أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية، الجمعة، أن موجة المهاجرين غير الشرعيين التي تتوافد على أوروبا، تعتبر شهادة بأن العنف والاستقرار المتزعزع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لم يعد يهدد تلك المناطق فحسب، بل مناطق أخرى بما فيها أوروبا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، في الموجز الصحفي اليومي له، أمس، في رد على سؤال يتعلق بموجات المهاجرين المتدفقين على أوروبا: "هذه شهادة على أن العنف وعدم الاستقرار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لا يؤثر على تلك المنطقة فحسب، بل صار يسبب عدم استقرار على مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك أوروبا". وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد بحث في الفترة الماضية أزمة المهاجرين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي. وأشار إيرنست إلى أن الرئيس الأمريكي كان قد اقترح على رينزي، عند زيارته للبيت الأبيض في وقت سابق من العام الجاري، أن "يخصص الاتحاد الأوروبي المزيد من الموارد لفعل شيئين، الأول مساعدة بلدان أخرى من جنوب أوروبا على التعامل مع هذا التدفق بطريقة أكثر إنسانية".
وتابع قائلاً: "الشيء الثاني هو اللجوء إلى موارد أكثر لاستخدام إجراءات أكثر صرامة ضد الأفراد الذين يبتغون الاتجار بالبشر، أو الذين يحاولون الانتفاع من الاستقتال اليائس لبعض الأشخاص، بما فيهم النساء والأطفال، الذين يفرون من الأوضاع العنيفة في بلدانهم". واستطرد أن الأعداد الهائلة للمهاجرين غير النظاميين والراغبين في اللجوء، بالدخول إلى أوروبا، يمثلون تحدياً جدياً وصعباً للدول الأوروبية. متحدث البيت الأبيض قال أيضاً: "لقد شاهدنا كذلك بلداناً في المنطقة تستجيب بطرق تستحق الإعجاب بجهودها التي نفذتها لتقديم الاحتياجات الإنسانية الرئيسية لهؤلاء الأفراد (المهاجرين)، ولقد تحدثنا في هذا الإطار عن تركيا، كمثلٍ، فهذا بلد احتوى أكثر من مليون فارٍّ من سوريا". ولفت إلى أن "الحكومة التركية والشعب التركي، قد وضعوا موارد ضخمة لاحتوائهم وتقديم الاحتياجات الأساسية لهم، فيما هم بعيدون عن أرض الوطن". وبحسب تقرير صادر عن الوكالة الأوروبية، المكلفة بمراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن (فرونتكس)، في 18 أغسطس الجاري، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين، الذين سجلوا عند نقاط الحدود في دول الاتحاد الأوروبي، تجاوز 100 ألف شخص في يوليو/ تموز الماضي. وأشار التقرير إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين، القادمين انطلاقاً من السواحل الليبية، بلغ 67 ألفاً و261 شخصاً، ما بين يناير ويونيو 2015، بزيادة قدرها 5%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكانت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين قد أعربت، الجمعة، عن بالغ قلقها من تزايد أعداد المهاجرين (غير الشرعيين) عبر البحر المتوسط، مشيرة إلى أن عدد المهاجرين وملتمسي حق اللجوء الذين قاموا بعبور البحر المتوسط منذ مطلع العام الجاري، تجاوز 300 ألف شخص، بينهم 200 ألف قدموا إلى اليونان، و110 آلاف إلى إيطاليا، وأشارت إلى أن نحو 219 ألفاً عبروا المتوسط خلال العام الماضي 2014.