انسحب تحالف "الثورة مستمرة" من تحالف الكتلة المصرية بعد أيام قليلة من إعلان التضامن، بسبب خلافات مع حزب المصريين الأحرار على الأسماء المرشحة على المقاعد الفردية فى انتخابات المرحلة الثانية المقرر إجراؤها يومى الأربعاء والخميس القادمين. وقال المهندس عماد عطية، القيادى فى تحالف "الثورة مستمرة"، فى تصريح خاص ل"المصريون"، إن التحالف قرر الانسحاب من التنسيق الانتخابى الذى تم بين عدد من الأحزاب الليبرالية، وتحالف الكتلة المصرية الذى تم الاتفاق عليه داخل مقر حزب المصريين الأحرار. وتابع :"دعانا حزب المصريين الأحرار للتنسيق الانتخابى على المقاعد الفردية واختلفنا، فى دعم بعض المرشحين الذين سوف يتم دعمهم بموجب التنسيق، ثم فوجئنا بقيام الكتلة المصرية بوضع أسماء على موقعه الإلكترونى، معلنة أن التنسيق وافق على دعمها فى انتخابات المرحلة الثانية، وهو ما لم يحدث، فاضطررنا للانسحاب"، وقال "سنعلن أسماءنا بأنفسنا". وأشار إلى أن التنسيق الذى تم الاتفاق عليه من قبل كان أمرًا عاديًا، لكنهم فوجئوا بالإعلام يهول من الأمر، وأن الهدف الرئيسى كان إخلاء بعض المرشحين فى عدد من الدوائر لصالح مرشحين بعينهم، لافتاً أن تحالف الثورة مستمرة سبق أن أعلن عشرات المرات أنه لم ولن يدخل فى أية اتفاقات أو تحالفات تقام على أساس دينى. ودافع الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى المنضم للكتلة المصرية، عن الموقف، موضحاً أن التنسيق دعت له مؤسسات المجمع المدنى، وأجرت الاتفاقات بين المرشحين وليست الأحزاب، وأن الغرض منه محاولة إعطاء الشباب فرصة للتمثيل البرلمانى بعيدا عن أى شىء آخر. وأضاف أن التحالف لم يقم لمواجهة الإسلاميين، كما قيل فى مختلف وسائل الإعلام، وإنه أقيم من أجل إتاحة المزيد من فرص النجاح أمام المتحالفين، وهذا أمر طبيعى يحدث بين كل المرشحين، مشيرا إلى أن حزبه يؤمن بالنتيجة، وهو أمر واقع؛ ولكنه يرفض التجاوزات التى حدثت خلال المرحلة الأولى الخاصة بتوزيع الدعاية الانتخابية باللجان وتوجيه الناخبين. وقال محمد رفعت، عضو الهيئة العليا لحزب الخضر، ومرشح الفئات على المقعد الفردى بالدائرة الثالثة بالقليوبية، إن التنسيق أفضل وسيلة لتنوع الآراء فى البرلمان، وعدم احتكار البرلمان لفصيل سياسى معين، خاصة أن البرلمان المقبل أول مهامه تشكيل "لجنة المائة" المعروفة باللجنة التأسيسية المعنية بإعداد الدستور، مطالباً أن يتم تشكيل تلك اللجنة من مختلف طوائف الشعب المصرى وليس من قوى سياسية معينة لضمان عدم حياكتهم بنود معينة تخدم مصالح شخصية. واتفق عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكى مع أبو الغار فى القول، مشيراً إلى أن التحالف تم لتقوية بعض المرشحين ودعم مرشحين معينين فقط ، دون أن يكون الإسلاميون هدفاً، ورغم ذلك توقع وجود تحالفات كبيرة بين الليبراليين واليساريين فى المراحل المقبلة، وأن يكون النزول إلى الشارع هو الوسيلة المناسبة لمواجهة من يلعبون بالدين -على حد قوله. وأكد أن الليبرالية تراجعت بالفعل أمام التيار الإسلامى فى الجولة الأولى، وأن هذا محصلة للسنوات الماضية التى سيطر فيها الإسلاميون من خلال اللعب بالدين، بالإضافة إلى فقد أكبر حزب ليبرالى (الوفد) مصداقيته، فى الوقت الذى تعتبر فيه باقى الأحزاب الليبرالية ناشئة ولم تقوِ حتى الآن. وبخصوص مبدأ التحالفات وتغيير الخريطة السياسية فى الجولتين المقبلتين كشف مصطفى الطويل، مساعد رئيس حزب الوفد، عن خطط حزبه لمواجهة التحالفات والتى تتضمن تكوين فريقين الأول من الشباب، والآخر من رموز الوفد، لافتا إلى أن فريق الشباب سوف يتولى معاونة المرشحين فى دوائرهم من خلال تقديم العون اللازم لهم فى مختلف المجالات، فيما سيتولى رموز الحزب مسئولية الحضور فى المؤتمرات الانتخابية التى سيقيمها الوفد فى مختلف دوائر المرشحين فى المرحلتين الثانية والثالثة، مشيرا إلى تفضيل حزبه للعمل السياسى بمفرده بعيداً عن التحالفات الموجودة حاليا مند أن انسلخ الوفد عن التحالف الوطنى الذى يتزعمه حزب الحرية والعدالة. وقال باسل عادل، عضو المجلس الرئاسى لحزب "المصريين الأحرار"، إن التيار الليبرالى لم يحصل على ما يستحقه من مقاعد فى المرحل الأولى للانتخابات، بسبب تشويه التيارات الدينية له، موضحا أنهم خاضوا الجولة الأولى فى ظل حالة من الاستقطاب الدينى، حيث كانت التيارات الدينية تستغل الدين كستار لأغراض سياسية. وأضاف: "نأمل أن تعود التيارات الدينية إلى صوابها، وتبتعد عن الاستقطاب، لنبتعد بالانتخابات عن طريق الهاوية"، كاشفاً عن تنسيق بين "الأحزاب المدنية" لمواجهة التيارات الإسلامية فى المرحلتين المقبلتين. وقال الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية وأبرز مؤسسى حزب "مصر الحرية"، إن الحزب والكتلة المصرية عقدا اجتماعًا مع بعض الأحزاب الليبرالية واليسارية، وإن هذا الاجتماع شهد نقاشاً وصفه ب"الصريح" عن المشكلات خلال المرحلة الحالية، قائلاً "تكلمنا بصراحة عن مشاكل الفترة الماضية، وصفينا الأجواء واتفقنا على التنسيق سويا لصالح مصر المدنية من الآن". ودعا المهندس ممدوح حمزة إلى توحد القوائم الحزبية من كل التيارات سواء العلمانية أو اليسارية أو الليبرالية والكنيسة القبطية فى المراحل المقبلة للانتخابات البرلمانية 2011 ، لمواجهة التيار الإسلامى بعد ظهور المؤشرات الأولية لعملية الفرز باكتساح كامل للإسلاميين فى المرحلة الأولى. وطالب حمزة الكتلة المصرية قيادة التيارات الأخرى للتركيز فى الأصوات على مرشحين بعينهم، حتى لو اضطر الأمر ببعض المرشحين على المقاعد الفردية أن يتنازلوا لبعضهم البعض ضد عدم تفتيت الأصوات أمام الإسلاميين.