الاشتراكيين الثوريين: ننتظر ردود أفعال القوى الثورية للتحرك على أرض الواقع 6 إبريل: ليس هناك بديل عن الحراك الاحتجاجى بأشكاله المختلفة
أيدت جميع الأحزاب والحركات الثورية تظاهرات 30 يونيو لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، بل كانت الحركات الثورية والتى من بينها حركة 6 إبريل وحركة الاشتراكيين الثوريين، من الداعين الى تظاهرات يونيو 2013 من أجل إزاحة حكم جماعة الإخوان المسلمين من الحكم ولكنه بعد أن تم عزل جماعة الإخوان المسلمين وبعد ما يزيد على العامين من عزل الإخوان . فوجئ الشعب المصرى منذ أيام قليلة بالإعلان عن تحالف سياسى جديد، يضم أعداء الأمس ليصبحوا رفقاء اليوم حيث أعلنت حركة الاشتراكيين الثوريين، فى مؤتمر صحفى لها عن تدشين تحالف جديد لما يسمى القوى الثورية ضد النظام الحالى داعية كلاً من حركة 6 إبريل وجماعة الإخوان المسلمين للانضمام إلى هذا التحالف الثورى الجديد . وأشار بيان الاشتراكيين الثوريين، إلى أن شعار "يسقط كل من خان عسكر فلول إخوان" أصبح مضللاً ويساند الديكتاتورية العسكرية" وأن كل خطوة فى سحق الإخوان المسلمين تضيق من الحيز السياسى للجميع وتمهد لتوسيع نطاق القمع ليشمل الجميع.
وأكدت حركة الاشتراكيين الثوريين، أنها تسعى إلى لم صفوف الجميع لاستكمال الحراك الثورى فيما ترى حركة 6 إبريل، أن الاصطفاف يحتاج إلى وقت كبير حتى تتم استعادة روح الثورة من النظام الحاكم، لأن التحرك الآن يعد انتحارًا للجميع, فيما تزال جماعة الإخوان المسلمين تتحرك فى الشارع عبر مسيرات يتم تنظيمها فى أماكن متفرقة إلا أنها تراجعت بشكل كبير عما كان فى السابق . وفى إطار ذلك كله ترصد "المصريون" الخطوات التنفيذية للبيان الذى دعت إليه حركتا الاشتراكيين الثوريين و6 إبريل وجماعة الإخوان للتوحد الثورى وتكوين جبهة ثورية موحدة ضد النظام الحالي.
"عزت": نأمل فى انضمام شباب الإخوان لنا فى البداية يقول محمود عزت القيادى بحركة الاشتراكيين الثوريين: إن الرؤية السياسية التى طرحتها الحركة خلال الأيام الماضية تدعو للنقاش حول المفاهيم السياسية الموحدة ومن ثم السعى إلى تضمين جميع الجهات المتوافقة حول هذه الرؤية لتكوين جبهة موحدة لمواجهة قمع الحريات التى يمارسها النظام الحالى . وأضاف عزت، أن طرح المبادرة الحالية كان منذ وقت قصير جدًا ولم تتمكن الحركة حتى الآن من الحصول على موافقات أو أراء جميع الجبهات أو القوى الثورية حول موافقتهم أو اعتراضهم على شيء معين من البنود، معتبرًا أن الوقت لا يزال مبكرًا للبدء فى التنفيذ الفعلى على أرض الواقع إلا أنهم مستعدون بشكل كبير له . وأشار القيادى بالاشتراكيين الثوريين، إلى أن الدعوة فرقت بين رفضها التحالف مع جماعة الإخوان والتى خانت الثورة وتجنى جزاءها من النظام الحالى الآن، وبين شباب وقيادات الإخوان الذين نطمع انضمامهم فى جبهة ثورية موحدة وربما يتم التناقش حول انضمام الإخوان بضوابط معينة قد يكون فى شكل فردى أو جماعي. وتابع القيادى بالاشتراكيين الثوريين، أن الحركة تنتظر الردود النهائية للمبادرة من أجل البدء فى الخطوات التنفيذية وسوف يكون فى وقت قصير وسيتم عبر عقد اجتماعات وندوات تجمع جميع من سيتوافق على بيان حركة الاشتراكيين الثوريين. فهناك حالة إحباط موجودة بين المواطنين، لاسيما أننا نمر بمرحلة صعبة يغلق فيها المجال السياسى ويرتفع فيها عدد المعتقلين لتحد من التحرك إلا أن تماسك الكتلة الثورية تستطيع فتح أفق ثورى تمر من خلاله لتحقيق أهداف الثورة, وتنفيذ تطلعات المواطنين من امتلاك خيار التغيير .
