ثلث الكنز من نصيب المشعوذ.. واعتماد كلى على دليل الصحراء لتفادى الموت والملاحقات الأمنية
هوس التنقيب عن الآثار، الحلم الذى يراود عددا كبيرا من الشباب داخل محافظة أسوان الباحثين عن الثراء السريع، حتى لو كلفهم هذا الأمر حياتهم باعتباره تجربة محفوفة دائمًا بالمخاطر. "المصريون" حاولت التعرف على العالم الخفى للتنقيب عن الآثار وأشهر القصص التى رواها الأهالى وعمال الحفر أثناء عمليات التنقيب عن الآثار والبحث عن الكنز أو الخبيئة الفرعونية المدفونة. فى البداية يقول أحد عمال الحفر عن الآثار الذى التقتينا به فى بداية الرحلة رافضا ذكر اسمه الحقيقى، إن عمليات التنقيب عن الآثار فى العادة تعتمد على طرق بدائية قديمة ولكنها معروفة لدى أبناء أسوان، إما عن طريق الاستعانة بأحد المشايخ الذين يشتهرون بالتعامل مع الجن أو الحراس الفرعونيين المكلفين بحراسة هذه الخبيئة أو الكنز الفرعونى منذ آلاف السنين.
وأضاف، أن هناك طرقًا أخرى منها الاستعانة بطرق إراقة دماء الأطفال لتقديمه كقربانًا للجن المكلف بحراسة المقبرة الفرعونية للبدء فى كشف طلاسم الخبيئة باعتبارها أسهل الطرق لاختراق العالم السفلى .
وأوضح أن الاستعانة بأحد المشايخ الروحانيين المعروف لهم بخبرتهم فى مجال الكشف عن الآثار، يتم بالاتفاق معه حول المقابل المادى الذى سيحصل عليه والذى يكون فى العادة ثلث قيمة الخبيئة التى سيساهم فى التوصل إليها. من ناحيته أكد محمد . م مقيم بمنطقة ادفو شمال أسوان وأحد الباحثين عن الثراء السريع أننا نخرج فى رحلة طويلة فى صحراء منطقة ادفو بأحد المواقع الأثرية المعروفة شرق المدينة، والتى تميزت بوجود اكتشافات أثرية بها طوال الفترة الماضية، وخاصة المنطقة المحيطة بمخازن يوسف كما يطلق عليها، ودائما ما تكون هذه الرحلات محفوفة بالمخاطر الشديدة نظرا لغدر الطبيعة من جهة أو للملاحقات الأمنية من جهة أخرى.
وعن الرحلة يقول إننا نتزود خلال الرحلة بالطعام الذى يكفينا والشراب اللازم وأدوات الحفر الاعتيادية لعلنا نكون من المحظوظين فى الوصول إلى إحدى الخبيئات الأثرية من خلال الاستعانة بأحد أدلة الصحراء المشهود لهم بالكفاءة أو العارفين بخريطة مواقع التنقيب عن الآثار.
وأشار إلى أنه لم يحالفه الحظ حتى الآن بشكل رسمى فى التوصل إلى أى خبيئة فرعونية ولكنه يكشف أن للسفر عدة فوائد كما يؤكد أن أهمها شرف المحاولة ومحاولة التوصل إلى الكشف عن كثير من الحقائق فى هذا العالم الخفى.
وتعتبر محافظة أسوان محطة هامة لعمليات البحث أو التنقيب، عن الآثار بشكل غير مشروع حيث نشطت هذه العملية عقب أحداث ثورة يناير فى ظل استغلال البعض الحالة الأمنية المتردية التى صاحبت الثورة . وقد برزت للأضواء منطقة غرب أسوان الأثرية غرب النيل، حيث عمد عدد من المتخصصين فى أعمال التنقيب عن الآثار فى توسيعهم لعمليات البحث عن الآثار بالمنطقة، نظرا لأن هذه المنطقة تضم مقابر النبلاء بأسوان والتى تقع على الضفة الغربيةلأسوان والتى اكتشف منها فقط عدد من المقابر الخاصة بحكام مدينة أسوان . فيما نجحت الجهود الأمنية خلال الفترة الماضية، فى إعادة 4 مقابر فرعونية فى المنطقة استولى عليها عدد من منقبى الآثار تضم حوالى 16 مومياء و4 توابيت أثرية ترجع للعصر الرومانى وهى تحديدا تقع فى المنطقة الواقعة بالقرب من ضريح الأغاخان. بينما استمرت أعمال السرقات والنبش فى ظل الممارسات الدورية التى تتم فى المنطقة من قبل بعض لصوص وعصابات الآثار والتى هددت المنطقة بسرقة تراثها الإنسانى .