انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم السبت، فعاليات مؤتمر التعايش الديني والحوار بين الأديان "وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار"، بمشاركة رجال دين مسلمين ومسيحيين، وآخرين يمثلون الأقليات في المنطقة العربية، من الأزيدين والدروز. وينظم أعمال المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام، مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي، للحوار بين اتباع الأديان والثقافات "السعودية"، بالشراكة مع الأزهر الشريف "مصر"، والمعهد الملكي للدراسات الدينية "الأردن"، ومجلس كنائس الشرق الأوسط "لبنان". ويهدف المؤتمر الذي يشارك به 120 شاباً كمتدربين، لتعزيز حوار الأديان من دول، الأردن، مصر، سوريا، لبنانالعراق، فلسطين، وترسيخ التعايش والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان، من خلال المواطنة المشتركة في الدول التي تتعايش فيها ديانات وثقافات متنوعة، حفاظا على التنوع الديني والثقافي. كما يهدف المؤتمر للوصول لأهدافه من خلال إيجاد وسائل لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي، وتسخيرها لخدمة أهداف الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وإطلاق حملة إعلامية إقليمية لمواجة العنف، باسم الدين، ومكافحة التطرف والإرهاب، بحسب ما قاله منظمو المؤتمر، لمراسل الأناضول. وقال مدير مركز الملك عبد الله العالمي، فهد أسعد أبو النصر، للأناضول إن "المؤتمر يأتي ضمن التزام المركز، بتنفيذ مشاريع لتعزيز مشاركة القيادات الدينية، والخبراء الشباب، في وسائل التواصل الاجتماعي دعماً للحوار والتعايش، ولتدريب خبراء الحوار في البلدان العربية على الاستخدام الاستراتيجي لوسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف أن ذلك يتم "باستخدام المناهج التي يعمل المركز على إعدادها وتطويرها، بحيث تكون مواداً مساعدة للمدربين والمتدربين، على ترسيخ الوسطية والاعتدال والتسامح، وبناء أسس متينة على أساس المواطنة المشتركة". وأوضح أن "المؤتمر سيتناول عدداً من المحاور التي تهدف إلى الوصول للاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، كمساحة للحوار الإيجابي، وحوار أتباع الأديان والثقافات، بهدف مكافحة التطرف، وتعزيز احترام الآخر، إضافة لتحفيز التفكير الإبداعي، لإنشاء ونشر الرسائل الإلكترونية النوعية، لبناء حملات إعلامية تسهم في تعزيز التواصل، والتفاهم، والتعايش الديني بين الأفراد والشعوب، في ظل ما تشهده المنطقة العربية، من حروب واقتال على أسس طائفية ومذهبية. ومن المنتظر أن يخرج المؤتمر بتوصيات تحث على نبذ العنف والتطرف، وإيجاد السبل الكفيلة لمكافحة التطرف إلكترونياً، وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات في المنطقة العربية. كذلك فإن عدداً من المشاركين، سيعرضون تجارب حية لعمليات تطرف شهدتها بلدانهم، مثلما يقدم ممثلو مرصد الأزهر الشريف، قراءة في تجربتهم التي تمت برعاية مجلس حكماء المسلمين في أبو ظبي، بدولة الإمارات، والمتعلقة بإحصائيات حول أعداد الشباب المنتمي من دول أوروبا وإفريقيا، إلى التنظيمات المتطرفة في المنطقة العربية، بخاصة في سورياوالعراق. يذكر أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات، أسسه الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز العام 2011، وبدأت فكرة تأسيسه حين عقد مؤتمر القمة الإسلامية في مكةالمكرمة عام 2005.