"على": نحتاج إلى وقت كاف لمواجهة النظام وهناك من يشيطن الحراك فى الشارع من جانبه قال عمرو على منسق حركة 6 إبريل، إن الحراك الاحتجاجى هو عمل تراكمي، يحتاج لبعض الوقت كى تظهر آثاره بشكل واضح ومؤثر، لكن ليس هناك بديل عن الحراك الاحتجاجى بأشكاله المختلفة، والسلطة الحالية لا يزال لديها رصيد فى الشارع، نتيجة الدعاية الإعلامية الشديدة لها، ونظرا لاختفاء كل أصوات المعارضة عن الإعلام، بسبب غلق جميع أبواب القنوات الإعلامية فى وجهها, لكن فى النهاية التغيير يحتاج لجهد كبير، ويستغرق بعض وقت، ونعتقد أن كل حراك احتجاجى مدروس، ومبنى على أساس السلمية؛ سيكون له تأثير فعلى وحقيقى . وأكد القيادى بحركة 6 إبريل، أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى سيتحدد مصيره فى الوقت الذى يقرر فيه الشارع ذلك، وبعدما يدرك المصريون حقيقة فشل نظامه، وأنه فى حال تحرك القوى الثورية والسياسية الآن فى الشارع فإنه يتم شيطنتها.
"ماهر": بدأنا فى إجراء جلسات نقاش مع جميع القوى لتكوين تحالف ثورى موحد وفى نفس السياق يقول أحمد ماهر عضو الهيئة العليا لحزب الوسط: إن كل القوى الوطنية المؤيدة لثورة 25 يناير انقسمت بعد 30 يونيو فمنها من أيدها ومنها من تمسك بمبادئ ثورة يناير, إلا أنه بمرور الوقت استطاعت القوى المؤيدة ل30 يونيو أن تدرك أنه تم استخدامها هى وجماعة الإخوان المسلمين بعد أخطائهم المتكررة والجسيمة للالتفاف على مطالب الشعب فى 25 يناير . وأضاف ماهر، أن حركة المراجعة الأخيرة التى قامت بها حركة الاشتراكيين الثوريين والتى وضعت فيها العسكر والإخوان فى بوتقة واحدة هى خطوة مهمة للاعتراف بأخطائها والعمل على توحيد صفوف الثوار من جديد لمواجهة النظام الحالى . وكشف عضو الهيئة العليا لحزب الوسط عن وجود تواصل مع العديد من القوى الثورية وشباب الأحزاب بشكل غير معلن وغير معبر عن اتجاه كيان معين أو حزب، مشيرًا إلى أن هذا النقاش تطرق إلى تكوين جبهة ثورية موحدة, وتجاهل الخلافات ولم الشمل من أجل تحقيق مطالب ثورة يناير والتى تم الالتفاف عليها من قبل النظام الحالى . فجميع المبادرات التى أطلقت من قبل أو يتم إطلاقها بدأ من بيان القاهرة وبيانات 6 إبريل وانتهاء بالاشتراكيين الثوريين هى خطوات مبدئية وإن كانت بطيئة نحو تكوين مظلة وطنية موحدة ضد الإرهاب وتدعو للحفاظ على مصر وتجاوز التربص بالمعارضين باتخاذ دعوات الإرهاب كذريعة لإقصائهم, كما يفعل النظام الحالى للقضاء عليهم . ولفت القيادى بحزب الوسط ،إلى أن بطء الخطوات التنفيذية لتكوين هذا التكتل الثورى يرجع إلى القبضه الأمنية التى تعانى منها مصر فى الوقت الحالى والتى تنتهك فيها حقوق وحريات المواطنين بشكل مباشر, فتغيير سياسات الحركات الثورية عبر وضع أطر ثابتة وموحدة سوف تجمع الكل حول تحقيق الهدف الأسمى وهو استعادة روح ثورة يناير من النظام الحالى دون الإلتفات إلى أى صعوبات .
