قائلًا:" اتفضلوا احنا مسحنا الحاجة اللي على الكاميرا وياريت لو عاوزين حاجة تدلوا للمدير ومتصوروش حاجة تاني "لتكون هذه نهاية جولتنا المأساوية التي رصدنا خلالها أنواع الإهمال والفساد بل والتعتيم على دور الإعلام، فهل ينتبه المسئولون ويساعدوا في إيجاد الحلول سؤال نطرحه لعل من يجيب!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.