على الرغم من التحالفات الجديدة والناشئة بين عدد من الأحزاب الليبرالية والتى أعقبت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التى حقق فيها الإسلاميون نصيب الأسد من المقاعد، إلا أن خبراء توقعوا اكتساح التيار الإسلامى فى المرحلتين الثانية والثالثة، وأن يواصل حزب "الحرية والعدالة" – الذى حاز على 40% من مقاعد المرحلة الأولى- تفوقه يليه حزب "النور" السلفى الذي فاز ب 20% فى المرحلة الأولى. يأتى هذا فى الوقت الذى تحاول فيه الأحزاب والتيارات إعادة ترتيب أوراقها مرة أخرى لحفظ ماء الوجه، والحصول على نسبة معقولة من المقاعد تحافظ على بقائها فى المجتمع، خاصة أن من بينها أحزابًا لها قواعد جماهيرية وإن كانت قليلة إلا أنها لها تاريخ مثل الوفد والتجمع والناصرى والجبهة وغيرها من الأحزاب الأخرى. الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" يعتقد أنه من الصعب حصول الأحزاب الليبرالية على عدد أكبر من المقاعد فى المرحلة الثانية من الانتخابات ولكنها لن تختلف كثيرا عما حصلت عليه فى المرحلة الأولى لأن المنافس من الإسلاميين "قوى وشرس" وأضاف أن التيارات الدينية تمتلك سلاح الدعاية المضادة وتجيد استخدامه خاصة فى ظل الهجوم الذى يتلقاه الإسلاميون من التيارات الليبرالية فيما يتعلق باستخدام الشعارات الدينية، وأشار إلى أن أى تحالف فى هذا الوقت بين الأحزاب المدنية لن يفيد كثيرًا ولن يوقف صعود الإسلاميين. من جهته، أكد الدكتور عمرو الشوبكى, الخبير السياسى بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام", والمرشح المستقل عن دائرة"الدقى - العجوزة – إمبابة" أن التحالفات الحزبية ستكون تأثيراتها محدودة نظرًا لكون الوظيفة الحقيقية لهذه التحالفات والتى هى من الأهمية بمكان أن تحقق الوصول إلى من هم فى منطقة الوسط. وأضاف أن الأحزاب الليبرالية تستطيع التقليل من سيطرة القوى الإسلامية فى المرحلتين الثانية والثالثة من خلال التواصل والتفاعل وفتح قنوات حوار مع الشعب, أما إذا لم تستطع ذلك فستكون الأغلبية للتيار الإسلامى لأنه فى تواصل مستمر مع الشارع منذ سنوات طويلة على عكس الأحزاب الأخرى التى كانت تتحدث من داخل الغرف. من جانبها توقعت الدكتورة أميرة الشنوانى, أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وعضو مجلس إدارة المجلس المصرى للشئون الخارجية, فوزا كبيرا للإخوان المسلمين والسلفيين فى المرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب خاصة فى ظل عدم قيام اللجنة العليا للانتخابات بمنع الشعارات الدينية منعًا باتًا, لأن الشعب المصرى شعب متدين وهو يتأثر بهذه الشعارات. ورأى الدكتور أيمن عبد الوهاب، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأحزاب الليبرالية تعانى من تفكك وضعف تنظيمى وصعوبة فى الوصول للجماهير وحشد أكبر عدد من الأصوات سيقف أمام تحقيقها النجاح فى باقى المراحل الانتخابية. وأضاف أن هناك ثلاثة محاور تقف أمام أى تحالف بين الأحزاب الليبرالية والمدنية أهمها التنسيق المتأخر والتكتل فى حاجة لبذل مزيد من الجهد وتقديم أشخاص تمتلك فن التواصل مع الجماهير وقدرًا كبيرًا من التنوع الذى يرغب فيه المصريون ومهارات كبيرة تتعلق بمسألة التعبئة والتمويل، والوقت لا يسمح مع الدخول فى المرحلة الثانية من الانتخابات. فيما قلل الدكتور محمد السعدنى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية من تحالف الأحزاب الليبرالية بعد أن فشلت فى المرحلة الأولى وليس من الممكن أن تعيد ترتيب أوراقها فى ظل ضيق الوقت، فضلا عن القدرة التنظيمية الهائلة للتيارات الدينية على اختلاف توجهاتها. وأشار السعدنى إلى أن الأحزاب المدنية إذا حصلت على عدد مقاعد أكبر فى المراحل المقبلة لن تكون لها الأغلبية لأن التيار الإسلامى حسمها لصالحه منذ المرحلة الأولى، وذلك لقدرته البالغة على الحشد وكسب ود الناخبين بشتى الطرق. واعترفت مارجريت عازر، سكرتيرعام مساعد حزب الوفد بأن هناك مشاكل كثيرة تقف ضد الأحزاب الليبرالية أو المدنية أهمها عدم قدرتها على حشد أصوات الناخبين، ومن الممكن أن يتم التنسيق بين الأحزاب فى مقاعد الفردى ولكنهم سيتفقون فى الرؤى والتوجهات وسيصبحون كتلة واحدة فى البرلمان المقبل. وأكدت عازر أنه ليس من الممكن أن تحصل الأحزاب الليبرالية على عدد مقاعد أكبر فى المرحلتين الباقيتين من الانتخابات، ولكن من الممكن أن يحصلوا على نتائج جيدة بالنسبة لمقاعد الفردى لكن القوائم صعبة عليهم، وذلك لأن الأحزاب الإسلامية مسيطرة عليها تمامًا، والأفضل لهم أن ينسقوا فى المجلس المقبل لأن التحالف الآن لن يأتى بنتيجة مرضية. وقال الدكتور محمد أبوالعلا، رئيس الحزب الناصرى، إن معظم الأحزاب لها أيدلوجيات مختلفة وأهداف وبرامج متباينة وهو ما يجعلهم مختلفين حول كثير من القضايا السياسية ونظرا لضعف الموارد المادية لها فإنها لن تحصل على عدد مقاعد أكبر فى المر حلة القادمة. وأشار أبوالعلا إلى أن التحالفات بين الأحزاب الليبرالية لن تفيدها لأن التيار الإسلامى حسم المعركة منذ البداية فالإخوان المسلمون متمرسون على إدارة العملية الانتخابية أثناء وجود النظام السابق وكانوا يحصلون على مقاعد فى ظل انتخابات مزورة 100%، بالإضافة لامتلاكهم المال اللازم لإدارة الانتخابات وهو ما تفتقده معظم الأحزاب المدنية.