"سطوحى": تحقيق الاصطفاف الثورى لن يتحقق إلا بالقانون ومن جانبه يشير حمدى سطوحى رئيس حزب العدل، إلى أن المطالبة بوجود اصطفاف ثورى يحقق جميع أهداف ثورة 25 يناير هو مطلب جميع الأحزاب, وهو منصوص عليه فى الدستور إلا أنه لم يتم تحقيقه حتى الآن، فالدستور ينص على ضرورة بدء البرلمان الجديد بتشريع قانون العدالة الانتقالية والذى يضع ثوابت التعامل مع الأنظمة السابقة بجانب المصارحة مع جميع الأطراف . وأضاف سطوحي، أنه لابد أن يكون الاتجاه موجه نحو إقامة دولة دستورية تحقق جميع أساليب العدالة الناجزة حتى نتجنب المبادرات العشوائية والأطروحات التى غالبًا ما يذهب جدواها إلى ما لا ينفع المجتمع, أو لا تلقى اهتمامًا مجتمعيًا وقد تكون فى صورة إلهاء للمواطنين دون أن يكون هناك قرار حاسم يحقق طموحاتهم . وأشار سطوحي، إلى أن قانون العدالة الانتقالية ينص على وجود مصالحة مع الأنظمة السابقة بضوابط معينة, ويتم الاعتراف بالأنظمة الحالية والإعلان عن كل ما يتم إنجازه مما يمهد لمحاسبة النظام, وتحقيق الأهداف والثوابت التى يخرج بها الشباب و الحركات الثورية . ولفت رئيس حزب العدل، إلى أنه فى حالة إصدار قانون العدالة الانتقالية ستعيش مصر لفترات كبيرة فى مبادرات فردية لن تحقق أهدافها ولن تقابل بالجدية اللازمة من قبل متخذى القرار أو حتى الشارع, لأن الدستور يجبر الجميع على تنفيذ أهداف ثورة 25 يناير، فالمعارضة ليس محلها الشارع وإنما مجلس النواب لتقديم الرؤى والمقترحات أما الشارع هو مكان الثورات والانتفاضات والضغط الشعبى فالاصطفاف الوطنى لن يتحقق فى عدم وجود قانون حقيقي.
"حمدان": يجب توحد جميع القوى لتحقيق أهداف الثورة على سياق آخر، يشير مجدى حمدان المحلل السياسى وعضو جبهة الإنقاذ السابق، إلى أن حركة الاشتراكيين الثوريين دائمًا ما يطلقون التصريحات الواهية الخالية من الحقيقة فكيف سيسعون لتكوين جبهة ثورية موحدة فى الوقت الذى يعلم غالبية من قاموا بالثورة أن الحركة مغيبة عن الواقع. ويرى حمدان، أن كل اهتمامهم هو التواجد الإعلامى فقط لكن المناداة بالتوحد لتفعيل مبادئ الثورة يكون من خلال قوى لها من المصداقية والالتفاف الشعبى الكبير ما يؤهلها لتجميع المواطنين وجميع الحركات الثورية. وشدد حمدان، على أن الشعب المصرى التف حول حركتى كفاية و 6 إبريل والجمعية الوطنية للتغيير فى وقت كانت تلك المجموعات لها من الثقل والقوى والقيادة المصداقية والتصميم على التغيير، لكن الاشتراكيين الثوريين لا يوجد لديهم أى مصداقية لدرجة أن كل القوى السياسية الثورية المؤثرة لا تتعامل معهم. وأوضح حمدان، أن اختلاف الآراء بين أعضاء الحركة قد يمنعهم من تكوين جبهه ثورية موحدة فى الوقت الحالى إلا إذا تغيرت استراتيجيتهم وعملوا بشكل أكثر تأثيرا ليجمعوا الشعب حولهم، فأساس تكوين أى جبهة ثورية موحدة يعتمد أولاً على وجود قيادة لديها من التأثير والجماهيرية ما يجعلها تجمع كل القوى المتشرزمة, بجانب وجود معارضة قوية وفاعلة يمكنها فضح كل سلبيات مؤسسات الدولة.