انتشار البلطجية.. وكثرة الغرق شعار المصيف هذا العام لم يدرك يومًا المواطن البورسعيدى، أن يصيب الإهمال والعشوائية حال شاطئه الذى تتميز به محافظته عن باقى محافظات مصر ذلك الشاطئ الذى كان يعرف بنظافته ومياهه الزرقاء وهوائه العليل وكل هذا مقابل بضع جنيهات قليلة فى متناول محدودي الدخل. وقد تبدل الحال رأسًا على عقب، بفضل تعاقب المحافظين والمسئولين من "معدومى الضمير" والذين أثبتوا فشلهم على أرض الواقع بغض النظر عن تصريحاتهم الرنانة المفتقدة الإيجابية. وعندما تطأ قدمك شاطئ بورسعيد لابد أن تصعد بضع سلالم لتصبح على الكورنيش لترى بعينك كم الباعة الجائلين يفترشون ببضائعهم الأماكن المخصصة لجلوس المواطنين ومؤجرى الخيول والدراجات البخارية وعجل الأطفال والمراجيح وبائعى المسليات والحلوى وأصحاب الكافيهات يضعون الكراسي بصورة عشوائية لا يتركون مساحة لهواة رياضة المشي ليتمتعوا بالهواء الذى لوثة روث الخيول والكلاب الضالة. الغريب أنه تتم سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة التى تضاء نهارا وتطفي ليلا لتترك مساحه للبلطجية والشباب المراهق كي يتحرشوا بالبنات والمواطنين وانتشار السرقة أيضا، وذلك بسبب غياب العنصر الأمنى بطول الكورنيش مما يشعر زائريه بحالة من الخوف وإنعدام الأمان مما يحدث حولهم فالرقابة من موظفي إدارة الشاطئ منعدمة تماما لتترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب . كما يفاجأ الزائر علي شواطئ البحر بأكياس القمامة المنتشرة على الرمال تبعث منها الروائح الكريهة وعندما تقترب من الشاطيء أكثر لتستأجر كرسي وشمسية أو خيمة أنت وأسرتك تفاجأ بارتفاع الأسعار فسعر الخيمة في اليوم العادى يتراوح من 40 إلى 50 جنيه وفي يومى الإجازة الخميس أو الجمعة بنهاية الأسبوع يرتفع من 70 إلى 100 جنيه وعندما تبدأ فى إلتقاط أنفاسك عند الجلوس أمام البحر تطاردك صيحات الكلاب الضالة. ويتكرر المشهد يوميا، حيث يشهد الشاطئ مواقف مقززة عندما تفاجأ بسرب من الكلاب الضالة أو يقابلك أحد البلطجية يجر كلبا شرسا يستعرض به أمام الزائرين على الشاطئ هذا بخلاف الدراجات البخارية والسيارات التى كثيرا ما تتسبب فى حوادث تصيب أطفال يلعبون على الرمال أمام الشاطئ دون أى رقيب أو حسيب من المسئولين. وأوضح أحد المصطافين أنه عندما تحاول أن تنزل مياه البحر لتمارس رياضة السباحة ترى بجوارك خيول وكلاب تستحم مما يشعرك أنت وأفراد أسرتك بحالة من الخوف وسرعان ما تهرب وتترك المكان لينتهى يومك وأنت فى حالة من الغضب. وفى الغالب الصورة الواقعية تكن أبشع من الوصف وهو ما زاد غضب البورسعيدية من تدنى حال شاطئهم وهو بمثابة المتتفس الوحيد لهم فليس بمقدور المواطن البسيط أن يستأجر شاليه هو وأسرته بإحدى القرى السياحية والتى يتراوح سعر الشالية لليوم الواحد ما بين350 و500 جنيه وفى الفنادق الخمس نجوم 1000جنيه لليوم الواحد. وقد رفع المسئولون داخل محافظة بورسعيد هذا الموسم شعار" القرى السياحية للأغنياء فقط" غير مباليين بمطالب المواطن البسيط وحقه فى التمتع والتنزه هو وأسرته . فعلى الرغم من كثرة اجتماعات اللواء"مجدي نصر الدين "محافظ بورسعيد مع رؤساء الأحياء وأعضاء المجلس التنفيذى وجولاته الميدانية ومطالبتهم بضرورة إجرء خطة تطوير وصيانة شاملة للكورنيش والشاطئ إلا أنها تصريحات لا ترتقى إلى التنفيذ الفعلى. كما شهد شاطئ بورسعيد هذا الموسم كثير من حالات الوفاة بسبب الغرق بمياه البحر وأرجع عدد كبير من المواطنين السبب لإختفاء موظف "مراقب البحر " أو المنقذ" مثلما كان يحدث منذ عدة سنوات كانوا يعتلون الأبراج الحديدية المنتشرة على الشاطئ ليراقبون الأهالى داخل المياه ويوجهوهم بأشاراتهم وأعلامهم الحمراء والسوداء فكل علم له معنى.